18 ديسمبر، 2024 10:48 م

أيها المتوكل (207 – 247) هجرية ,  الملوية تناديك وأنت في مثواك , وهي تراك , إنهض من قبرك وتأمل ما يدور حولها ويُحاك ضدها , وما أكثر أعدائها والساعين لإذلالها , وعدم التفاخر بها كرمز عمراني إبداعي خالد في ضمير الحضارة الإنسانية.

الملوية التي أعرفها منذ طفولتي , وصعدتها مرارا , وكانت تعلمنا كيفيات التسامق والعلاء , مدرستي كانت قريبة منها , وأمضيت المتوسطة والإعدادية بظلها , في طفولتنا كنا نراها بعيدة , ومع الأيام صارت أقرب فأقرب حتى أصبحت في وسط المدينة.

هذه الأيقونة المعمارية تواجه تحديات , وربما عدوانا عليها من قبل الذين لا يعترفون بوطن , ولا يعيرون إهتماما لآثار بلاد الحضارات العريقة الرائدة.

لماذا لا تحترموا الملوية؟!!

لماذا تدنسون الهوية العربية؟

الملوية مئذنة الجامع الكبير , فلماذا تحاربون بيوت الله التأريخية؟

الملوية مصنفة على قائمة التراث العالمي وملكا للإنسانية , وعلى منظمة اليونسكو أن تتدخل بقوة لحمايتها , والحفاظ على كيانها التراثي من التشويه , وأن لا تسمح للأيادي الجاهلة أن تعبث بها , فالمطلوب أن تديمها شركات متخصصة بالحفاظ على الآثار , وليس كل مَن هب ودب من ذوي العاهات النفسية والسلوكية.

الملوية أمانة وطنية , وذخر تراثي متميز وفريد , ودليل على إنطلاق الثورة العمرانية الأصيلة من مدينة سر من رأى لتشمل أرجاء المعمورة.

وهي إمتداد شامخ ومتصل بحضارة سامراء منذ ما قبل عصور التأريخ.

فهل من غيرة على الملوية؟

*الملوية صممها المهندس الكاتب (دليل بن يعقوب) سنة 237 هجرية.