17 نوفمبر، 2024 3:52 م
Search
Close this search box.

واشنطن وانكاث العهد. وسيادة العراق

واشنطن وانكاث العهد. وسيادة العراق

عندما تقراء الاوضاع الحالية في العراق والتي اصبحت تبنى على الوهم والخوف في الاخذ بالانسان فيه الى مستقبل مجهول وعندما نسمع بكلمة الاصلاح كمنهج لحياة جديدة فلا تطرب احد انما هي محاولات تتبناها الكتل التي تتحدث عن حكومة لا تحس بوجودها فعلاً وبالحرية وبالحقوق فلا تشعر بحقيقتها والتي تاخذ التاثير مبدا لها من خلال الخطابات الفارغة من الوزن والقافية والتي لا تحرك شعرة واحدة من بدن الانسان اثر تراكمات الوعود والعهود المنقوضة واذا وجدت فأنها منقوصة ولا وجود لها على ارض الواقع ولا تأثير لها في كسب العاطفة عند نفوس الاخرين وفاقدة للمصداقية والتأييد لها ولا يمكن لها الاتكاءعلى اتهام النظام السابق في المأساة بعد 16 عام مضت و”كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ” الاعراف اية 38 ، رغم الميزانيات السنوية الضخمة. ما نراه في العملية السياسية والخدمية من معاناة لدى ابناء الشعب تشيب الطفل المفطوم تواً من امه ، لتدني مستوى التعليم والصحة والصناعة والزراعة والسياحة وسلب حقوق الشعب الذي عانى الامرين على مر الحكومات من مشاكل جمه لانحسد عليها فهناك مشكلات عدة لم توضع الحلول لها مثل البطالة والفقر والخدمات العامة كهرباء وماء وسكن ومفردات البطاقة التموينية بسبب التناحر على المكاسب .اما الاصعب من ذلك كله ما يمر بسيادة العراق من ازمة وهي حماية ارضه من الاعتداءات الغريبة التي اصبحت يوميا تحت فاتورة الاتفاق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الذي نص على حمايته وان تتمركز قواتها المقاتلة في المنشآت والمساحات المتفق عليها التي تقع خارج المدن والقرى والقصبات والتي حددتها اللجنة المشتركة لتنسيق العمليات العسكرية واعتراف الولايات المتحدة بالحق السيادي لحكومة العراق في أن تطلب خروج هذه القوات من العراق في أي وقت تراه. استناداً على مادة تقول” تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة المقاتلة من المدن والقرى العراقية في موعد لا يتعدى تاريخ تولي قوات الامن العراقية كامل المسؤولية عن الأمن في أي محافظة عراقية، على أن يكتمل انسحاب قوات الولايات المتحدة من الأماكن المذكورة. هنا مربط الفرس ،هذه المادة تجيز لهذه القوات بالبقاء لحين اكمال القوات المسلحة العراقية تسليحها ( دون تحديد ) ولكن متى يتم ذلك فالعلم عند البيان الذي صدر من الرئاسات الثلاثة الذي يطلب من وزارة الدفاع اكمال مستلزمات الدفاع وعلى أهمية التزام التحالف الدولي بالمساعدة في حفظ أمن الأجواء العراقية من أي اختراق أو استهداف وهذه القوات مسؤولة بحكم الاتفاق حماية العراق من اي اعتداء لحين اكمال مستلزمات الدفاع و العراق ملتزم بمبدأ حسن الجوار مع جيرانه وبما يحفظ امن العراق والمنطقة، وان العراق ليس ساحة للنزاع والاختلاف بل للبناء والتنمية . ان انتظار نتائج التحقيق الجاري من قبل الجهات المختصة؛ للخروج بموقف موحد يحفظ حقوق العراق، ويعزز أمنه واستقلاله وسيادته على ترابه الوطني“يتطلب الإسراع في التحقيقات