18 ديسمبر، 2024 8:08 م

وتـَستـَمـر الحيـاة! !

وتـَستـَمـر الحيـاة! !

دائماً ما يعتريني ومن المؤكد جاء في بالكم أيضاً ً ما نحن فيه من تناقضات عجيبة تستوجب التأمل والتفسير .. أحياناً أقول هي الدنيا هكذا جميلة بتناقضها واختلاف أحوالها … الليل والنهار ..حلاوتها ومرارتها.. الأعداء والأصدقاء ..
لكن تناقضاتنا مختلفة تماماً ومع احترامي لهذا الرأي أو ذاك هذا قياس مع الفارغ تناقضاتنا ليس لها مثيل ولا شبيه في العالم كله !؟ نشاهدُ يومياً طائفي ويقول إنّه وطني!! وديوث بأعلى المستوى عنده غيرة منقطعة النظير!! ومفسد ولص محترف أمين ومتدين و يتصدق على الفقراء والمساكين وربما يبني بيوتاً للعبادة ولا ينسى بيوت الدعارة ايضا!!
هل هي ديمومة الخـير والشـر؟ لكي تستمر في الحياة يجب أن تناقض نفسك بلد من أغنى دول العالم يعيش ثلث أهله أو أكثر بخط الفقر بلد منذ القدم عـُرف بتنوع أعـراقه وأديـانه ومـذاهبه يعيش اقتـتال وحرب وتسقيط للآخر حتى بين المذهب الواحد..
الاختلاف رحمة والتنوع نعمة وهنا صار التناقض فأصبح انتقام ونقمة! !
وهنـاك بـُـلدان في العالم تنتظر الانتخابات بفارغ الصبر لكي يغيروا واقعهم أو على الأقل يرفعوا الحماية والسلطة لإشخاص لا يستحقوا ونحن شعبنا يرفض التغيير لأن بتصوره ستكون المشكلة أكبر تصورا الحل يكون مشكلة!!
نُسمي الرشوة هدية والعشائرية أصالة والغباء موهبة وأكثر شبابنا لا يحب أن تـُكـْمل أخته الكلية أو الجامعة لكن من الضروري جدا أن تكون زوجة المستقبل لديها تحصيل دراسي جيد !! السب والشتم من المديح وهو معروف بمصطلح” مديح عراقي” وتستمر الحياة بتناقضها وتخيل لو تغيرت الظروف هل تبقى هذه التناقضات بالتأكيد لا. لأننا سنجد تناقضات أخرى.. في بلدنا العزيز والعظيم بلد الأنبياء والصالحين ونـسمع من يسبه ويشتمه كل يوم وأتمنى أن يكون مديحاً عراقياً خالصاً هذه المرة لا تناقضاً جديداً يلتصقُ بنّا! وأكبر تناقض أن تستمر الحياة مع كل تلك التناقضات !!.