23 ديسمبر، 2024 3:30 ص

واقعة جبلة والحقيقة الضائعة؟!

واقعة جبلة والحقيقة الضائعة؟!

لا زالت تداعيات الحادث المروع الذي وقع في شمال محافظة بابل وتحديدا في (شاخة رقم 9)، يوم الخميس الموافق 30/12/2021 والذي راح ضحيته 20 شخص من عائلة واحدة كلهم من النساء والأطفال ، من بينهم طفل رضيع عمره أسبوعين! ، لازالت الواقعة تشغل الشارع العراقي والأوساط الأجتماعية ومواقع التواصل الأجتماعي ووسائل الأعلام ، حيث أصبحت قضية رأي عام بسبب ما اثارته من رعب وخوف بين عموم العراقيين كما وأنها جاءت لتؤكد على صعوبة السيطرة على الأنفلات الأمني الذي يهدد حياة العراقيين بلا أستثناء!، ومما زاد الخوف في الموضوع هو ، الملابسات واللغط الذي أثير حولها! ، ليس لمحاولة طمس معالمها كواقعة وجريمة بشعة ومروعة فحسب ، بل لمحاولة تشويه صورة ضحية الواقعة! المجني عليه ( رحيم الغريري) ، حيث أثيرت عليه تهمة كونه تاجر مخدرات وأرهابي ويأوي أرهابيين في بيته!!؟0وهذا ما نقله أعلام الفضائيات يوم وقوع الحادث!، ولكن تقرير اللجنة التحقيقية التي أمر بها دولة رئيس الوزراء وبأشراف السيد وزير الداخلية وكبار ضباط الأمن ، ذكرت بأن الحادث كان بسبب خلاف عائلي بين المجني عليه ( رحيم الغريري) ، وبين نسيبه النقيب (شهاب) ، الذي يعمل في مديرية مكافحة المخدرات0 وقائع الحادثة ونتائج اللجنة التحقيقية المكلفة بالتحقيق بالحادث ، تحدث عنها بالصوت والصورة وبشكل وافي ومفصل مراسل الحرة في بغداد (عيسى العطواني) ، وبالأمكان مشاهدة ذلك من خلال اليوتيوب وكذلك صفحة مراسل الحرة نفسه على الفيس بوك ، وكذلك على مواقع التواصل الأجتماعي0 وعلى الرغم بأن الحادث هو حادث عائلي وحسب مانقله لنا مراسل الحرة (عيسى العطواني) ،عن اللجنة التحقيقية التي كلفت بالتحقيق بالحادث ، ألا ان مجريات وتفاصيل الحادث تثير بعض الأسئلة التي تفرض نفسها على مسرح الواقعة!؟ والتي تدفعنا أن نسأل : ((( أي سلطة هذه التي يمتلكها النقيب شهاب في مديرية مكافحة المخدرات والتي يستطيع من خلالها جلب مفرزة من بغداد لتقطع مسافة 70 كيلومتر لتصل الى الحلة وتحديدا ( الشاخة رقم 9) الى بيت المجني عليه؟ وأين كان مدير مكافحة المخدرات من كل ذلك وأين بقية الضباط من الرتب العالية في المديرية ليسمحوا بذلك؟ ومن الذي أصدرالأمر ووافق على القيام بالمداهمة والتفتيش لبيت المجني عليه؟ لا سيما وأن مراسل الحرة ( عيسى العطواني) ذكر في تقريره الأخباري الأستقصائي عن الحادث بأن اللجنة المكلفة بالتحقيق ذكرت بأن الأمر الصادر بالتفتيش أو المداهمة والأعتقال هو مزور؟؟ ، هذا ناهيك عن السؤال الذي أثير من قبل جميع وسائل الأعلام ولكل من تابع الحادثة وحتى من بسطاء الناس وعامتهم! ، وهو أين كانت قوات الجيش والشرطة والسيطرات في الحلة؟ والتي سمحت للمفرزة القادمة من بغداد أن تمر بهذه السهولة دون أعتراضها والسؤال عن وجهتها؟ وهل تم تبليغ كبار الضاط والقادة في بابل ومنهم مدير الشرطة بأعتبار أن موضوع المخدرات والأرهاب من القضايا المهمة والخطيرة التي يجب على الضباط والقادة الكبار في بابل العلم بها لأنها تعتبرضمن قاطع عملياتهم؟0 ذكر مراسل الحرة في تقريره الأستقصائي عن بداية الواقعة ، بأن النقيب (شهاب) بأعتباره نسيبه جاء في بداية الأمر للطلب من المجنى عليه أن يسمح لأخته التي هي ( زوجة المجني عليه رحيم الغريري وأخت النقيب شهاب) بأن تأتي لزيارة أهلها ، فأجابه المجني عليه من داخل البيت دون أن يفتح له الباب!! ، بأنه لا يسمح لها بذلك؟! ، ثم قال للنقيب (روح تره أرميك!) ، فأجابه نقيب شهاب ( بسيطة ألا أفلش البيت على راسك) فرد عليه المجني عليه ( فلش)!0 هذا الحوار بين النقيب والمجني عليه نقله مراسل الحرة ( عيسى العطواني) الذي أضاف قائلا ، بأنه أستطاع ان يعرف من خلال ذهابه الى مسرح الجريمة وبسؤال القريبين من المجني عليه بما فيهم أخت المجني عليه ( رحيم الغريري) ، حيث تبين لمراسل الحرة بأن المجني عليه سبق أن أعلن القطيعة مع أخوانه وأولاد عمه وكل أقرباءه ولم يسمح لهم بالمجيء عليه أو التعامل معهم ، حنى أنه منع أزواج بناته من أن يأتون ليأخذوا زوجاتهم؟؟!!