الانتخابات :-هي من أهم الوسائل ليحدد الإنسان من يستطيع أن يحكمه..لكن وللأسف الشديد فأن الإرادة السياسية قد تفوقت على حرية الشعوب في الاختيار..وإذا اقتنع الشعب بأن صناديق الاقتراع ليست هي الطريقة الوحيدة في عيش الحياة التي يستحقها فأنه مجبر على قول الكلام الفصل ويقاطع جميع الطرق المؤدية إلى منح الشرعية للكتل التي لا تمثله..بالتالي الطرق الحضارية جميعها مفتوحة أمام الشعب العراقي لتصحيح مسار العملية السياسية.
يوم 20 من شهر نيسان الجاري والذي مضى عليه عدة ساعات كان العراقيون على موعد مع الانتخابات المحلية وتعتبر هذه الانتخابات أول انتخابات بعد خروج الاحتلال الأمريكي من البلاد.
العملية السياسية في العراق مرت من أحرج مراحلها لا سيما بعد وصول المفاوضات بين الأطراف والكتل إلى طريق مسدود بحيث حتى الحلفاء بدءوا يتراشقون فيما بينهم علنا وبهذا فأن الجميع اتفقوا على الذهاب الى الانتخابات لكي يضعوا الكرة في ساحة الشعب العراقي لانتخاب ممثليه عبر صناديق الاقتراع.
لكن الساسة قد صدموا هذه المرة بلاعب جديد انظم إلى فريق المشهد السياسي هذا اللاعب انتظر وإعطى المجال لكل اللاعبين الآخرين لكي يأخذوا المدة الكافية لإظهار مستوياتهم ضمن تصحيح مجريات العملية السياسية.
من خلال الإعلام بكافة وسائله فأن صباح يوم 20 من نيسان وتحديد الساعة السابعة صباحا أبواب المراكز الانتخابات قد فتحت من اجل إدلاء الناخبين بأصواتهم لكن الساسة صدموا بأن الشعب العراقي قد قال كلمته عندما اضطر إلى مقاطعة الانتخابات وذلك لعدم استوفاء المرشحين لتطلعات الرؤية المستقبلية للشعب في تطوير الجوانب الحيوية للبلاد الذي تعرض إلى خراب نتيجة السياسيات القمعية للأنظمة السابقة والتي حكمت العراق.
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ومن خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته على هامش انتهاء مدة التصويت قد أعلنت بأن المشاركة في الانتخابات قد بلغت 50% لكن هنالك منظمات المجتمع المدني والتي راقبت الانتخابات قد أكدت بأن مستوى المشاركة كانت تحت الخمسين بالمائة,والعاصمة بغداد احتلت المرة الأولى في أدنى مستوى مشاركة وبهذا فأن ناقوس الخطر بدأ من العاصمة يدق أبواب العملية السياسية وان المثل القائل وكما زين اسم مقالنا هذا وأحذر الحليم إذا غضب ويقصد بالحليم هنا بأن كثير التحمل وكثير الصبر ويقال أيضا بأن كلمة الحليم كثير المسامحة والشعب العراق قد سامح الساسة كثير وانتظر الوقت المناسب لكي يعلن عن موقفه الحضاري لما يجري حوله ولكي يعلم الساسة بأن الشعب هو مفتاح نجاح العملية السياسية وعليه أن يراجعوا سياستهم على أساس حقوق الشعب في إعداد برامجهم .