19 ديسمبر، 2024 12:15 ص

وانتم ترحلون ….يا نواب مجلس النواب

وانتم ترحلون ….يا نواب مجلس النواب

إن المشاكل في العراق كثيرة وهي من صنع تجار السياسة الحاليين ولا بد أن يحلها العراقيون أنفسهم ومتى ما استلم زمام الامور المواطن الصالح النقي ، لكانت الامور على خير .مناقشة الميزانية عامة في الايام الاخيرة للدورة التي شارفت على الانتهاء افصحت عن الكثير من السلبيات عند نواب مجلس النواب مع الاسف اهمها الحديث عن فلسفة الخيانه الذي قد يطول ويطول الحديث عنه ، لكن لابد لنا ان نقول ان سقوط النظام البعثي في العراق عام 2003 وما ترتب على ذلك من عواقب كانت خيالية فوق التصور ،الدم رخيص عند من يتلاعبون بالدم والمال من اعضاء مجلس النواب ، لكن قطعاً ليس دمهم، فدم المجلسي او احد افراد اسرتة، يعادل دماء الشعب جميعاً، وهو مستعد ان يضحي في الأرض والشعب وكل شيء في سبيل بقائه في المجلس . و يتعامل بقساوة مع شعبه في احياناً كثيرة لانه هو مغادر هذا المكان والانتخابات القادمة هي الفيصل ، لعدم درايته وضياع الارض والانسان في وطننا بسبب الممارسات العجيبة التي لم نشاهدها في اي برلمان من برلمانات الدنيا . الله سبحانه وتعالى شدد كثيراً على حفظ حياة الأنسان وماله، واعتبر قتل انسان واحد، يعادل قتل الناس جميع ومن يحارب الناس على لقمة عيشهم هو لاشك قاتل ،وضع مجلس النواب العراقي في هذه الايام عند مناقشة الميزانية العامة للبلد مؤلم والهروب من اقرارها والجلوس في زاوية داخل الكافترية للمزايدة على حساب طيبة العراقيين من الخيانات الكبيرة للامانة . عبارة تاريخية مذلة ومخزية للذين يستهينون بالدم ومال العراقيين ، لا نعلم هل يعتقدون انهم يحسنون عملاً. إن خيانة الوطن وإن كانت قبيحة في حد ذاتها، فإنها تزداد قبحاً وفجوراً حينما يكون الوطن الذي يسيء إليه المسيؤون هو العراق الذي ضرب أروع الأمثلة في الإحسان إلى أبنائها، والسعي في رقيهم وإسعادهم، حتى شهد بذلك كل عاقل ومنصف، فما أقبح جرم أولئك الذين يسيؤون إلى مثل هكذا بلد ترعرعوا في ربوعه، وأكلوا من خيراته، ونعموا في ظله و رحمته و أكرامهم غاية الإكرام..
ولتصحيح المسار، فإن فرصة التصحيح متاحة ما دام أن الإنسان فيه رمق، والأمر ليس فقط دنيا تمر بلا محاسبة، بل هناك آخرة، ووقوف بين يدي الله تعالى، وهناك حساب وجزاء وثواب وعقاب، فليبادر هؤلاء إلى التوبة والأوبة، وليتخلصوا من شؤم الخيانة، قبل فوات الأوان وحلول الندم … وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ .