23 ديسمبر، 2024 5:42 ص

وتلكَ الأمثال نضربها للناسِ وما يَعقلُها الا العالمون…؟

وتلكَ الأمثال نضربها للناسِ وما يَعقلُها الا العالمون…؟

شعب ضيعه …التغيير..؟
أبتداءً علينا ان نعترف بقصور الوعي الديني والسياسي والشعبي عن ادراك الحقائق وما يحيط بها..وعلينا ان ندرك ايضاً التناقض بين المؤسسة الدينية والفكرة العقلية اليوم..بعدها من حقنا ان نناقش التناقض بين العقل والدين..لنتخلص من حالة الجمود والموت البطيىء للأمة.
اشكاليات ..الشعوب لا تحلها فتاوى مؤسسات الدين وخطب رجالها الجوفاء.. بل النهضة الفكرية المعمقة التي تغير المفاهيم الخاطئة..فالتطور حقيقة والأرتقاء حقيقة ،ومالم يتمكن العقل من ادارة الدولة ومؤسساتها سنبقى دون حراك في عالم اصبحت التكنولوجيا تُسير الانسان نحو التقدم او الفناء.ان الاعتماد على المتخلفين وقصيري النظر في ادارة الدولة لن يصل بنا الى بناء دولة المواطن والعيش الرغيد… الشعوب المتراخية والمتفككة والتي غلبها نعاس الحياة هي التي تصاب بهذه العلل التي يصبح الرجاء منها في غاية الصعوبة..وان لم ينعدم.
وها هو شعب العراق المفكك اليوم يتعرض للابادة وفقدان الحقوق حتى بجنسيته العراقية حين توضع تحت اقدام الغزاة والمتأمرين ..ومن يدريك ما وَقعت حكومتنا المستهينة بالوطن مع الأيرانيين من معاهدات مخالفة للقانون والدستور..وما يدريك ما تقررمن مصير الوطن في لقاء عبد المهدي روحاني الأيرانيين منفردين .. وهذا مخالف للدستور حين توضع مصلحة الوطن على طاولة الغرباء دون حضورعراقي ..فالعراق ليس محافظة ايرانية يقرر مصيرها الأيرانيون؟ فأين مجلس النواب الذي يدعي الحلبوسي انه ممثل للعراقيين..نريد قراءة لكل الأتفاقيات ونشرها قبل ان تُقر من قبل مجلس النواب المتهاون في الثوابت الوطنية ..
التطور والأرتقاء لا ينحصر في العلوم الطبيعية والتكنولوجيا التي تبهر العقول اليوم كما يعتقدون..لكنها تتحقق بشكل اجمالي حين تتكامل مع العلوم الاجتماعية ..اي التقدم في البناء الداخلي للمجتمع ..لكن هذا التحول الكلي لا يتم عن طريق الرئيس او الحاكم ،بل بحاكم وطني ترافقه الحكمة الجماعية حين يتحول الناس الى منتجين وبُناة وطن كبار وصغار بأدارة هم يختارونها بصدق لدولتهم..وهذا لم يتوفر لدينا اليوم..لابل هم قاتليه ..انا أؤمن ايمانا قوياً ان المجتمع يتطور ويرتقي وفق قوانين علمية واجتماعية معاً وليس بالشعائر والدين..حتى اذا ما تطورت القوانين والنظام السياسي في الدولة وتحققت حقوق الناس بعدالة القانون المطلق..تطاع القوانين والدستور طواعية دون رقابة..كما نشاهدها اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية..حين اصبح الرجل الأمريكي ينظم نفسه وأموره بالأحساس وحسن التقدير وسلامة الحس والذكاء..ساعتها لن نحتاج الى هذه المؤسسات الامنية التي تعددت مسمياتها وهي واحدة لتصرف عليها المليارات عبثا منهم..حتى قال أحد الآيديولوجيين : ان التوسع في هذه النظرية القانونية وتطبيقها تجعل الحكومة تتلاشى كنتيجة طبيعية لرقي الانسان والجماعات.. وان رخاء وامن الانسان يتحقق بأرادة الله وطاعته. ..لأن الله كان هدفه من الخلق هو وصول المخلوق الى أرقى درجات السعادة..هذا هو الاسلام الذي نعرفه ..لا اسلام مرجعيات الدين ؟
ان القوانين الآلهية التي جاءت في الوصايا العشرالقرآنية (الانعام 151-153) وبآيات حدية لا تقبل الخَرق كانت تهدف الى تحقيق هذه الغاية ؟ نعم.. لدرجة أصبحت الحقوق والقوانين هي التي تسير التاريخ وفلسفته في حكم الناس..(وثيقة المدينة المغيبة اليوم) ..أنا شخصيا كقارىء في فلسفة التاريخ اعتقد …ان بهذه الُمثل وتطبيقها بعدالة القانون نتمكن من اخراج المجتمع من الطريق المسدود اليوم أمامنا وننتقل الى مرحلة الأنفتاح.. ونتخلص من الفساد المستشري في بلادنا من قبل الحاكم واعوانه ومن يؤيده من الاخرين الذي أوغلوا في قتله ونهب امواله.. لنفتح ابواب واسعة لمسيرة التاريخ الحضارية ..فلا داعي لمعاهدات الحماية من الطامعين المجاورين..وكفاية ان يُصرح المسئول العراقي لولا دولة ايران لسقطت بغداد..بل قل لولا بغداد ونهب ثرواتها وأستغلال مواردها وتجارتها لسقطت عشر دول مثل ايران..فالشعب العراق ليس قاصرا عن حماية بلاده ان توفرت له القيادة المخلصة للأوطان.
