23 ديسمبر، 2024 10:52 ص

واخيرا عادت مسرحية العراق السياسية من جديد

واخيرا عادت مسرحية العراق السياسية من جديد

اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نتائج العملية الانتخابية التي جرت في 30 نيسان الماضي وقد تباينت النتائج حول مستوى التوقعات التي تسربت قبل الاعلان الا انه من الثابت ان الكتل الكبيرة فازت هي نفسها بدون تغيير للمشهد السياسي السابق واعتلت دولة القانون المركز الاول على مستوى العراق بعدد المقاعد الذي تجاوز التسعين مقعد وحلت الكتل الباقية المراكز التي خلفها من الاحرار والمواطن والوطنية ومتحدون والعربية والكتل الصغيرة الاخرى ,قبل الخوض في عنوان المقال اهنى العراق وشعبه بهذه الممارسة الديمقراطية الكبيرة واتمنى من كل قلبي ان تكون فاتحة خير للعراق وتنقذه من مشاكله كلها وان يتفانى الاخوة السياسيين في خدمة البلد والابتعاد عن كل ماهو اناني ضيق وتفضيل المصلحة الوطنية العليا على ماسواها واتمنى من الشعب المسكين التعاون مع حكومته المقبلة ليصلا الى طريق النجاح .
اقول ظهرت النتائج وكانها نسخة كاربونية للواقع السياسي الذي نعيشه فلم نستطع نحن المواطنين ان نتخلص من الحيتان الكبيرة التي اكلت البلد وهضمته وتنتظر اكله الان (الا استثناءات بسيطة من الوطنيين),كذلك لم نتخلص من القوى والكتل التي تعتبر حاضنة للارهاب الدموي الذي يقتل ابناءنا الاعزاء يوميا وهي ايضا تتحالف مع قوى الشر بمختلف مسمياتها كذلك لم يستطع المواطن انقاذ نفسه من مافيات السرقة والفساد والظلم الاجتماعي لانه هو من عاد وانتخبهم من جديد وبحجج واهية ,اذن المشهد يتكرر والمعاناة ستستمر وسندفع فاتورة بقاء الوضع على ماهو عليه اربع سنين قادمة حبلى بالاحداث المتوقعة وغير المتوقعة وسيكون المنظر مؤلما ,اذن لماذا عاد الوضع وكيف كان الكل ينادي بالتغيير والانقاذ لابد من وجود خطا في المعادلة العراقية الصعبة ولابد من وجود محرك خفي لايريد للعراق الاستقرار ولابد من وجود حل ,هل بات العراق امام مشهد سياسي عقيم ام ان الذين عبثوا به سيعيدون امنه وبهاؤه وسيتالق من جديد ام ماذا؟ اسئلة عديدة محيرة ليس لها جواب ولكن من المؤكد اننا شعبا لانريد لنا حرية وراحة واستقرار بل نحن دائما نعيد صناعة المتاعب من خلال اتخاذنا صنما نعبده حتى ولو كان هذا الصنم مؤذيا عابثا مدمرا ,كيف اذن ستحل رحمة السماء وماهي آلياتها ؟ الحقيقة يعجز اذكى وابرز متابعي الشان السياسي العراقي في ايجاد تفسير وتبرير مقنع لما يجري وكيف اننا هرولنا بعقولنا واعدنا التركيبة نفسها والتي قلنا اننا سنغير وسنبني .
عموما لااريد الاطالة وابسط القول ان العراق بشعبه البسيط لايمكن له الاستقرا والعيش الرغيد مالم يسعى شعبه لضرب الانانية والانتماء العراقي والطائفي داخله وان يتخذ مبدا المواطنة الصالحة كاساس لمن يريد ان ياتي به لقيادة سفينته السياسية .
اهنىء الجميع واتمنى جادا ان نعبر الى ضفة الامان والراحة والطمانينة وان تعود اخوتنا كسالف الازمان وان نقتل الصنم في داخلنا ونتكل على الله تعالى في تنظيم امورنا.