18 ديسمبر، 2024 10:02 م

واقع الحال بين الراقصة والمنجم والسياسي والطبال !!

واقع الحال بين الراقصة والمنجم والسياسي والطبال !!

* منجمة لبنانية شهيرة تزعم ظهور نبي جديد في الأرض سيحقق العدل والحرية انطلاقا من لبنان !!
* نشطاء عرب يحملون على رقص معلمة الدقهلية الفردي ويذهلون عن كارثة الرقص الشر..قي والغربي السينمائية والسياسية والمجتمعية الجماعي !
*فيلم ” أصحاب ولا أعز ” يشغل الرأي العام العربي ويروج لبنود إتفاقية سيداو !

قال تعالى في محكم التنزيل :” وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَة اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ” .
قال رسول ﷺ الذي لاينطق علن الهوى،ان هو الا وحي يوحى : “سيكونُ في آخرِ الزمانِ خَسْفُ وقذفٌ ومَسْخٌ ،إذا ظَهَرَتِ المعازِفُ والقَيْناتُ،واسْتُحِلَّتِ الخمْرُ” .

مازال الكثير منا يتذكر مقولة ثعلب السياسة الأميركية ورئيس منظمة ايباك -اللوبي الصهيوني الاميركي – وعضو منظمة بلدربيرغ -الحكومة الخفية للعالم – التي ترسم ملامح السياسة الخارجية والداخلية للعالم سنويا وأعني به الثعلب الصهيوني العجوز هنري كيسنجر، المقولة التي ما تزال تستدعى الى الذاكرة العربية الحبلى كلما عظم الكرب ، وإدلهم الخطب ، لترن في الآذان وقد كان معجبا أشد الإعجاب بالراقصة نجوى فؤاد،بعد أن شاهدها أول مرة أثناء زيارته الى مصر لغرض إرساء دعائم التطبيع والتخنيع والتركيع مع الكيان المسخ ، وهي ترقص وتتمايل أمام الوزراء والسفراء والمسؤولين الكبار احتفاءا بتوقيع اتفاقية الذل والعار كامب ديفيد قائلا بالحرف ” كنت أسأل عن أماكن وجودها – نجوى فؤاد – حتى أراها، وكانت تبهرني، بل أعتبرها أحد أهم الأمور الجميلة التي رأيتها في العالم العربي، إن لم تكن الأمر الوحيد !!” لترد نجوى فؤاد ، التي تزوجت ست مرات لاحقا ” انا لم أرقص أمام كيسنجر فحسب بل رقصت أمام الملك حسين ، وسوكارنو ، والحبيب بورقيبة ، وجعفر نميري ” ولاغرابة في ذلك فقد كان الرقص الشر …قي وما يزال جزءا لايتجزأ من برتوكولات ومراسم إستقبال الزعماء والقادة والرؤساء وتوقيع الصفقات وعقد الاتفاقات ومذكرات التفاهم والحبشكلات ، ولاسيما ” في المناسبات التطبيعية والانهزامية” لأن الرقص الشرقي بحد ذاته هزيمة ، والطيور على أشكالها تقع ، ولأن الطيور لاترقص طربا، الطيور ترقص مذبوحة من وقع الهزيمة ووطأة الانكسار وشدة الالم ” .
وماتزال كلمات الكاتب والأديب المصري احسان عبد القدوس، في روايته الشهيرة ” الراقصة والسياسي “تهز الأسماع كلما قيلت وحيثما ترددت في الافاق الى يومنا هذا ، بعد أن تحولت الرواية الى فيلم سينمائي يلخص العلاقة المشؤومة بين الرقص الشر ..قي والسياسة الشر..قية وكلاهما رقص فوق جراحات الأمة وملهاة لشعوبها وحرف لبوصلتها عن القصايا المصيرية والأخطار المحدقة من كل حدب وصوب وقد جاءت العبارة على لسان راقصة الفيلم والرواية وهي تقف أمام السياسي ” إحنا الاتنين بنرقص، أنا بلعب وسطي وأنت – السياسي – بتلعب لسانك !!”.
