18 ديسمبر، 2024 11:10 م

“18 ” صفحة هي محتوى “صفقة القرن” الذي قدم خلالها الرئيس الامريكي “ترامب” قبلة المسلمين و”ثاني الحرمين” هدية للكيان الصهيوني.

المال، وتبادل أراضٍ على أساس يخفّف هاجس إسرائيل “الديمغرافي “ويخلّصها من فلسطينيين داخل حدودها، ودولةٌ مقطّعة الأوصال بلا حدود نهائية ومحاصرة بالسيادة الإسرائيلية؛كل ما قدّمه الرئيس الأميركي في خطّته للفلسطينيين، “حتى يبدو منصفًا”، كما قال، مقابل تصفية قضايا الصراع الجوهرية لصالح الاحتلال: (اللاجئين ـ القدس ـ الحدود ـ الاستيطان).

تطرح الخطّة قضيّة اللاجئين، الذين هجّروا بفعل الحرب الإسرائيلية إبّان النكبة، على أنها باتت اليوم “مشكلة عالميّة”، على اعتبار أن “المجتمع الدولي يكافح من أجل تحصيل التمويل الكافي لمعالجة إشكاليات” 70 مليون لاجئ ونازح في العالم اليوم”.

وتنص الوثيقة على أن “حلًّا عادلًا ومنصفًا وواقعيًّا لقضية اللاجئين الفلسطينيين سيحل بالضرورة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”، كما تنصّ، توازيًّا، على أن “حلًّا منصفًا للاجئين اليهود ينبغي أن يتم تطبيقه في إطار آلية دولية مناسبة منفصلة عن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي”.

انطلاقًا من ذلك، تعتبر الخطة أن “الصراع العربي الإسرائيلي خلق مشكلة لاجئين مشتركة للفلسطينيين واليهود”، ذلك بأن ثمّة “عددًا مشابهًا من اللاجئين اليهود طردوا من الدول العربية بعد وقت قصير من إقامة دولة إسرائيل، وذاقوا معاناة هم أيضاً!.

ومثلما “استقرّ اللاجئون الإسرائيليون وانخرطوا في دولة إسرائيل”، تنصّ الوثيقة على أن “الإخوة العرب يتحمّلون المسؤولية الأخلاقية عن إدماج اللاجئين الفلسطينيين في بلادهم”.

العراق من بين الأخوة!،وهو بحسب الوثيقة مطالب،بتوطين “مليون ومئتين ألف” فلسطيني في مدن ” الموصل ـ صلاح الدين ـ الانبار” بين هلالين “المثلث السني” ،ولتحقيق ذلك برزت دعوات بعض السياسيين من أبناء تلك المدن إلى أقامة ” الإقليم السني” بالتنسيق مع عواصم عربية هي “عرابة” ذلك المشروع.

الواقع السياسي العراقي يشير إلى تناقض المواقف،المكون الشيعي رافض لصفقة القرن،رغم أمكانية تحقيق الربح بحسابات أخوته (المكون العربي السني ـ المكون الكردي)،بمعنى كسب الزمن وخسارة التأريخ،ويخشى أن تلعنه الأجيال القادمة،ويعصب برأسه ضياع القدس،وتمزيق الوطن!.

صراع المواقف هذا يطفو على جمرة القاع الشعبي،فبعض السياسيين الشيعة يميلون الى الخلاص من تلك الأخوة “الهشة” التي اتسمت بالجحود لكل ما يقدمه الأخ الأكبر من تضحيات لوحدة الوطن،بيد أنهم يخشون ردة الفعل الجماهيري والمرجعية الدينية العليا في “النجف الاشرف”،فيما يبدو سياسيي العرب السنة غير مكترثين أو مطمئنين بعدم وجود مثل تلك الهواجس بالأوساط الشعبية من “صفقة القرن”،سيما مع تقديم نموذج الأعمار السريع بـ ” مدينة الرمادي الذي سيشكل حافز صمت لمدينتي صلاح الدين والموصل!”.

السياسيين الكرد يطلون برأسهم من “التل”،وهم يرقبون نتائج صراع أخوتهم العرب،لبناء مواقفهم،سيما والقضية عربية.

وسط هذا المشهد يحتاج العراقيون بمختلف مشاربهم أن “يستلقوا على ظهورهم” ويسألوا أنفسهم.

(لماذا لم يتنحنح خادم الحرمين وسلطان المسلمين على ضياع ثاني القبلتين؟).