23 ديسمبر، 2024 6:13 ص

واتخذوا من علاجكم… جرعات

واتخذوا من علاجكم… جرعات

ينتبه بعض المختصين الى ان محاولة المعالجة والإصلاح والاستدراك حين تتوفر نواياها، كثيراً ما تصطدم برغبة اصحابها بتنفيذها بسرعة أو الوصول إلى نتائجها دفعة واحدة دون استكمال متطلبات العلاج، فيوجد ذلك حالة من اليأس في كثير من الأحيان وقناعة تتولد بعدم القدرة على الإيفاء بمستلزماته وشروطه، والأكثر سوءاً حين يحادث المرء نفسه بأن ذلك مدعاة للإغراق في المزيد من المخالفات!.

وربما حالة التحسن الأولي التي تحدثها بعض العلاجات تغري البعض بالاكتفاء وعدم المواصلة، توهماً من المتعاطين لها بان المطلوب قد تحقق، وربما الشعور بالفرح من قبل بعض ممن لا يحملون رغبة بتحمل تبعات وتكاليف طريق الصلاح والإصلاح.

وتبقى الحقيقة المهمة ان الشفاء لن يتم في ليلة وضحاها، مثلما ان الأمر لا يرتبط بوجود الشخص الصالح والمؤهل لذلك فقط، بل يجب النظر الى ذلك بكونه عملية مركبة متعددة الجوانب والاوجه وذات مراحل وحصيلتها تراكمية، يساند بعضها الاخر.

وهكذا يغدو من شروط النجاح في هذا المسعى الصبر حتى نهاية المطاف، وتحمل التكاليف لذلك مهما كانت باهظة من اجل الهدف الأسمى والأعلى، والتخلص من الأطراف الفاسدة التي ما تفتأ تضع العقبات والعراقيل في وسط الطريق، وعدم تكرار استخدام الوسائل والأساليب التي فقدت صلاحيتها وبان عدم فعاليتها بل وغدت هي جزءاً من الخلل العام.

كما ان بعض العلاجات يستلزم ايجاد النموذج الناجح الملتزم وتوسيع ظاهرته ليتغلب على ما سواه.. فذلك له أثره في بعث الأمل، ويشكل لحظة توهج إذا تجمعت أشرقت في نفوس الساعين للخلاص، فضلاً عن أن بعضها الآخر لا يتحمل الا تغيير العضو الفاسد بالكامل، وثالث بإعادة تأهيل العقول والأفكار قبل أي خطوة فهي مرتكز لازم وضروري.. فلكل داء دواءه الخاص.

واذا كانت ابسط الامراض ــ عافاكم الله ــ لا يتم الشفاء منها بدون الالتزام بتلك الخطوات، فكيف لو كان مرض الوطن عضال؟!!

تلك مهمة أشد تعقيداً، وأكثر طولاً في الزمان والتزامات وشروط النصر والنجاح.