بهذه الطرق الصحيحة والرصينة تفتحت سبل الرقي والتطور امام الشعوب الحضارية اليوم عن طريق أولئك العلماء والمفكرين الذين توصلوا بالتفكير المنطقي الهادىء الى مفاتيح التقدم والرخاء والأمان ..ولا يحصل هذا التوجه عندنا الا اذا قررنا في اذهان الناس ان التقدم ضرورة ، والعدل ضرورة ، والحق ضرورة ..وان الحياة لا تجري عبثاً ..بل وفق قوانين تَحكم تصرف البشر ..ويبقى الحاكم المنتخب على الصحيح هو المسئول الاول في التنفيذ..ويبقى الوزير والمسئول الكفوء هو الامل في التغيير ..فعلام حصرَهمُ في المُقربين.. ساعتها سيكون حاكما وانسانا يستحق التمجيد والخلود..لا حاكما محظوظاً بالمجاورين كما يقول الرئيس ..ليبقى في سلطة الدولة.
..هنا علتنا الكبرى التي وقعنا فيها بعد التغيير ..حتى اصبح الشعب العراقي يتعايش بقدر اسود.. قاتما لا يرى من ورائه الا الظلام ..واذا اراد احد المسئولين ان يقف مع القانون اصبح يُهدد الأخر فلن يكون مصيره الا الموت كما في رئيس هيئة النزاهة اليوم ، واحد موظفيها الامناء بالامس المرحوم السيد علاء العبيدي. فمستقبل الوطن اليوم مجهول لا يعرفه الا اللئام.. مغمور تحت الرخام.. وثروته تأكلها كل الذئاب دون حساب…وشبابه حائر بالمخدرات والافيون وحشيشة الجيران ..بعد ان حللوها فقهيا دون رادع من ضمير أو دين باعتبار ان التحريم لم يرد فيه نص من القرآن كما قالها المستشار القدير السيد الهاشمي بالأمس…الى هذا الحد اجتهدوا في تهديم الوجدان والبلدان ..حتى اصبحنا لا ندري اين نحن ؟ هل لدينا قيَمُ ودين ..ام لدينا ما يفرزه الفقه القديم من تخاريف مسلم والبخاري والمجلسي في بحار الأنوار..؟
نعم..لقد بينت الامثال القرآنية التي تجسدت في القصص القرآنية المُحكمة ..جدلية الأنتقام الرباني ممن اساء وظلم الناس دون حق مبين..كما في عاٍد وثمود وقوم نوح ولوط وابراهيم والفراعنة وغيرهم كثير..كان على من تسلم مسئولية الدولة بعد التغيير في 2003 ان يوفوا بالعهد ولا يحنثوا اليمين امام العدو الطامع بوطن العراقيين بعد ان يتفهم جدلية القرآن مع الحدث ..بل كان عليهم لو كانوا رجالا لدولة مؤتمنين على الوطن ان يسئلوا انفسهم هذا السؤال : ماذا نعمل بعد ان تحرر الوطن من الدكتاتورية والطغيان ليكون مستقبل وطننا أفضل من حاضرها وأمسها..بدلاًمن ان نكون ما نحن عليه من تدميرالبلدان.؟
هذا هو الجديد في التفكير الفلسفي والتاريخي والحضاري الذي لا يريد حكم الوطن والمواطنين بالتخريب..لوطن فريد في شعبه وحضاراته الاربعة التي ولدت لنا القوانين والابتكارات المختلفة التي تشهد عليها متاحفنا التي عمدوا الى تحطيمها وبيع وثائقها للأجنبي من قبل المسئولين دون رقابة القانون..لا ان يُفهموا الناس كيف يعبدون ليموتوا غدا والذهاب للحياة الاخرى وحور العين والانهار من العسل المصفى والولدان المخلدون هذه نظريات داعش اللعين..ويعلمونهم اللطم والزنجيل والراب الحسيني الجديد المتخلف والرشوة وسرقة اموال الناس لفساد المجتمع..واخيرا قتل شبابه في ساحة التحرير.زنعم هي هذه ديمقراطيتهم التي بها يتحدثونون وكأن الله ما خلقنا الا عبيدا لنعبد مقابل نظرية الجنس والباطل وتفاهات الشبقيين. .هذه هي حياة رجال الدين.