والإجراءات اللازمة دون تسويف والمماطلة في اتخاذ قرار حاسم وكشف الجهات التي تقف وراء هذه الاعمال التي تمس سيادة البلد و من شأنها تحديد الجهات الخارجية المعادية التي تقف خلف تلك الضربات المتلاحقة التي استهدفت مقرات ومخازن الأسلحة التابعة لقوات الحشد الشعبي والأجهزة العسكرية في مناطق مختلفة من العراق وتطاير صواريخه نحو منازل المواطنين في العاصمة بغداد، في حادثة هزت الرأي العام، وراح ضحيتها قتلى وعشرات الجرحى، وفي تصريح عجيب وغريب أوضح الجيش الاميركي فيه بان تنفيذه طلعات الاسناد الجوي والمهام طارئة لا تتطلب موافقة الجانب العراقي في حين ان التحركات والعمليات العسكرية لا يمكن تنفيذها إلأ بموافقة القائد العام للقوات المسلحة العراقية والمتمثلة برئيس مجلس الوزراء حصرناً . وقد ذكرت تقارير موثقة عدة أن طائرات الكيان الصهيوني هي التي قامت بقصف تلك المواقع “بعلم من الولايات المتحدة ” وإطلاع الرأي العام عليها”وخاصة وان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح، إلى مسؤولية إسرائيل عما يعتقد أنها غارات جوية على معسكرات الحشد الشعبي بالعراق، مشيرا إلى أنه “ليس لإيران حصانة في أي مكان”، مضيفا أن أيدي إسرائيل طويلة، وستتحرك ضدها أينما تستدعي الحاجة.وكل الدلائل تشير الى ان هذه الدولة الغاصبة لا يمكن لها ان تقوم بهذا الفعل لولا الضوء الاخضر من الولايات المتحدة في التخطيط من اجل انهاء الحشد الشعبي وابقاء العراق ضعيفاً امام اي تحركات خارجية والتي هي المسؤولة وفق الاتفاق الاستراتيجي ، “عند نشوء أي خطر خارجي أو داخلي ضد العراق أو وقوع عدوان ما عليه، من شأنه انتهاك سيادته أو أستقلاله السياسي أو وحدة أراضيه أو مياهه أو أجوائه، أو تهديد نظامه الديمقراطي أو مؤسساته المنتخبة، ويقوم الطرفان، بناء على طلب من حكومة العراق، بالشروع فوراً في مداولات استراتيجية، وفقاً لما قد يتفقان عليه فيما بينهما، وتتخذ الولايات المتحدة الاجراءات المناسبة، والتي تشمل الاجراءات الدبلوماسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو أي اجراء اخر، للتعامل مع مثل هذا التهديد. ” أن دخول الكيان إلاسرائيلي المجال الجوي العراقي هو بمثابة إعلان حرب ضد العراق وإن السكوت على العدوان ليس موقفا عقلانيا بل العقلانية والواقعية السياسية تقتضي استنفاد خيارات الدبلوماسية الوطنية مع مجلس الأمن الدولي ليكون العراق وجيشه وشعبه في حل من خيارات الردع العسكرية مع العدوان وطائراته المسيرة وابعاد العراق عن سياسة المحاور والاعتداءات على الدول الاخرى كما ان الاستعدادات العسكرية يجب ان تكون بمستوى الخطورة التي يواجهه البلد من العدوان الخارجي على حدوده وضرورة ايجاد اسواق بديلة ومتنوعة للتسليح المتطور لحفظ ارض وسماء الوطن . ولاشك ان الخروج من اتفاق الاطارالاستراتيجي من الامور المهمة بعد ثبوت عدم صدقية واشنطن بعد انكاث العهد في العمل لتطوير القوات المسلحة العراقية ولا جدوى منه وتقييد تحركات القوات الأمريكية والأجنبية والتعجيل في تشريع قانون يلغي عمل هذه القوات واتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن سيادة العراق واستقلاله.

أحدث المقالات