وقائمة الراقصات الشر..قيات المتداخلات بالسياسة الشر ..قية وربما الراسمات لها أكبر من العد والحصر بدءا براقصة الأمراء والباشوات والبكوات،الراقصة شوق التي هزت وسطها في حفل افتتاح قناة السويس أمام الملوك والسفراء الأجانب بحضور الخديوي اسماعيل وضيوفه ، مرورا ببديعة مصابني صاحبة الملهى الشهير الذي يحمل اسمها وكان يؤمه كبار رجال الدولة والسياسة،فشفيقة القبطية الشهيرة براقصة الشمعدان وعلاقتها بالباشوات وبالسياسة أشهر من نارعلى علم ، كذلك الراقصة زينات علوي المعروفة براقصة العصا ، فنعمية عاكف، سامية جمال، سهير زكي،نجوى فؤاد، تحية كاريوكا – والأخيرة قد تابت واعتزلت وتحجبت وحجت واعتمرت أواخر حياتها نسأل الله تعالى لها القبول- كذلك لوسي ،دينا ، سما المصري، صافيناز الارمينية وكل واحدة من هاتيك الشلة – التعبانة – لا تفتأ تثير ضجة كبرى بين الحين والآخر تشغل الرأي العام بتوجيهات من خلف الكواليس لحرف البوصلة عن قضايا أجدى بالاهتمام وأجدربالمتابعة وأخطر بكثير، اما عن فيفي عبده ، فهذه ديدنها هو إشغال الرأي العام مع كل فضيحة انتهاك لحقوق الانسان واقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك ، ومع كل أزمة عربية واقليمية ودولية خطيرة يراد تعمية أبصار الجماهير عنها، هذه الراقصة الشمطاء التي نجاها الله تعالى من خطر الموت المحقق قبل أشهر فلم تتب ولم تشكر ولم ترعوي بل على النقيض من ذلك فقد سدرت في غيها وبالغت في إستخفافها وأمعنت في فسقها ،مع أن عمرها قد قارب السبعين ، وسبق أن منحت لقب الأم المثالية قبل أعوام خلت للسخرية والاستخفاف بدور الأم الحقيقي في التربية والتوجيه وتكوين الأسرة الصالحة وهي نواة المجتمع الفاضل ، وبعد سخريتها من الموت والقبر بما اشعل مواقع التواصل – ولنفس الغرض الرامي الى اشغال الرأي العام عن البطالة والغلاء والفقر والجوع والبؤس والفاقة والضرائب والغلاء الفاحش وبروز الفوارق الطبقية بقوة – واذا بها تضع تسعيرة للتصوير معها في حال اقامة حفلها في ابو ظبي، لتنشرها على صفحتها وعلى قسمين ” تصوير خاص لفئة البلاتينيوم قبل الظهر وتتضمن التصوير والجلسة معها بـ 300 دولار…اما جلسة بعد العصر فهي مخصصة للفئة الذهبية على حد وصفها والتسعيرة مع التصوير = 750 درهما اماراتيا !
الدول والشعوب والحكومات العربية تترنح منذ مدة ليست بالقصيرة بين حفلات ومسابقات ومهرجانات الغناء والرقص الغربي والشرقي الماجن من جهة ، وبين السحر والشعوذة والتنجيم من جهة اخرى ، وهكذا وبعد أن صار الكثير من العرب،يعتقدون اعتقادا جازما بالمنجمين والعرافين وقراء الحظ والطالع يستوي في ذلك الاكاديميون والأميون ، الأغنياء والفقراء ، علية القوم وسفلتهم ، نفيس القوم وخسيسهم ، ويتابعون تنبؤاتهم الوهمية يوميا واسبوعيا وشهريا وسنويا ولاسيما مع حلول كل سنة ميلادية جديدة ، وبعد ان سقطت العشرات من الصحف والمجلات والاذاعات والفضائيات العربية في فخ الدجل ووقعت في شرك الشعوذة لأسباب شتى واخذت تستضيف هؤلاء وتخصص لهم صفحات وبرامج اسبوعية أو يومية ثاتبة تحظى بملايين المتابعات ، تجرأت المنجمة اللبنانية كارمن شماس ، انطلاقا من هذا الهوس الانحطاطي والاعجاب الجماعي العلوي والسفلي لتعلن على رؤوس الأشهاد ومن دون أدنى حياء ولا خجل بظهور نبي جديد لبناني الهوى والهوية بزعمها قائلة في مقطع فيديو نشر على صفحتها في فيس بوك وتويتر وانتشر انتشار النار في الهشيم “هنيئاً لنا ولجميع العرب والعالم أجمع برسول مرسل بعد 1500 عام .. هنيئا للأرض بابنها البار ومنقذها من جحيم البشر والأشرار..هنيئا للبنان بوجود الحكيم على أرضه، أجل هنيئا لنا نحن بوجود مرسل من السماء لمساعدة البشر والأرض، انطلاقا من أرض لبنان الحبيب !!”.
