3 نوفمبر، 2024 12:40 ص
Search
Close this search box.

وباء الأغاني!!

الأغاني الطاغية لا تمت بصلة حقيقية إلى المرحلة التي تمر بها مجتمعاتنا , وتكاد تعبر عن إنقطاعية مملة ومرَضية , إلا فيما قل وندر منها , فلا توجد ثقافة طربية أو لحنية أو كلماتية , وإنما هي حالة تعكس وجيعا راسخا وكينونة يأساوية , تريد أن تحقن الناس بما يخدرهم ويقطع صلتهم بواقعهم.

فالأغاني أصبحت مثل الخمر التي يحتسيه الناس ليسكروا , ولا يعنيهم نوعه وعمره , فما يهمهم أن فيه نسبة من الكحول الكفيلة بإسكارهم , وتدويخهم.

وقد طفح كيل الأغاني وما أسهمت في بناء الذوق الفني , ولا شاركت في صناعة القوة النفسية والقدرة السلوكية اللازمة لمواجهة تحديات الأمة , بل أنها أمعنت في الهروبية وإيهام الناس بواقع لا وجود له في أيامهم.

وبسبب طبيعة الأغاني المأساوية والهابطة الكلمات واللحن والأداء , فأن الإستماع لأغاني الستينيات والسبعينيات هو السائد , وما هو قائم في الواقع الغنائي العربي المعاصر , كأنه لا يمت إلى عصره ويتماهى مع حالات مستوردة وبكلمات ضعيفة المعنى , وبأصوات شجية أحيانا لكنها بلا ثقافة وقدرة تعبيرية عن فحوى الكلمات , وربما لأنها بلا عمق ولا دلالة فكرية ومعرفية.

إن الأغنية لها قيمتها ودورها في السلوك الوطني والمجتمعي , وبها يمكن إيصال الرسائل المهمة والمحفزة للقدرات والطاقات , وهي قوة إيجابية في بناء العزيمة والإرادة عندما يتحقق توظيفها بأساليب مدروسة ومؤثرة.

أما في حالة ترويجها السلبي وحشوها بالكلمات الهادرة للعزائم والتطلعات , وحقنها بألحان غثيثة , وأصوات مقطوعة عنها , فأنها ستساهم بإنهيارات تفاعلية , وستحقق دمارات أخلاقية وذوقية كبيرة في المجتمع.

فالأغنية النافعة عليها أن تعبر عن روح الحياة وتشد الوعي الجمعي وتصبه في مسارات ذات قيمة تفاعلية قادرة على صناعة الأفضل , وفي تأريخ الغناء العربي , لعب المطربون والمطربات دورهم الوطنى والإنساني في بناء الهمة ومعافاة الأمة من إنكساراتها ونكساتها , ومنهم عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وآخرون , أعانوا الأمة على النهوض وإستعادة العزيمة على النصر والتحدي والبناء.

وفي الوقت المعاصر يجب أن تقوم الأغنية العربية بدورها الإستنهاضي الإيقاظي لقدرات الأمة على بناء الحاضر والمستقبل الأمجد.

فهل سنعيد النظر بأغانينا ونهتم بالكلمة واللحن الطبيب؟!!

أحدث المقالات