جميع الموحدين من شتى الأديان، يجمعون بان الدين الإسلامي متمم الأديان، واختتم الباري رسالة السماء بالرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والتسليم، والدين الإسلامي هو من أسس التعايش السلمي مع الأديان والطوائف، وأول من اسسس الدولة المدنية، وإصدار وثيقة المدينة التي انظم العلاقة بين المسلمين واليهود، والإيمان بتعدد المجتمع وقبول الآخر، وحرية الرأي والفكر والمعتقد.
إن ما يمر به العراق اليوم، وعلى مدار العقود السابقة، جعلوا من الدين والتدين عقبة أمام بناء الدولة، وهذا مفهوم خاطئ أشاعه البعث المجرم، وهذا ما ورثناه نتيجة تلك السياسة الحمقى، وهذه انعكاساتها اليوم، في ساحات التظاهر.
رفع بعض المتظاهرين شعارات كما رفع القرءان الكريم فوق رؤوس الرماح “باسم الدين باكونة الحرامية” ما للدين والسراق يا متظاهرين وقوله تعالى”وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ … وَ… عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، هذه الاية دليل قاطع وخط احمر، بين السراق والدين الإسلامي، و أن ما حصل هو خياركم يا متظاهرين، هو الاختيار الخطاء؛ نتيجة الذهاب وراء الشهوات وأصحاب الشعارات الفضفاضة والعازفين على وتر الطائفية.
ذهب الناخب لشعارات الفضفاضة للمتاسلمين الذي اتخذوا الدين غطاء لهم لتشويه الصورة، لكن المرجعية ألزمت انتخاب النزيه والمصلح، ولم ولن تلزم انتخاب شخص على غرار الآخر، بل أكدت على الأصلح الكفؤء.
الدورة الانتخابية الثانية، كشفت المرجعة الستار، على أن تكون القوائم مفتوحة، حتى لا يتسلط احد المرشحين ويتستر بستارها، وأصبح المواطن هو المسؤول عن خياره، مهما كانت النتيجة، إن فطرة الله، جعلت الإنسان مخير وليس مسير، وهذه خياراتهم،
العملية السياسية اليوم، التي هي إفرازات خيار الناخب لمن انتخبه، وكان دور الدين متابع، لتحركات الساسة، وتوجيههم بما يخدم المواطن.
عبر منابر صلاة الجمعة تطلق المرجعية المباركة، أشارات وتحذيرات مرة، وتارة أخرى تصدر توجيهات بما يراعي مصلحة الوطن والمواطن، هنا المشكلة ليس بالدين، او من يجسد تعاليم الدين الحنيف، بل المشكلة بمن تاسلم، وحاول التزييف والتحريف، وهم مشخصين ومعروفين لدى جميع فئات الشعب.
أحب أن اطرح ثمة نقاط، ممكن أن تنير عقول من يرفع تلك الشعارات المغرضة، هل “باسم الدين باكونة باعونة الحرامية” ام باسم الدين يدافع الحشد الشعبي عن العراق، استجابة للفتوى الدينية، وهل باسم الدين يقتلنا “داعش” لإقامة دولة الخرافة، وهل باسم الدين يسرقنا بعض الساسة والمرجعية تنادي بمحاسبتهم، ومقاضاتهم.
نعم باسم الدين وعلى صيحات التكبير يذبح الإنسان الذي حرم الله قتلها ألا بالحق، نعم باسم الدين أقام صدام حسين (لعنه الله) الحملة الإيمانية، و باسم الدين قتل يزيد أبا عبد الله الحسين، ضد الدين يخرج بعض المتظاهرين لغرض الإصلاح، عن أي دين تتحدثون.
“اللهم أصلح لي ديني فأنه عصمة أمري ، وأصلح لي آخرتي فأنها دار مقري ، واليها من مجاورة اللئام مفري”