لقد حذر القرآن ان من يخرج على الاستقامة ويقبل الخيانة لا تُقبل منه مغفرة واعتذار..”ان الله لا يحب الخائنين” وسيُجابه عظائم الامور، كما في قول الحق :”أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانٍ خيرُ …أم من اسس بنيانه على شفا جرف هارٍ فأنهار به….والله لا يهدي القوم الظالمين..،التوبة 109″..فأين الله والقرآن وقصصهما الضاربة في الأزمان..اليوم امام من قتلوا شعبا وباعوا وطنه للاخر الحاقد ..وغدا سيُلاقون سوء المصير.؟
نحن في زمن الخائن يخون وهو مسلم.. والاخر يقبل قتل النفس الانسانية دون جرم..وهو مسلم.. ويفتح حدوده لاحتلال الأجنبي لأرضه ،وهو مسلم.. والثالث يُزور ويقبل التزوير.وهو مسلم ..والرابع يأكل حقوق الناس ويقتل الآزيديات.. وهو مسلم …واليوم نعاني من التطرف الاسلامي في بلاد العراقيين ليكون باسم كربلائي مخدر شباب العراقيين وهو مسلم..
جاءت الدولة بالخيانة والكذب والتلفيق والبهتان ويقف معها كل فاقدي الضمائر والوجدان من المرافقين والمصفقين واصحاب صحف البهتان وكل من ادلى بشهادة الزور ضد الوطن والناس دون ثبت مبين..يقول الامام علي(ع) الحجة بالدليل..فأين دليلهم..؟ولم يحرصوا حتى على أستيفاء الجانب الشرعي من تكوينه..فقد أخطئوا ولم يجدوا من يعارضهم فتمادوا في الكفر وباطل الزمان..لذا ترى دولتهم قامت على الغصب والتزوير،وأنقطاع الصلة بنهم وبين الناس.فأين المظلومية التي كانوا بها ينادون .. واليوم هم يظلمون؟
اقول ان ما جاءت به الامثال القرآنية من صدقية القول والتحقيق ما هي الا قواعد لمعرفة الحاكم للاصول ..فليس تلك الاقوام التي ضربها الله بغضبه اساءت للحق واهله أكثر مما اساء اليه قادة المنطقة الخضراء الظالمة اهلها اليوم..حين تنازلوا عن الاوطان ..وحقوق الناس..وتشريدهم عرايا في المخيمات ..وموت الاطفال بلا دواء..وبيع الموارد النفطية دون حسابات الدولة والوطن ..وحرمان الناس من وظيفة العمل .. وسنوا قوانين رفحاء والجهاديين الباطلة دون عدالة القانون ..وعينوا الملايين فضائيين ومتقاعدين وهم لم يروا العراق وطن المواطنين وتحويل العامة الى عوز الحاجة في الأفاق..وغيبوا الناس دون محاكمة ودون ذنب.. وساهموا بقتل الضباط والمثقفين والعلماء “المجذوب مثالاً”بدون وجه خلافا للنص المقدس المبين..وفرقوا بين الاخ واخيه ،والابن بين امه وأبيه ..وأهملوا صناعة الماء والكهرباء ليعيش الناس في دياجير الظلام ترضية لايران “البصرة مثالاً”
نعم..قتلوا الزراعة والصناعة والتجارة وكل مرفق حيوي ليكون الاستيراد بالعملة الصعبة المباعة بالمزاد العلني بالبنك المركزي باطلاً هو البديل…والا لماذا لا تفتح الاعتمادات التجارية عن طريق البنك والتسديد مباشرة منه..في هذه الحالة لاسرقة لاموال الناس..؟ ولماذا لا تُفعل الزراعة والصناعة الوطنية ليكون الاكتفاء الذاتي بديلا ..
