يحسن تذكير المالكي بأنه لم يستشر من هو مختص في الشؤون الدولية أو خبايا السياسة الأميركية حين طلب العون من واشنطن فتوقعها أن تلبيه. تقع المشكلة حين يعتقد الوكيل المفوض أو المستأجر أنه هو صاحب المصالح. واشنطن ليست وكيلة مصالح ولا مرافق أمن شخصي مأجور. إنها صاحبة المصالح وتفوض أحيانا وكلاء لها لحراستها. كما يحسن تذكير من فقدوا الذاكرة متأثرين بفقدان واشنطن فى الشرق الاوسط بوصلتها وأن الرئيس “أوباما” نفسه لايعرف إلى أين يسير وما النهاية أو الهدف. أصبح غريقا مثل ساستنا وبعض قادة المنطقة. فهي – واشنطن – تريد المحافظة على نفوذها وماتبقى من مصالحها وأصدقائها ولكنها تخشى المغامرة بدليل التجربة السورية. يصعب التصديق أن “واشنطن” خشيت “موسكو” أو أن “أوباما” خاف من “بوتين” أو من “روحاني”. ولو أن الأمر كان تقديرا لموازين القوة والقوى ومخاوف من تداعيات الحرب أو ماهو قريب من الحرب فلماذا جاءت القوة الأميركية إلى المنطقة وكانت تعرف كل شيء، وماهو مبرر بقائها. يقولون إن حدثا أكبر في المنطقة كان ومازال متوقعا قد يوجب تدخل القوة العسكرية مخافة التداعيات .. أين .. وكيف .. ومتى .. وماحجم هول هذه التداعيات ..! يقولون أن مسؤولي ملفات الشرق الأوسط في (البنتاغون – الخارجية – الأمن) الأميركية طلبوا من أراشيف مؤسساتهم وسفارات بلادهم وأوروبا، إسعافهم بآخر إحصاءات ممكنة ودقيقة للوحدات البشرية في العراق ومواطنها الجغرافية. ركزوا على مناطق (الدين – القبائل – النفط – الماء – وخط سير سكة الحديد الإنكليزية) وقد حددت المكونات الرئيسية والثانوية والملحقات فالتوابع. والمواقع الجغرافية لتواجد الأكثرية والغالبية والأقلية وأماكن إنتشارها (قبل) و (أثناء) و (بعد) جلاء قوات الإحتلال الأميركية من العراق. وما إذا كانت قد سبق لها أن أقامت وحدات إدارية منفصلة أو شاركت في مناصب سيادية وبأية صفة ومن الأكثر تضررا جراء الغزو .. ألخ. الطلب ذو الصفة العاجلة يريده وزير الخارجية كيري بين يديه في مناقشاته لكل المشاريع المطروحة لمستقبل العراق والمنطقة. طلب كيري معرفة ما إذا كان لأية كتلة بشرية إمتدادا في بلد مجاور، وعلاقات خاصة، وحدود جغرافية وهل دخل عليها تعديل خلال هذه الفترة وكيف ولمصلحة من؟ .. هذه المعلومات والخرائط والإحصائيات السكانية القديمة ستستخدم في تحديد المناقشات والمشاريع الممكنة لكل من العراق وجواره ومحيطه لاتخاذ موقف ثابت مبدئي من حقوقها وكيفية تظهير هذه الحقوق وممارستها.
تعليق:
في الإسلام الحدث الأكبر أي “الجنابة” توجب “الإغتسال”، فهل تغتسل واشنطن، أم تفعلها، وبمن، ثم تغتسل ..؟