18 ديسمبر، 2024 10:15 م

وتبقى شهادتي مجروحة بحق العكيلي

وتبقى شهادتي مجروحة بحق العكيلي

لست محاميا ولا قاضيا، ولا قريباً لعائلة القاضي رحيم العكَيلي، لكني كنت موظفاً في إحدى دوائر هيأة النزاهة حين كان العكَيلي رئيساً لها، ولاحقا أصبح صديقا عزيزاً وأخاً كريماً، ومرة كتبت منشوراً على صفحتي في الفيس بوك بعد استقالته، قلت فيه: إن مدة عملي في هيأة النزاهة بصحبة القاضي رحيم العكَيلي هي شهادة أكاديمية أخرى أعتز بها فقد علمتني فنون الإدارة وكيفية تحفيز الموظف في إداء عمله، ونقله من حالة الجمود إلى حالة التفاعل والإنتاج، ومن الكسل إلى النشاط عن طريق خطوات علمية واضحة.

كان رحيم العكيلي قوياً صلباً إلى درجة كبيرة ولا يتأثر بما تطرحه الأحزاب السياسية أو تطلبه منه، كما أنه ودود طيب إلى درجة يشعرك أنه أخوك الكبير، وصديقك المقرب وليس مديرك في العمل، وكان يقدم الأعمال على الأشخاص، فالعمل الجيد هو ما يميز الموظف عنده وليس اسمه، كما أنك تتوقع في صباح كل يوم أن تجد كتاب شكر ينتظرك عن عمل أنجزته أو عقوبة تطالك عن تقصير في واجباتك، وللأمانة أشهد أنه دائما مع تكريم الموظف، وليس مع عقوبته.

وقد تمكنا في دائرتنا التعليم والعلاقات إحدى دوائر الهيأة من تأسيس مركز لامتحان التوفل معتمد في جامعات الولايات المتحدة كلها، إلا أن القلوب الحاقدة قامت بإلغائه لكي لا يحسب إنجازاً للقاضي العكَيلي، ولو استمر لأسهم في دعم نشاطات هيأة النزاهة في مجال تثقيف المجتمع عن طريق مردوداته المالية، كما أنه لم يتعارض مع قانونها المعدل(30) في ممارسة دورها في التدريب واستيفاء الأجور لقاء ذلك.

وبدلاً من تكريمه والوقوف خلفه كشخصية وطنية عراقية فاعلة ومؤثرة على مستوى المنظمات الدولية التي تهتم بمكافحة الفساد استُهدف بشكل حاقد عِبْرَ دعاوى كيدية باطلة ليس لها أساس من الواقع فقط لأجل إرضاء النفوس المريضة لبعضهم، وإثقال كاهله بأحكام قضائية حتى لا ينافسهم في منصب أو مكان، وكانوا يعتقدون أنهم سيمكثون في مناصبهم إلى الأبد لكن مشيئة الله فرقت جمعهم، وأنهت تأثييرهم في صناعة القرار.

كان يخطط لرفع إداء موظفي هيأة النزاهةعن طريق تدريبهم ومنحهم الفرص لإكمال دراساتهم في الاختصاصات العلمية والإنسانية وبحسب حاجة الهيأة من أجل زيادة نسبة أصحاب الشهادات العليا مقارنة مع موظفي الهيأة بشكل عام.

ومقالي هنا يسلط الضوء على جزء بسيط من عمل هيأة النزاهة، ومن يريد أن يتأكد عليه مراجعة التقارير السنوية التي أصدرتها الهيأة في وقتها وسيرى حجم القضايا التي تم التحقيق فيها والتي تم حسمها والتطور الكبير في إداء هيأة النزاهة.