ﻻيعتبر نشر وثائق ويكيليكس تسريبا وقرصنة وتهديدا ﻷمن مملكة آل سعود،وما يؤكد ذلك هو تأكيد وزير خارجية السعودية عادل الجبير،على ان هذه الوثائق تمثل سياسة المملكة الخارجية،وهذا اﻹقرار ﻻيحتاج الى دليل ﻹثبات الدور التخريبي لمملكة آل سعود في الشرق اﻷوسط والعالم.
وفي قراءة اولية ﻷهداف نشر هذه الوثائق يمكن إستنتاج النقاط التالية:
1-اثارة الرأي العام داخل السعودية ضد السياسة الخارجية لها والقائمة على خلق الفتن واﻹضطرابات الطائفية والعنصرية بين الدول العربية بل وداخل الدولة الواحدة.
2-توجيه ضربة تأديبية للسعودية بسبب تقاربها مع روسيا وفشلها في حسم الوضع في اليمن.
3-تأجيج الصراعات والفتن داخل الدول التي وردت اسماء مسؤولين وروؤساء احزاب في الوثائق المنشورة،وهذه محاولة لجر الصراع الى وجهة داخلية،مما يهيء ارضية مشروع التقسيم وتعميق الفتن الداخلية.
ان الوثائق التي ظهرت فيها اسماء شخصيات عراقية سواء كانت سياسية او عشائرية او دينية،فإن هذه الوثائق سالبة ﻹنتفاء الموضوع!فالعراقيون يعرفون جيدا ارتباطات هذه العناصر المشبوهة سواء مع السعودية او قطر او تركيا،وﻻتزيدهم الوثائق شيئا جديدا، ولعل مايضحك الثكلى هو تصريح ممثل اتحاد القوى حيدر الملا،الذي وصف المتآمرين على العراق والمشاركين بإثارة الفتن والصراعات والتخريب والقتل،بأنهم قادة شرفاء وساسة مرموقين!وسيكشف على حد تعبيره ملفات ماقبل عام2003،في اشارة منه الى قادة المعارضة العراقية،وهذا مردود عليك يا(حيدوري)ﻷن اﻹسلام اباح اﻹستفادة من اي وسيلة ممكنة للخلاص من الطاغوت،وﻻتنسى ياحيدر ان المؤلفة قلوبهم كانوا يقاتلون مع المسلمين مقابل اموال!.
ان العراق اصبح اليوم بفعل خيانة اغلب القادة السياسيين،كميتة تنهشها الكلاب،فاﻹختلافات والصراعات غطت كل مساحة العراق السياسية،
فالكرد متصارعون فيما بينهم،والسنة مختلفون بلا قيادة رشيدة وﻻهدف واضح سوى التخريب، والشيعة دمرت احزابهم اﻹسلامية نسيج وحدتهم وغدى الصراع من اجل المصالح الحزبية والشخصية هدفا ستراتيجيا لها.