8 سبتمبر، 2024 3:02 ص
Search
Close this search box.

واعية الحسين.. واعية العلم والاخلاق والانسانية

واعية الحسين.. واعية العلم والاخلاق والانسانية

قال الإمام الحسين عليه السلام:« من سمع واعيتنا ولم ينصرنا أكبَّه الله على منخريه في نار جهنم»،

ما هي واعية الحُسين؟ وهل أنَّ واعية الحسين تنحصر في يوم واقعة الطف؟ أم أنَّها واعيةٌ لم تنقطع، بل مستمرة في كلِّ زمانٍ ومكانٍ لتشمل كل من وصلت اليه الواعية وإنْ لم يكن حاضرًا في ذلك الزمان؟

اذا أخذنا بنظر الاعتبار أنَّه مِن الثابت عندنا أنَّ الخطابَ الصادر مِنَ المعصوم لا يمكن أنْ يكون مرحليًّا يُمثل مرحلة تاريخية معينة وينتهي بنهايتها، وإنَّما هو منهجٌ للأجيال يُنظم لها حياتها بكل مجالاتها ويرسم لها طريقة تعاطيها مع المواقف والأحداث، ومدرسة تنهل منها المعارف، وقدوة تقتدي بها فيكون خطاب الحسين( من سمع واعيتنا…) شاملًا للماضي والحاضر والمستقبل بمعني أنَّ واعية الحسين لا تنحصر بواقعة الطف، بل ممتدةٌ زمانيَّا ومكانيًّاُ أي أنَّها حاضرةً في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، يضاف الى ذلك الاعتقاد الثابت أنَّ نصرة الحسين واجبة في كلِّ زمانٍ ومكانٍ فهذا يدل على استمرارية الواعية حتى بعد مقتله بمقتضى استمرارية النصرة ووجوبها.

فمما يؤكد استمرارية واعية الحسين هو ما جاء في الزيارة المروية عن الصادق عليه السلام:

«لَبَّيْكَ داعِيَ الله، إنْ كانَ لَمْ يَجِبْكَ بَدَني فَقَدْ أجابَكَ قَلْبي وَشَعْري وَبَشَري وَرَأْيي ….فَقَلْبي لكُمْ مُسَلِّمٌ ، وَأمْري لَكُمْ مُتَّبِعٌ ، وَنُصْرَتي لَكُم مُعَدَّةٌ»،لاحظ الامام يُلبي واعية الحسين وصوت الحسين وإنْ لم يكن حاضرًا في واقعة الطف.

يقول الشهيد الصدر الأول:« إنَّ واعية الحسين عليه السلام لم تنقطع يوم عاشورا لأنَّها واعيٌة رساليةٌ فهي لا تنقطع أبدًا ما دامت الأخطار تكتنف هذا الرسالة وتكتنف الأمة الاسلامية من كل حدبٍ وصوبٍ فنحن نواجه الواعية في كل مكان وكل زمان وهي اليوم أوسع واكبر!!!».

ويقول الأستاذ المُعلم:«إنّ طفّ كربلاء تمثّل الخير والشرّ والصراع بينهما منذ خلق آدم إلى يوم الدين، عند أهل الأرض وعند سكان السماء، وإنّ الإمام الحسين(عليه السلام) يمثّل الصدق والحقّ والقسيم والمحكّ بين الخير والشرّ والجنة والنار وفي جميع تلك العوالم ».

والآن ما هي واعية الحسين وما هي مصاديقها؟

المستفاد مِنْ ما صدر من النبي والمعصومين حول الحسين ونهضته الاصلاحية أنَّ واعية الحسين تعني واعية السماء ورسالاتها وأنبيائها.. واعية الرسالة الخاتمة الأصيلة.. واعية نبي الرحمة والانسانية وصاحب الخلق العظيم والفكر المتين الذي قال (حسين مني وانا من حسين).

واعيُة الحسين هي واعية الفكر والعلم والأعلم والأعلمية والكفاءة والمهنية.. وتعني واعية المنهج العلمي الأخلاقي الشرعي..واعيةُ الحسين هي واعية الاعتدال والوسطية.. واعيةُ الحسين هي واعية (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)..واعيةُ الحسين هي واعيةُ الأخلاق والإنسانية.. واعية الحسين هي واعية (الناس صنفان: اما أخٌ لك في الدين او نظير لك في الخلق).

واعيةُ الحسين هي واعية كلِّ مظلومٍ وشريدٍ وطريدٍ وفقيرٍ ويتيمٍ ومحرومٍ.. واعيةُ الحسين هي واعية الحرية.. واعيةُ الحسين هي واعية السلام والرحمة.. واعية الحسين هي واعية الوحدة والتوحد…

باختصار.. واعيةُ الحسين هي واعية الخير..

ومما لاشك فيه فإنَّ الأمة، بل البشرية أجمع تواجه هذه الواعية واعية السماء والعلم والأخلاق والإنسانية والسلام… ، كلّ هذا هو واعية الإسلام المحمدي.. واعية الحسين فالمسؤولية تقع على الجميع لمواجهة كل هذه المخاطر التي تفتك بالبشرية استجابة لواعية الحسين واعية الانسانية لأنَّ الحسين حسينُ الانسانية.. الحسين للجميع.

أحدث المقالات