لا أفهم هل أنا من القدماء حالي حال أهل الكهف لا يعرفون كيف تغيرت القيم وعملة البلد ، أم أنا رجل ( حداثوي) ، أما رجل ما بعد الحداثة ، أما انا رجل بعد ما بعد الحداثة ، لا أفهم أين مكاني عندما اقرأ لأسمع أن العمالة أصبحت محط فخر ورجولة ، هل تغيرت القيم ليكون القاتل لشعبه مناضلا ؟ هل تغيرت بوصلة الأخلاق ليكون العميل محط احترام بين أبناء الشعب وهم مسلمون يدعون إنهم سائرون على نهج المصطفى (ص) ؟ كيف يكون القاتل بعد أن توغل في قتل شعبه مناضلا وشيخا وسياسيا ونافخا ريشه كأنه ديك في وسط كذا دجاجة ، يتفاخر جلال الصغير ضاحكا مبتسما بصورته مع الجيش الإيراني عندما كان يقاتل الجيش العراقي في حرب الثمان سنوات وهو يعلم والشعب يعمل أن الجنود كانوا بعيدين عن السياسة وعن صدام إن كان يتفاخر بمقاتلة صدام ، هل يعلم الشعب العراقي أن كذا شهيد عراقي سقط في تلك الفترة كان للشيخ الصغير اليد في استشهاده وهو اليوم بينهم يتفاخر بفعلته ، هل يعلم الشيخ بماهية العمالة بعد أن كان يقاتل أبناء شعبه في الحرب وبعد سقوط صدام جاء خلف الدبابة ، كيف تكون العمالة إن كان الشيخ مناضلا إذن ، هل العمالة أصبحت في الطرف الآخر ليكون من قاتل الأمريكان عميلا مثلا ؟ هل فلسفة العمالة تتشابه في مضمونها بين كل من جاء بعد وخلف الدبابة الأميركية ؟ هل نحتاج إلى رجال متخصصين يشرحوا لنا ماهية العمالة لنبني عليها منظومة أفكارنا الجديدة ونتعامل معها في تدريس أولادنا على ( العمالة الحديثة ) مثلا ؟ هل العمالة هي وطنية ولكن بلباس حداثوي وأنا لا أعلم بهذا السر ؟ نحتاج إلى شرح مفصل عن العمالة وعن الفرق بينها وبين الوطنية وحب الوطن لنكون على دراية ونتعامل مع ( وطنية الشيخ ) من مفهوم جديد إسلامي ثائر ، الجميل بصورة الشيخ ( الصنديد ) انه بنفس الأبتسامة الصفراء التي نشهدها كل جمعة من مسلخ براثا حين يؤجج نار التفرقة بين أبناء الشعب مع تذكير الشعب أن ولي أمر الشيخ السيد ( بريمر ) قال عن الشيخ ” إن هذا الرجل يكره حتى نفسه ” هكذا قالها بريمر في كتابه حين وصف ساسة العراق المهرولين خلف الدبابة الاميركية وهم فرحون بهذا المنجز البريمري كما هي سعادة الصغير حين نشر صورته في كل المواقع الإلكترونية بحجة أنه ( المقاتل الصنديد ) .
خيبت آمالنا يا شيخ يا صغير ، رجل دين يتفاخر بالعمالة علنا ، فعلا إننا في زمن لا حداثوي ولا بعد الحداثة ولا بعد ما بعد الحداثة بل إننا في زمن ما بعد العمالة ونموذجنا الراقي هو شيخ الإسلام والمسلمين الشيخ الصغير قدس سره وزاد من كثافة سمه ليكون ترياقا لكل عميل .