23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

واخيراً جاء دور البشير …فهل ستتخلص السودان من مأساة دكتاتورية حكامها

واخيراً جاء دور البشير …فهل ستتخلص السودان من مأساة دكتاتورية حكامها

يبدو ان المنهج الذي صممته دوائر الغرب الاستعماري …لم يتوقف او يأخذ دوره في ادراج دهاليز المخابرات الغربيه …فلا زال يتحرك كلما دعت الحاجة لتطبيقه ( الفوضى الخلاقه…والفوضى المتدحرجة) ويتغير حسب مجريات الاوضاع والظروف … ولا تستثنى من تطبيقه حكومات بعينها او انظمة ولو كانت مواليه للغرب … يظهر ذلك من خلال نهجها المتقلب والمتذبذب … هذا هو النهج والمخطط ٠
الانتفاضه في السودان بدات بعد تراكمات المآسي …وبدأت جماهيريه ضمت قطاعات واسعه وشعبيه … مما دفع بالبشير الى تهديد المتظاهرين قبل شهور بقوله ( اذا لم تتوقف التظاهرات والاحتجاجات فسيسلم السلطة الى الجيش ) وها قد وفى بوعده … بينما استمرت التظاهرات والاحتجاجات امام وزارة الدفاع و تعاطفت معها قطاعات واسعة من الضباط الصغار والجنود ٠ مما دفع بوزير الدفاع الفريق عوض بن عوف الى اعلان عزل البشير … بعد ان اوصل البلد الى الكارثه جراء نهج متقلب في ادارة الحكم ودون نهج استمر ثلاثون عاماً اوصلت البلد الى ماساة حقيقيه … قضاها كما بدأها واوصل المواطن السوداني الى كوارث فقر حقيقيه … بعد ان تم فصل جنوب السودان الغني بالنفط والغاز والثروات الاخرى …والتهديد بفصل دار فور ومقاطعات اخرى …واستمرار الصراعات القبلية والدينيه التي اغرقت السودان بها … وعندما بدأ عهد البشير سواء من تحالفه مع حسن الترابي وابعاد الصادق المهدي ثم انقلابه على الترابي ..وعلى العموم فان تاريخه بمثل هذه التسلكات المدانه شعبياً زاخر .
فقد احتوى سابقاً ( اسامه بن لادن ) واخرجه الى افغانستان بعد ان استلب بعض امواله …وقام بتسليم ( ماركوس ) هذا الثائر الذي عمل مع منظمات فلسطينيه واشتهر بقيامه بحجز وزراء النفط( الاوبك ) …ثم عمل بالتقرب لايران وابتعد عنها …واضطهد ونكل بالقوى السياسيه السودانيه وادخل قادتها السجون … واقترب من السعوديه وقام بارسال (٥٠٠٠) ضابط وجندي فقد منهم بحرب اليمن اكثر من الف ضابط وجندي مما اثار خلافات غير مبرره مع تركيه …كل هذه الافعال والتصرفات انتهجها البشير حتى يتقرب من الغرب ( وامريكا بالذات) وينقذ رقبته من عقوبات المحكمة الدوليه …واليوم فقد دار الدولاب دورته ووضع الحبل باكتاف البشير …ولااحد سيراهن على مصيره٠
منذ ان خرجت السودان من الانتداب البريطاني … وافتتح الجنرال ابراهيم العبود عصر الانقلابات عام ١٩٥٨ وتلتها عشرة انقلابات وثلاث ثورات فما ذا حصل عليه الشعب السوداني غير تسلط النظم الدكتاتوريه للطغاة وعلى رقاب هذا الشعب الذي يحمل قيم قلما يوصف مثلها شعب اخر
…فعلاً ان مصير خونة الشعوب هي مزابل التاريخ التي لم تنملئ بعد … وهي نهايتهم …ان على الشعب ان يقاوم الانقلابين الجدد وان لا يسمح لامريكا بالسيطره … وان يعاد الجنود وتتوفف حرب الابادة في اليمن …وان يعتمد السودان على خيراته التي تكفي افريقيا بكاملها لو استغلت بصوره صحيحه٠