22 ديسمبر، 2024 7:24 م

وباء التسقيط اللا أخلاقي

وباء التسقيط اللا أخلاقي

انتشرت في الآونة الأخيرة حملات تسقيطية تقودها بعض الأحزاب السياسية والمليشيات الخارجة عن القانون موعزةً إلى أذنابها الباحثين عن فتات موائد أسيادهم بشن هجماتهم التسقيطية البعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية والأخلاقية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي محاولين بذلك استهداف الرأي العام وخلق رؤيا ضبابية لدى الشارع العراقي لينعكس سلباً على أي مخطط يهدد مصالحهم وفسادهم المستشري والمتغلغل بين دوائر الدولة .
كثرت تلك الأساليب بعد المظاهرات العراقية التي اندلعت في 1 تشرين الأول 2019 في العاصمة بغداد وبقية محافظات جنوب العراق بعد ان أصبحت هنالك مرحلة جديدة بالرغم من استخدام أساليب القمع الذي أسفر عن استشهاد كوكبة من زهور تشرين
حيث كانوا أيقونة الثورة التي كسرت حواجز الخوف لدى الكثير للتعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم دون تردد ، لكن يبدو أن للفاسدين وأعوانهم رأي آخر فيبدو أن التشبث بالسلطة يستحق بيع الضمير لديهم للأسف حيث وصل الحال في البلد بأستخدام لغة الاعراض كورقة ضغط لتأجيج الشارع ،
فالكثير من شباب الوطن قد تم اختطافهم ، وبعد ان يتم اختطافهم من قبل المليشيات يجبروا بعد التعذيب و الترهيب و المساومة على إطلاق سراحهم على التلفظ بكلام لا أخلاقي من أجل تهديد خصوم سياسيين ومحو مواقف شباب همهم حب الوطن و تشتيت الصورة أما الرأي العام وللأسف الشديد نرى العامة من الناس دون أن يبذلوا أدنى جهد في التحقيق والتدقيق بل يعتمدها اعتمادا تاما على مانشر في منصات التواصل الإجتماعي دون الإلتفات حتى للجانب الديني و الأخلاقي ، و الملفت في هذا الموضوع أننا نجد الكثير من عامة الناس يتداولون ويتفاعلون بشكل كبير مع هذه التفاهات حتى أصبحت جزء من أهم مواضيع حواراتهم.
بل إن البعض ذهب إلى أكثر من ذلك ليتخذها دليل قائم وبرهان لبناء رؤيته على ذلك الشاب أو الشابة الذين هم ضحية لمؤامرة أحزاب ومليشيات همها اضعاف البلد والهيمنة عليه.
ان الوضع العام في أغلب المقاطع المسجلة و المنتشره للكثير من الناشطين و الشباب ممن أفنى حياته بحب الوطن تدل على جلسة تحقيق و تسجيل وتدوين واضح لأقوال معتقل كما هو معلوم لدى من سبق أن تم اعتقاله .
في الواقع إن استخدام تلك الأساليب القذرة غير الأخلاقية بحد ذاتها تعد خرقا لمنظومة القيم الإجتماعية والدينية و والأخلاقية . كذلك محاولة تسقيط أي صوت ضدك دليل على أنك قد أصبحت نتناً و قذراً إلى درجة لا توصف .
في النهاية ، على الشرفاء والنزيهين في الدولة العراقية وهم كثيرون الوصول إلى تلك الزمر للحد من ظاهرة (إنت إما وياية أو إنت عدو و راح تقمع) .