الشخص المزيف الذي بشرت به المنجمة اللبنانية المزيفة ، منجم مثلها ومن تلامذتها اسمه “نشأت مجد النور” ولا أدري ان كان هذا هو اسمه الحقيقي أم الاسم المجازي – لزوم الشغل والضحك على الذقون – علما بأن مدعي النبوة المزعوم هذا كان يعمل “طبالا ” في ملهى ليلي على طريق الجديدة، ويطبل للمطربات والراقصات يوميا حتى مطلع الفجر !
صحيح أن مئات التعليقات الساخرة قد حملت على المنجمة كارمن ومشعوذها المزعوم وتهكمت عليهما الا أن ” أصل المشكلة “مازال قائما ،يتجسد بالتصديق المحموم بالنجوم والسحرة وبمدعي قراءة الابراج والحظ والطالع ومتابعة ما يضحكون به على الناس وتصديقه ، تماما كما حدث مع معلمة الدقهلية التي ظهرت بمقطع مصور من هاتف نقال مسرب الى الاعلام وهي ترقص بجنون في سفرة مدرسية على متن مركب سياحي ما تسبب بطلاقها من زوجها وفصلها من وظيفتها بعد ضجة كبرى بين مدافع عن رقصها يقوده ابواق التطبيل وبين ” دعاة كيوت وواحدهم كلقلق الكنيسة لاتعرف ماهو دينه الحقيقي بالضبط وهم يتلونون كالحرباء ويتقلبون كالافاعي في كل زمان ومكان ” وبين ” اناس أخذتهم الغيرة على دينهم فأتهموا بالتعصب والتخلف والجمود والرجعية ” الا أن ” أصل المشكلة ظل قائما متمثلا بالرقص الشرقي الخليع والماجن الذي صدرته السينما المصرية للعالم كله منذ العهد الملكي والى يومنا من دون أن نسمع فتوى صريحة تحرم هذا الرقص الخليع جدا وتستهجنه ،مع أن سجل الرقص والراقصات حافل ولايكاد ينتج فيلم مصري منذ العشرينات الا وتظهر فيه الراقصات في عرس ، في ملهى ، في عيد ميلاد ، في خطوبة ، في نجاح ، في انتخابات ، في زار ، في حفل خاص ، حفل عام ، وكل من حولها يرقص رجالا ونساء ويرقص ويرقص كالقرود بل أضل سبيلا …” .
المطلوب ليس مهاجمة معلمة الدقهلية لأنها رقصت في حفل مدرسي وهو عيب وحرام ولاشك لأن الملايين الا ما رحم ربك ترقص وتهز الكتف والوسط وتتمرن على الرقص أمام المرآة وتطور حركاته وتصنع بدلاته وتدرب عشاقه وتستحدث المدارس الخاصة لتعليمه وتستضيف بطلاته ، وتصور وتنشر أخباره وتكبر شخوصه ، المطلوب تجريم الرقص الشرقي العاري، هذا الرقص الفاضح الذي اطلقته السينما المصرية للعالم وطبلت له وجعلته فنا وما هو بفن ، ولابد من اطلاق حملة صريحة وواضحة وغير قابلة للنقض والتراجع والتمايل والتزلف والتقية والاستئناف لتجريمه،والمطلوب كذلك تحريم التنجيم وقراءة الحظ والطالع ومتابعة الابراج وتحريم ظهورها في الفضائيات وتناقلها في الصحف والمجلات ، وبثها على الهواء في الاذاعات ، وملاحقة ادعيائه واغلاق مكاتبهم بقانون وبفتاوى مماثلة صريحة وواضحة ولا لبس فيها لأن الأمور وكما كان متوقعا لها قد بدأت تتطور وتأخذ منحى أكثر خطورة ،واذكر الجميع بما قاله الحبيب المصطفى ﷺ : ” لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ، ولَيَنْزِلَنَّ أقْوامٌ إلى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عليهم بسارِحَةٍ لهمْ، يَأْتِيهِمْ -يَعْنِي الفقِيرَ- لِحاجَةٍ، فيَقولونَ: ارْجِعْ إلَيْنا غَدًا، فيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، ويَضَعُ العَلَمَ، ويَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وخَنازِيرَ إلى يَومِ القِيامَةِ ” .
