19 ديسمبر، 2024 4:49 ص

واخيراً أجتمع العرب على قتال العرب

واخيراً أجتمع العرب على قتال العرب

غريب أمر هذه الأمة التي حباها الله بكل خيراته ولم يبخل عليها بشيء حتى جعل جنانه بين أيديهم لعلهم يهتدون .

ولأجل أن يعلمهم الله كيف يستفيدون من خيراته أرسل لهم الأنبياء والرسل والأئمة ليكونوا خير أمة أخرجت للناس .

ولكن ما زال في ملة العرب رغم توجيهات الخالق في كتابه الكريم ونصائح الرسل والأئمة من يخالف كل محذور ويبيح لنفسه كل حرام ويحرم كل حلال لا لشيء ألا أرضاءاً لنفسه الأمارة بالسوء .

ومن مهازل الاقدار أن يتحكم بأمة محمد (ص) أراذل أقوامها وأحمق رجالاتها فلم نجد من القادة العرب في المحن الجسام ألا التخاذل والتآمر والطعن بأبناء جلدتهم .

وأذا ما اجتمعوا على حق فعندها نعلم أنه سيكون باطلاً.

واليوم تستمر مهازل القادة العرب وتستمر مناصرتهم للباطل مادام الباطل يؤذي أمة محمد(ص)

فقمة شرم الشيخ التي عقدت في مصر كانت المسمار الأخير في نعش الأمة وجسدها الذي لم يعد طاهراً بفضل حكامها الخونة من اشباه الرجال.

فلأول مرة يجتمع العرب على أتخاذ قراراً بالقتال ولكن مع من ؟.

أنه وللاسف مع أخوانهم الذين يمثلون عمق حضارتهم وتاريخهم الا وهو الشعب اليمني الشقيق.

ويبدو أن وحدة العرب لها مسبباتها فهم يتحدون ضد أنفسهم لا ضد غيرهم .

فالوحدة ضد الغير منهج محرم في أمة تقودها أغبياء وجهلة القوم فلا يسمح للعرب بالتوحد ضد أسرائيل وأمريكا والأرهاب لكون حكام العرب يمرون في هذا الأمر بحالتين أما الخنوع أو المشاركة في الجريمة .

أن الحرب على اليمن تشكل أنتكاسة عربية ونقطة سوداء في تاريخ الأمة العربية التي وقفت لتستجمع قواها ضد أبناء جلدتها وتركت الصهاينة والأرهابيين يعيثون فساداً في جسد الأمة ويعبثون به حتى وصل العبث الى رحمها .

فأل سعود الذين شاهدنا غربانها تلقي برازها على أبناء اليمن وتدمر البنى التحتية لبلدهم قد عجزت واصيبت بالشلل يوم دخل الدواعش أرض سوريا والعراق ولم يحلق في سماء العرب لا غراب ولا نسر وبقت جميع الأسلحة العربية في حالة أنجماد وانكماش .

أما اليوم فنجد العرب متحدين ضد العرب تحت حجج وذرائع مضحكة مبكية في نفس الوقت.

فهم يتصدون لشعب اليمن ويدمرون الحرث والنسل تحت تهمة الولاء لايران ، منطلقين من عقدة طائفية مقيتة ما زالت وستبقى في ادمغتهم الفارغة.

فهم وجدوا في الحوثيون قوة أيرانية ضاربة قد يمتد عمقها الى الأراضي السعودية التي يرعبها كل شيء فيه حرف من أسم أيران .

وبحساب مبدأ التوازن في القوى فأن السعودية قد شعرت بأن الأنتصارات والتقدم السريع الذي حققه الحوثيون على تنظيم القاعدة الارهابي وقوات الرئيس المستقيل هادي منصور الموالي للسعودية والتي ترعاهما وتمولهما لتكون ساتر صد ضد الحوثيون لأيقاف أندفاعهم قد أنهار بسرعة خالفت كل حساباتهم.

الامر الذي دفع السعودية لتنزل الى الملعب بنفسها وتدخل كلاعب أساس في الساحة.

ولكي لا تظهر أنها ترسل اشارات سلبية لأيران عمدت الى أستدراج العرب وأستغفالهم من خلال شراء مواقفهم بالمال السحت،

بأستثناء العراق الذي رفض أن يدخل في مهاترات وصبيانية آل سعود، وهو موقف مشرف للحكومة العراقية رغم وجود بعض الاصوات النشاز التي تتعاطى مع المنهج الغبي لال سعود .

وبهذا ينكشف الستار عن الهدف الاساسي للحرب ضد اليمن حيث توضحت خيوط اللعبة واصبحت حربا طائفية لا غبار عليها وبامتياز.

فجميع الدول التي شاركت بالتحالف ضد اليمن هي دول تنتمي لمذهب واحد والجميع اتفق على شن الحرب ضد المذهب الاخر كما هو حالهم في الحرب مع سوريا والعراق وهذا ما تريده اسرائيل وامريكا بالضبط .

لقد فتح أل سعود على انفسهم ابواب جهنم بسبب غبائهم وعقدهم الطائفية وان مملكتهم الان قد وضعت اقدامها نحو طريق الزوال .

