ليس جديدا على الجانب الكردي علاقته الخاصة باسرائيل . وهو لايخفي هذه العلاقة ( المميزة ) مع قادة اليهود لانه سبق وأن التقى البرزاني مع قادة كبار من اسرائيل نزلوا في مطار اربيل كان في استقبالهم ابنه مسرور .
ومن ثم ان هناك ( حراك ) غير طبيعي وخاصة في هذه الايام لجهاز الموساد التجسسي في اقليم كردستان . وهو يتخذ من الواجهات التجارية غطاء لعمله !!
وقد سبق وان نوهنا وكتبنا عن وجود مثل هذه الشركات الوهمية التي تعمل في كردستان والتي تحظى برعاية وحماية مسعود البرزاني بشكل ( خاص ) .
هذه الشركات لديها أذرع غير طبيعية تمتد في كل أنحاء شمالنا الحبيب . وهي تتخذ من شركات المقاولات والاستثمار ومكاتب السياحة غطاء سري لها تمارس فيه نشاط تجسسي مكثف على حكومة بغداد . وهي تستخدم أجهزة تنصت ذات تقنية عالية جدا ومتطورة الى أبعد الحدود . وهي تسترق السمع على مكالمات القادة والسياسيين في بغداد وفي الاقليم على حد سواء !!
هذا من جهة ومن جهة ثانية يدس البرزاني السم بالعسل بتعاونه المريب والذي تشوبه الكثير من الملابسات مرة اخرى مع تركيا . وهو بهذه الطريقة يعلن عدائه للحكومة العراقية علنا وبشكل سافر . ولو كان عندنا من يطبق القانون بالشكل الصحيح لكانت الامور تختلف عما هي عليه الان . ولكننا مكبلين بدستور وقانون كتب بشكل يسهل اختراقه مما سبب لنا مشاكل عدة وسوف تستمر الى ما لا نهاية .
وقد طلبت الحكومة التركية من برزاني اخيرا ان تصعد لهجة الهجوم اللفظي ضد الحكومة في بغداد . وهو تصعيد خطير . مقابل دعم تركيا للاكراد بان تتمدد نحو الوسط والجنوب في ظل التجاذبات والصراعات الداخلية واستغلال ضعف حكومة المركز في ظل ( التشرذم ) كما وصفه الاتراك الذي تعيشه الكتل السياسية !!
وكانت أهم فقرة في هذا التصعيد من قبل اوردكان هو تسقيط الرموز السياسية العراقية وخاصة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي .
ونحن في هذا المقال لسنا بصدد الدفاع عن المالكي بقدر مانريد تسليط الضوء على أفعال مسعود البرزاني . لان أي كاتب واعلامي اذا كان مهنيا يجب أن يكون حرا في نقل الحدث وأن لايكون ( قلم ) مدفوع الاجر . وسبب كتابتي هذه الملاحظة لانه وجهت لي عدة انتقادات وقد قلت للكثير وكتبت مرارا انني لست ( حزبيا ) ولااتبع اي حزب واكتب بما يرضي الله تعالى عز وجل وبما اراه هو الصحيح والسليم . ولان المالكي عنده من يرد على هذه التخرصات من قبل الحاقدين والمارقين والذين لايهدأ لهم بال الا بخلق الفتن والاضطرابات !!
ومما زاد الطين بلة أن التقارب التركي الكردي يأتي باغراء تركيا للاكراد اقتصاديا ويتمثل بالاتفاق على استثمارات تركية في قطاع الطاقة بين الاستكشاف والتصدير للنفط والغاز . ( لاحظوا ) اللعبة التركية التي لايفهمها الاكراد ولكن تدفعهم أحقاد مدفونة في صدروهم ضد حكومة المركز . وهم يسيرون خلف تركيا كقطيع من الغنم لما تمثله هذه الاغراءات من استغلال لموارد العراق ونهب منظم لثرواته .
مع جل احترامنا وتقديرنا للشعب الكردي . ونحن اذ نكتب فاننا نوجه نقدنا لتصحيح اعوجاج قادة كردستان والتي اصبحت لاتخدم أي طرف وليس الشعب الكردي .
خاصة وأن البرزاني يفتعل الازمات ( ويشتريها ) من اجل استفزاز المركز واحداث شرخ كبير لايمكن اصلاحه بسهولة بعد أن أبرم مسعود البرزاني عقود النفط التي تعتبر من أكبر النقاط الخلافية الان بين بغداد والاقليم والتي أستغلها الاقليم بتهريب الوقود خارج العراق وبيعه بثمن بخس !!
وكل هذه الاستفزازات من قبل الاكراد تجدهم يصبون جام غضبهم على قادة العراق . بينما نجد أن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني دائما مايؤكد أنه لايحمل أي عداء للكرد وان الخلاف لايتعدى قضية العقود النفطية . فيما لفت في أكثر من لقاء أنه يتبنى وجهة نظر الحكومة المتمثلة بضرورة أن تمر تلك العقود من خلال الحكومة المركزية في بغداد .
لذلك ليس عجيبا أن يأخذ التصعيد الكردي منحا اخر عندما رأينا مسعود البرزاني مع نجله وهو يتفقد القطعات العسكرية في كركوك بمحاولة يائسة لاستفزاز مشاعر العراقيين وحكومة المركز . وهذه الحالة تذكرنا بالمقبور صدام عندما كان يزور جبهات القتال في الحرب العراقية الايرانية . وكان هذا الفعل مقصود من قبل الاكراد وهي ايصال رسالة للحكومة بانهم جاهزين للحرب في اي وقت !!
ونقول لمسعود البرزاني مهما فعلت ( وجيشت ) وخططت فانك واهم ومخدوع .
وان كل ماتذهب اليه لايمثل نقطة في بحر مقابل الحكومة العراقية . وان من وقف مع مسعود البرزاني ضد حكومة المركز افراد ومجموعات وعصابات القاعدة الاجرامية التي لها مقرات في اربيل وحتى من دول الجوار سوف يدفعون الثمن غاليا . ونقول للبرزاني لاتصدر أزمات الاقليم للمركز . ولاتخفي الربيع الكردستاني الاسلامي القادم بقوة الى كردستان فان نهايتك سوف تكون على ايديهم .
وسوف لايفيدك الاعتذار لحكومة المركز وللشعب العراقي ولاتنفع توسلاتك عندما تدك المدفعية التركية والايرانية القرى الكردية في اغلب المناطق الحدودية .
وان كان هذا يؤلمنا ولكن ( جنت على نفسها براقش ) .