اما عن ظهور الدجالين والكذابين ومدعي النبوة والتحذير منهم ، قال ﷺ : ” لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين. كلهم يزعم أنه رسول الله” ، ولاسبيل لإنقاذ هذه الأمة الا بإحياء الفضائل وكبح جماح الرذائل .
ولاشك أن استغلال الفن الهابط لإلهاء الشارع وإشغال الجماهير خطة قديمة – حديثة ماضية على قدم وساق فتوقيت عرض فيلم “أصحاب ولا أعز” الذي أنتجته شركة نتفليكس الاميركية المشبوهة والتي لايعلم مصادر تمويلها حتى الآن ،ليمثل النسخة العربية رقم 19 المقتبسة عن الفيلم الايطالي الأقذر “غرباء بالكامل ” بما يروج له من أفكارمنحرفة وعهر ومجون وشذوذ واباحية ويترجم بنود اتفاقية سيداو حرفيا ما أثار ضجة في عموم مصر إنما هدفه اضافة الى اشاعة الإنحلال الجنسي والتحلل الأخلاقي والقيمي ، هو إشغال الرأي العام عن إستذكار ذكرى ثورة 25 يناير / كانون الثاني ضد نظام حسني مبارك !
حدث ذلك مرارا وتكرارا في السينما العربية التي دأبت وبتوجيه مباشر من الجهات العليا فضلا عن الجهات السفلى والبين بين على الهاء الجماهير واشغال الشارع في توقيتات مهمة ومحددة تحتم على كل منا وضع روزنامة بتوقيتاتها تحت الوسادة لربط الأحداث ببعضها “اثارة ضجة مفتعلة مع كل ذكرى مهمة ” ، فبعد هزيمة 67 النكراء التي أعقبت الجعجعات الجوفاء وتمخضت عنها، جاء فيلم “ابي فوق الشجرة” ليشغل الرأي العام طويلا في طول العالم العربي وعرضه بإغانيه واستعراضاته والوانه وووووقبلاته الـ 50 وكان الجمهور العربي المأزوم والمهزوم آنذاك بفعل النكسة التي أضاعت القدس والمسجد الاقصى والضفة الغربية وسيناء والجولان ، يدخل الى السينما – وبدلا من احصاء اسباب الهزيمة ومحاولة الوقوف عندها لمعالجتها ، واذا به يحصي عدد القبلات الأكثر في تأريخ السينما العربية بفيلم واحد بين بطل البطل مع بطلتي الفيلم ” ارجو وضع عدة خطوط حمر تحت مفردة بطل في زمان غابت فيها البطولات والأبطال الا ما ندر” ، وكانت الأفلام التي أعقبت هزيمة 67 تفعل فعلها في عصر النكسة ،تماما كما يفعل فيلم ” أصحاب ولا أعز ” حاليا عصر التطبيع وظهور ما يسمى بالديانة الابراهيمية ، وجلها هذه الافلام تركز على الإنحلال والتهتك والعري والكوميديا الرخصية وحسبك أن تطالع وتتأمل عناوين تلكم الافلام أيام النكسة لتكتشف الحقيقة المرة واذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ” سكرتير ماما …دلع البنات ..اسرار البنات ..ابن الشيطان ..الشيطان ..هي والشياطين …سوق الحريم ..زوجة بلا رجل …شنبو في المصيدة …اكاذيب حواء …شارع الملاهي ..غرام تلميذة …عصابة النساء ..فتاة الاستعراض …كيف تتخلص من زوجتك …مدرستي الحسناء ..نص ساعة جواز ..مطاردة غرامية …حواء والقرد ..” قبل ان تظهر بعدها سلسلة افلام سبعينية – ساقطة – غير صالحة لمشاهدة الاطفال والمراهقين بتاتا حتى يومنا هذا ..اودعناكم اغاتي .