القادة العراقيون يطأطئون الرؤوس امام الظالمين لوطن العراقيين ، العراقيين..؟
وشيوخ العرب يذلون “عكلكم ” امام الحاكم الزائرالمتخلف الذي يكرهكم لمجرد دعوة او مال او عشاء..فحكامكم اليوم لا تهمهم الاوطان ……..ولا عتب عليهم لانهم غرباء عن الوطن والمصير..فأين فتاوى الجهاد الباطلة..وحزب الدعوة الفاقد للأهلية القيادية ..وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ..؟
قيادة دمرت جيش العراق بآوامر خارجية ..وحولوه الى مليشيات لا ترحم الوطن والأنسان..واحزاب كلها كذب وخيانة من آكلة المال الحرام ..وكتل سياسية من البلطجية الرعيان..وضباط عسكريون يحملون اعلى الرتب ولا احد درس يوما في مؤسسة عسكرية – الا ماندر- حتى اطلق الناس عليهم ..ضباط الدمج الغبران ..برتبهم واشارات الاركان الباطلة وهم يتباهون بها ولا يستحون من الله والناس ..ومئات من الوزراء والنواب والمدراء والمسئولين الكبار قد زوروا شهاداتهم العلمية ووصلوا الى اعلى المناصب بعلم السلطة وبأعترافها لكنها كانت بالبطلان.. وعمائم سود وخضر وبيض كلها تحتها البهتان ..مؤسسة الاوقاف والمحكمة الاتحادية التي ساهمت بتخريب العملية السياسيةلصالح الباطل مثالاً..فأين دولة القانون ..؟ يا مقتدى الصدر يا صاحب غزوة البرلمان..؟
ويبقى السؤال ..هل نستمر بعقلية حكم الطوائف والممل التي تمثلها الكيانات ؟ الطوائف بدعة سياسية لا علاقة لها بالدين بالمطلق صاغتها الدولة الاموية وثبتتها الدولة العباسية..والفقهاء فرية اجتماعية .. لذا بقي العقل العربي الجمعي متخلفا بعيدا عن التعدد المتطور..من هنا علينا ان نعتبرالفقه الاسلامي الحالي حالة خارج التاريخ كونه صناعة سياسية لا دينية ..ومن هنا ايضاً فان كل المذاهب لاقيمة لها في التشريع ..والمرجعيات الدينية مرجعيات وهمية .. لايعترف القرآن بها ولا يخولها حق الفتوى عن الناس .انما الاحكام والنواهي هي القانون…لذا لاعلاقة لهم بحقوق الناس..هذا ما جاء به القرآن ولا غير…وبهذه المذهبية يظلمون الناس ويدعون المظلومية وهم لا ينتمون اليها..
يا شعب العراق انت المسئول عن نفسك ووطنك..فلا رجاء من احد ساهم في الأنتصارضد العدوان..فقاتل من اجل اسقاط المذهبية والمحاصصية واستيلاء الحاكم على الوطن والثروة ..واقسم لك ان المسئولين كلهم جملة من الحرامية وخونة وطن الذين لا تهمهم الامصالحهم فلا تطيعهم بالمطلق.بدليل انهم يمارسون التفضيل بينهم وبينك ..عارض المسيرات المليونية من المعممين فغالبيتهم والله يأكلون السحت الحرام ولا يؤمنون بدين محمدالمدني …مجتمعاتهم مجتمعات منافقة لا تكن معهم ولا تطيعهم انهم زنادقة هذا الزمان ؟ ….لا تنتظر منهم الا الخراب والدمار..؟ فالذئاب لا تترك الفريسة حتى تشرب دمها وتأكل اللحم والعظام
لابطال ساحة التحرير وشهداء العراق الرحمة والتحية .زولاعدائهم اللعنة الابدية ..من خونة الاوطان..
لك الله يا شعب العراق…؟