فهم ارتكبوا حماقة لن ولم يستطيعوا بعد الخلاص منها وستكلفهم غاليا لكونهم لم يدرسوا بتمعن طبيعة وتركيبة وفسلجة الحوثيون الذين يمتازون باصرار كبيروعناد عجيب وقتال رهيب.

وستثبت الايام ان الطائرات السعودية وحلفائها سوف لاتقدر على التحليق في اليمن بعد ان يتبع الحوثيون تكتيكا جديداً وباسلحة متطوره ربما ستصل اليهم قريبا .

لقد اوقع العرب انفسهم بمنزلق خطير قد تدفع ببعض العروش للسقوط او زوال مماليكهم.

ورغم ان السعودية هي الان المتصدر الاول للحملة ضد اليمن الا إنها ستكون الاولى كذلك في خسارتها،

وسيشعر العرب انهم قد استغفلوا وجروا الى حرب ستسنزف كل قواهم المالية والبشرية وستكون اثارها السلبية مرهقة لامد طويل و وبالاخص جمهورية مصر التي تعاني من وضع اقتصادي حرجا للغاية .

فالحوثيون من المستحيل ان يبقوا لوحدهم في ساحة القتال اذ قد يدفع الحال بقوى اخرى لمساندتهم فلايمكن للفصائل الجهادية الاسلامية من الشيعة ان تتركهم فريسة لأل سعود والقاعده.

وربما سيكون لابطال حزب الله التابعة للسيد حسن نصرالله كلام اخر في نوعية والية الرد على العدوان السعودي وحلفائهم من صهاينة العرب.

ولان ال سعود وجوقتهم الموسيقية من الحكام المرتزقة يريدونها حربا طائفية فعليهم ان يتعظوا من درس العراق يوم ارادوا ات تكون الحرب فيه بهذا الشكل،

فاذا بهم يتفاجأون بشعب موحد بسنته وشيعته وبكل اطيافة تحت مضلة المرجعية الرشيدة ويسير نحو تطهير الارض من دنس الغزاة الدواعش احفاد معاوية وآل سعود وبطانتهم القذرة في دويلات الخليج وبعض الحكام المرتزقة الطائفيين من الاعراب .

وربما ستعمد الجمهورية الايرانية الاسلامية الى اتخاذ اجراءات تقلب موازين القوى على السعودية وحلفائها ،وهذا الاجراء سيحرج الامريكان ويجعلهم مكتوفي الايدي لانهم ليسوا بوضع يسمح لهم بالخلاف مع ايران وعندها ستضطر امريكا للتضحية ببعض الرؤوس ولعل آل سعود هم اول تلك الرؤوس.

ان السعودية تعلم جيدا انها لا يمكن ان تخوض قتال رجلا لرجل مع الحوثيون فلذلك تعمد الى اسلوب الجبناء بالقصف العشوائي لليمن .

ولان السعودية تدرك ان رجالاتها وجيشها الكارتوني لا يستطيع الصمود امام الحوثيون ولها سابقة في ذلك فانها قد طلبت من باكستان قوات برية .

والامر المضحك في آل سعود انهم من اوائل دول العالم المستوردة للسلاح ورغم ذلك نجد من يقود طائراتها باكستاني وسوداني ، وقواتها البرية لا تستطيع ان تقاتل ما يسمونه مليشيات فكيف لها ان تحمي مملكة مترامية الاطراف.

ان آل سعود يدركون قبل غيرهم انهم ليسوا رجالا ولا يمكن لهم ان يؤسسوا لجيشا من الرجال فكان لهم ان يستعينوا بالمرتزقة والعملاء والشحاتين من الحكام العرب قي حربهم ضدما يسمونهم بمليشيات الحوثي.

والامر الاكثر سخرية ان من يسمونهم مليشيات تجعل السعودية تحشد مئات الطائرات لمقاتلتها فكم انتم جبناء يا حكام امة العرب ؟.

وكم انتم مهزومين في اعماقكم؟ وكم انتم طائفيون للحد الذي فقدتم فيه البصر والبصيرة ؟

لقد ان الاوان لنقول اننا لا نتشرف بامة يحكمها رعاع القوم وأمعاتها وخونتها وشحاتيها .

بل نحن نتاج امة انجبت الانبياء وخاتمهم واوقدت في ارضها شجاعة الكرار وتضحيات الحسين ( عليهما السلام ) واخلاق الائمة والصحابة الكرام

وسيعلم الحكام الخونة ان اليمن ستكون مقبرة لكل احلامهم المريضة لانهم سيواجهون رجالا لم يحسنوا قراءة افعالهم بشكل صحيح.

وكان الاجدر بالعرب ان يقدموا طائراتهم تلك للعراق في محاربة عصابات داعش.

ولكن هيهات ان يفعلوا ذلك لان من يتحالفون اليوم هم انفسهم من ارسلوا الدواعش ودربوهم وساندوهم بكل عوامل الدعم المادي واللوجستي لتمزيق العراق.

ولكن خاب ظنهم بعون الله وابطال القوات الامنية والحشد الشعبي الغيارى وابطال الفصائل الجهادية الاسلامية الباسلة.

وسيتخلص العراق بسواعد ابنائه من كل الدواعش السعودية الصهيونية

وإن غدا لناظره لقريب .

أحدث المقالات

أحدث المقالات