23 ديسمبر، 2024 7:09 ص

وارحمتاه على السمك!

وارحمتاه على السمك!

في سلسلة كتابات عبقرية ، مقالات لماء الذهب،البث الإبداعي المباشر،كلام شعري :
انا اكتب ، إذن انا كلكامش( مقولة الشاهر) ()
من فضل ربي مااقولُ وأكتبُ ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ( بيت الشاهر)
أوجع صدماتي ، عندما أرى سارق حروفي ، ولا أرى العدالة( مقولة الشاهر)

اتجه موتنا العراقي اليوم ليطال شريحة السمك، اجل السمك اليوم يموت ، وبالأطنان، الأب السمكي يموت، والجد يموت ، والابن ، والحفيد والحفيدة في حصاد كارثي لانظير له!
والنهر يبكي أسماكه وضحاياه ، ( بالأمس كانوا هنا ، واليوم قد رحلوا) يبكي أسماكه ، وقد انقلبت على ظهورها معلنة نفوقها الكوني 000 هكذا تموت ياعراق ، بسمكك تموت ، بفراتك تموت ، بإنسان الرافدين الأجل تموت ، بنخيلك تموت ، بأنهارك تموت ، (ببصرتك) تموت ، بسيابك تموت، بقصائدك تموت ، بجاملك تموت ، لاشيء عندك سوى الموت ، فهل صرت بيت إقامة ( عزرائيل المفضل)؟ !، ولماذا فتح مجيء أمريكا عليك باب الموت على مصراعيه؟!
السمك من اجل ثروات العراق الشفافة البريئة ، فما قصة الموت الجماعي لها ، هل أطلقت السمكة صوت نعيق ، فنافست الناعقين والسراق ، ام هي هبة الله تعالى من البحر لعباده ، ماذا بقي لهذا الولد الكسير العراق مما يملك بين أقرانه ، سلبوه كل شيء كان يملكه ، فماذا بقي له بكل مايملك ، وما لايملك؟لم يبق عنده شيء يحافظ عليه ، الموت ينفذ حتى تحت سطح الماء ، فيلاحق السمك البرئ ، كما تطارد دولة الأمس هاربا لتعدمه ، وهل تظن ياصاحبي ان موتانا الآن لا يموتون مرة اخرى وهم في قبورهم لعنة منا وعلينا !، لربما فهذا في العراق ليس بشيء غريب، او عجيب 0
لماذا اتجه الشر بغرابه الكاسر إلى العراق؟ لماذا صار الشر أذكى منا ؟ يفكر كيف يقتلنا ، ويقتل اسماكنا ، ولم نفكر يوما كيف نقنعه ليرحل ، ليتسنى لنا بناء بلدنا ، أسوة بدول صارت تضحك علينا ، وترتضينا منبطحين لها؟ لماذا تركنا الموت يجهز علينا ، وعلى أسماكنا ، ودجاجنا ، وحمامنا ، وعصافيرنا وو00 الخ ؟ لماذا لاتقتل عندنا العقارب والأفاعي والذباب ، والاشرار ، والسرطانات والأوبئة؟ لماذا تقتل الشمس وبناتها ، ولا يمس الموت مشؤومتنا العوراء حتى من بعيد؟! ، فتموت موتا جماعيا كموت هذه الأسماك البريئة التي خلقت لحلوقنا ، وبطوننا ، فلم نمنحها حتى فرصة مابين الصيد والحلق؟!