17 نوفمبر، 2024 11:20 ص
Search
Close this search box.

وباء الطائفية زلزال مدمر وفيضان مهلك

وباء الطائفية زلزال مدمر وفيضان مهلك

وهو توصيف يرافقك من المهد الى اللحد وحال نضوجك ترى الورطة التي انت

فيها في عدد من المجتعمات وكانك في بحر هائج كثرت سفنه وكثرت ملاحينه وتلاطمت امواجه

وكثيرا ما ترى من يعتبرك قد اقترفت ذنبا بسبب هذا الاكتساب الولادي وهذا الامتداد الخلقي الذي قد يصبح لعنة

تحاول جاهدا القول ان الذنب ليس ذنبي . هذا ما جناه علي اسلافي لذا ترى نفسك محاصرا

ويتكرر المشهد وانت في حيرة من امرك وتبحث عن ناصر او معين

ويعاملك الغير وكانك مخلوق اخر وليس من طينته وتصبح كبش فداء  

اسير سكين الجزار وملطشة للعيوب من كل جانب ودون وجود تحكيم منصف

واحيانا ينقسم القوم وانت في وسط المعمعة فمنهم من يواليك ويناصرك  

ومنهم من يقف لك بالضد ويتهمك بالحيدان عن الحق ونصرة الباطل وتزييف التاريخ

ولا يتزحزح في اظهار اختلافه ولا ينفك عما يعتقد

ويؤكده بالاسانيد التاريخية المتوارثة وقد يعاضده الأخرون

وتراه متعصبا متشنجا مستعملا كلاما ثاقبا ومستعينا بلغة الجسد والاشارة

وهو بالسليقة قد لايعلم وقد لا يقنع بصحة ما يقوله الاخرون ويدعونه

ولكن يبدو الايمان راسخ في دماغه كرسوخ الجبال السوداء قلبا ومظهرا

فتكثر انفعالاته ويرتفع صياحه وقد تترجم هذه الانفعالات الى عنف جسدي

وكل هذا امتداد خلقي  له تفسيرات بايولوجية ومعنوية وروحية

تلتصق بك منذ نزولك سابحا في هذا الكون لتعاني ومنذ معرفتك التدريجية لمن حولك وما يحيط بك

وهذه العلاقة عرفها الانسان منذ نشأته ببيئاته المختلفة جغرافيا

ولايمكن ازالتها بكافة أنواع ما يتوفر من سبل مضادة

وهذه العلاقة التقسيمية المجة من اكثر العلاقات الاجتماعية الأخرى رسوخا

اقوى من غيرها من العلاقات الاجتماعية الهشة التي تلاشى بمرور الزمن

وفي اطار هذه العلاقات الاجتماعية تتصارع الأسماء والكنى والالقاب وتنفجر طاقات حامليها

واخير السؤال هو: هل هناك وسيلة أخرى لتسمية الكائن البشري عند الولادة  افضل من تسميته بأسماء وكنى والقاب  

مثيرة للجدل تخص كل امتداد  بايولوجي او روحي مثيرة للمشاعر والاحاسيس وتلهب الأجواء وتكهربها؟……….

قد يكون اللجوء الى الأرقام افضل الحلول واسلمها !!!!!!!!!!

فبقاع عالم اليوم لم تعد حكرا لديانة او قومية واحدة فقط حيث كثر الاختلاط والتساكن

وتعددت القوميات بفروعها والأديان بطوائفها كما تعددت الألوان وصارت وما تزال الى حد ما مدعاة للتمييز والاختلاف

وحدث هذا التشابك والاختلاط بفضل اختلاف النظم السياسية  ودرجة تحكمها بمصائر الناس

مصحوبا بتوق الشعوب الى السلام  والحرية والعلم والتعلم وما تنتجه بعض هذه النظم المختلفة في فلسفاتها

من هجرات واضطرابات  وتقدم تكنولوجي وسياحة وازدهار اقتصادي

فقد تلاشات الحدود الدينية والقومية واختفت تقريبا مما جعل هوايات الأمم تتخطى الحدود الجغرافية.

أحدث المقالات