لايمکن مقارنة أي خطر أو تهديد جدي يحدق بالسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، کما هو الامر مع ظاهرة التطرف الاسلامي الذي صار مهدا لأبشع و أشنع أنواع الاساليب الارهابية و أسوءها، ونجد إن هذه الظاهرة بتأثيراتها و تداعياتها حاضرة بقوة على أکثر من صعيد مستمدة قوتها و ديمومتها من وجود و إستمرار و بقاء جذعها و جذورها الاساسية في طهران في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يقوم بإستخدم و توظيف العامل الديني بصورة عامة و الجانب الطائفي منه بصورة خاصة من أجل تحقيق أهدافه و غاياته و إنجاح مخططاته المشبوهة
.
النظام الايراني الذي کما يعرف العالم جميعه، وقف و يقف خلف تصدير التطرف الاسلامية و جعله ظاهرة تلقي بظلالها السامة على العالم، يحاول خداع شعوب المنطقة و العالم و التمويه عليها من خلال إدعائه کذبا و بهتانا من إنه يسعى للقضاء على التطرف الديني و الارهاب و تخليص شعوب المنطقة و العالم، في الوقت الذي نجد إن معظم التنظيمات الاسلامية المتطرفة الارهابية(سنية کانت أم شيعية)، إنما هي إمتداد أو إنعکاس أو في أفضل الاحوال حاصل تحصيل النهج الطائفي المتطرف الذي يضطلع به هذا النظام، ومن المثير للسخرية أن يقوم نظام بمحاربة نفسه أو بمحاربة مايصب في مصلحته و يحقق أهدافه، ولذلك فإن إنتظار دور إيجابي فعال من طهران من حيث محاربة التطرف الاسلامي و الارهاب، إنما هو إنتظار عبثي غير مجدي ولاطائل من ورائه أبدا.
التطرف الاسلامي الذي ساعد و بصورة غير عادية النظام الايراني على بروزه و صيرورته ظاهرة تفرض نفسها في المنطقة و العالم، من الخطأ أن ننسى ماقد دأب هذا النظام على طرحه و التأکيد عليه منذ الايام الاولى لمجيئه، عندما بدأ يعزف على وتر ماکان يسميه کذبا و دجلا ب”الصحوة الاسلامية”، والتي جند من أجلها إمکانيات کبيرة جدا لکي ينشره و يبثه في مختلف بلدان المنطقة و العالم، ولاريب من إن التظيمات الاسلامية المتطرفة قد بدأت بالنشوء و الظهور بعد هذا الجهد المشبوه و الخبيث الذي لايجب تجاهله أبدا.
اليوم، وفي خضم الحرب القائمة ضد تنظيم داعش الارهابي، فإن هذا النظام ينشر جانبا من قواته و الميليشيات التابعة له و المشبعة بالفکر الاسلامي المتطرف ببعده الطائفي و يظهر نفسه أمام شعوب المنطقة و العالم بأنه يحارب التطرف و الارهاب، لکن الحقيقة الدامغة التي ليس بإمکان هذا النظام إنکارها و التحاشي عنها هي إنه بنفسه قد ساهم بجعل التطرف الاسلامي و الارهاب ظاهرة من خلال دوره و تعاونه و تنسيقه مع الاحزاب و الميليشيات و الجماعات الدينية المتطرفة بجانبيها الشيعي و السني وإن صفقة حزب الله ـ داعش المشبوهة قد فضحت النظام هذا النظام لأنه ليس راعي الصفقة فقط وانما الاب الروحي لکلاهما وإنه يلعب على ورقة التطرف و الارهاب من أجل أهداف و مصالح محددة له، ومن هنا فإن ماقد أکدت و شددت عليه مريم رجوي، زعيمة المقاومة الايرانية من إنه(في الأزمة الحالية التي تمر بالمنطقة، أية حلول لوضع حد قطعي للحرب وانعدام الأمن وبالتحديد قضية داعش مرهونة بوقف تدخلات النظام الإيراني في المنطقة وعلى الخصوص في سوريا. التعاون مع الملالي لمواجهة داعش هو عمل كارثي. فهذا العمل يعزز النظام الإيراني وارهابه ويغذي داعش سياسيا واجتماعيا.)، ذلك إن داعش بالاساس هو ظل و إنعکاس و رد فعل للنهج المتطرف لهذا النظام وإن صفقة حزب الله ـ داعش قد أثبتت و أکدت هذه الحقيقة بجلاء، وإن الخيار الوحيد المطروح للمنطقة و العالم کله يتجسد في العمل و النضال المشترك جنبا الى جنب المقاومة الايرانية من أجل خنق التطرف الاسلامي في مهده و بٶرته الاساسية في طهران.