، أقول : أذا كانت الصورة بهذا الشكل فهي تعني بأن المجني عليه (رحيم الغريري) كأنه معتقل (العائلة كلها أطفال ونساء!!؟) وجعلهم أشبه بدروع بشرية! فهل يعقل هذا؟0 ونسأل هنا أيضا : لماذا قام المجني عليه (رحيم الغريري) بتهديد النقيب (شهاب) ، بأنه سوف يرميه أن لم يغادر الدار؟ ألم يكن بالأمكان التفاهم مع النقيب ما دام الموضوع (زعل نسوان وموضوع عائلي؟) ،على أقل تقدير من باب الحفاظ على العائلة والأبناء والأحفاد! لا سيما ان القرية لم تذكر عن المجني عليه (رحيم الغريري) ، بأنه كان متهورا ، أحمقا فضا غليضا ، بل قالوا عنه بأنه فلاح بسيط عمره ستين سنة يسكن هو وأباءه وأجداده هذا المكان من أكثر من 70 سنة! ، كما وأنه يحب عائلته وأبناءه وأحفاده ، يعني بأنه حسن السيرة والسلوك؟ ، وهذا ما عرضته الفضائيات لأحد أقربائه في مجلس عزاء واجتماع عشائري وهو يمدح المجني عليه ويبث شكواه الى الله ويناشد الحكومة بأن تأخذ حق الضحايا ال (20) اللذين ماتوا في الحادث!0 وسؤال آخر: عندما جاءت القوة من بغداد لأعتقاله وحسب رواية مراسل الحرة (عيسى العطواني) يبدوا أن المجني عليه هو من بدأ برمي المفرزة! ، وهو يقول أنا لا أسلم نفسي ( لنقيب شهاب)!
مما ادى الى جرح أحد عناصرها ، فهل يعقل ذلك؟ وهل هذا تصرف عاقل؟ ، لا سيما هو يعرف وأيضا منطق العقل يقول أنه وبالحالة هذه كأنه ينتحر! ، لأنه لا يستطيع أن يقاوم مفرزة كاملة مدججة بالسلاح وبالأفراد وهو بمفرده؟ ثم ولماذا كل ذلك؟ فاذا كانت الامور عائلية لماذا كل هذا التعنت؟ وممن يخاف؟ هل سيتم أعدامه أذا سلم نفسه على سبيل الفرض؟ وأذا كان لا يخاف على نفسه ، ألم يخاف على عائلته؟0 والسؤال الآخر: هو ما الذي دعى المفرزة أن تطلب تعزيزات لمواجهة الموقف؟ حسب ما ذكر ذلك مراسل الحرة في تقريره الأستقصائي بالصوت والصورة!، وما نوع المقاومة التي جابهتها المفرزة من المجني عليه! بحيث أستدعتها لطلب التعزيز لمواجهة شخص واحد بمفرده داخل بيت ومعه النساء والأطفال فقط؟! لاسيما وأنه من خلال مجريات الحادث يتضح أنه لا يملك غير سلاح واحد وهو (بندقية الكلاشنكوف)، فهل يستدعي ذلك جلب تعزيزات عسكرية؟0 ذكر مراسل الحرة في تقريره الأستقصائي أن الأسلحة التي أستعملتها المفرزة المهاجمة هي الأسلحة المتوسطة! ( بي كي سي ، آر بي كي ، ثم ذكر بأنهم أستعملوا قاذفة ضد الدروع! ، ويقصد بها آر بي جي7 ، او مدفع أس بي جي 9 !؟) فهل يعقل هذا؟0وبعد أن أنتهت الواقعة وحسب رواية مراسل الحرة (عيسى العطواني)، قامت القوة المهاجمة وبعد أن قتلت العائلة كاملة ، قامت برمي عدد من الضحايا بأطلاقات بالرأس! ، ورمي المجني عليه ( رحيم الغريري) بأطلاقة تحت الفك ليتبين بأنه أنتحر؟! ، حيث أن هذه المنطقة من جسم الأنسان هي الشائعة لمن يرومون الأنتحار؟! 0ويضيف مراسل الحرة الذي ينقل تفاصيل الواقعة عن تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق بالحادث حسب قوله ، بأن قسم من المتوفين بالواقعة ماتوا بسبب الأختناق من الدخان الذي نتج عن الرمي؟!)))0الى هنا أنتهت قصة واقعة جبلة بكل تفاصيلها المؤلمة وملابساتها المثيرة للجدل والتساؤل! ، والتي نقلها بالتفصيل مراسل الحرة ( عيسى العطواني) وأعتمادا على تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق عن تفاصيل الواقعة حسب قوله 0 أخيرا نقول : أن تفاصيل الواقعة وبما فيها تقرير مراسل الحرة ( عيسى العطواني) ، الذي أعتمد على تقرير اللجنة المشكلة للتحقيق بالحادث سيطويها النسيان كما في الكثير من الحوادث والمصائب التي مرت بالعراق!، وتبقى حقيقة واقعة جبلة غائبة ! ، كغيرها من الحقائق التي ضاعت وأندثرت في العراق منذ عام 2003 ولحد الآن؟!