23 ديسمبر، 2024 8:08 ص

وأنهم أخوة تتکافأ دماؤهم مهللين مكبرين

وأنهم أخوة تتکافأ دماؤهم مهللين مكبرين

ابناء العراق الحقيقيون لايحتاجون لشواهد بعدم الاعتماد على واشنطن في تجنب بلدهم وشعبهم ويلات الصراعات السياسية والمذهبية والقومية ( إلا من غرر به او اصابه  العمى ) واليوم تراهم يقفون موحدين في السراء والضراء مهللين ومكبرين بكل بسالة في الحرب الدائرة ضد الارهاب ، حيث يشارك ابناء العراق من قوات الجيش والحشد الشعبي وابناء العشائر الغيارى في الدفاع عن تراب الوطن وطرد الغزات وتطهير البلاد من دنسهم

الارهاب الذي قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق يقف في خط المواجهة الأول ضده نيابة عن العالم ، المتمثل ب  “داعش” هذا التنظيم الذي هو خليط من المتطرفين والمنبوذين في مجتمعاتهم من اكثر من ثمانين دولة، ووفق معلومات تم الحصول عليها من وحدات الأمن من بعض الدول؛ فإن التونسیین والسعودیین یتصدرون عدد المقاتلین الأجانب بـ 9000 مقاتل ، ثم المغاربة بـ 1500، والجزائریین بـ 500 مقاتل، اما المقاتلین من الجنسیات غیر العربیة فهم کالتالی: من فرنسا 800، ومن بریطانیا 400، ومن روسیا الاتحادیة 800، ومن ترکیا اكثر من1000، ومن استرالیا 300، ، ومن الولایات المتحدة والدنمارک 450 من کل منهما.كما هناك من دول اخرى يصلون عبر المطارات التركية وبعض الدول المجاورة  الاخرى.

هذه الافة تشكل تهديدا لجميع مكونات الشعب العراقي ومنه الى العالم .داعش ليس منظمة داخلية أو محلية وانما عابرة للحدود يستمد مكوناته العمل من فتاوى التكفيريين وشبكات التمويل المنتشرة في أكثر من دولة خليجية وتقف المملكة العربية السعودية في المقدمة بالدعم” اللوجستي والإعلامي” الى جانب الدعم من بقايا حزب البعث العراقي. وعدم وجود اجماع دولي حقيقي لمحاربته و السماح الى النزاعات الإقليمية- الإقليمية أو الإقليمية- الدولية بسبب عدم وجود اجماع دولي لمحاربته ومواجهته.

التاريخ قدم ويقدم الكثير من الحقائق والوثائق التي تحمل في طياتها المؤكدة بعدم جدية الولايات المتحدة الامريكية بتعاملها مع المشاكل الداخلية والخارجية لوطننا  ولم تضع الحلول التي تخفف من ازماته بل تزيد النار حطباً .

الرئيس الأمريكي باراك أوباما قالها  للكاتب في صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان العام الماضي.”على العراقيين أنفسهم اتخاذ قرارات حول كيفية العيش مع بعضهم البعض”.

      هذا صحيحاً كما عاشوا على المدى الطويل، لاكن ذلك لايمت بصلة إلى واقع الساحة في العراق في الوقت الحالي والتي اصبحت مرتعاً خصباً تتجول في زواياه المخابرات العالمية حيث ما شاءت وارادت تنشر اجندتها من غير مزاحم وفي ظل الخلافات التي تنميها من خلال عملائها داخل العملية السياسية.

      العراق هذا البلد العريق قد تعرض لغزوات وحروب وصراعات عديدة، والتي كادت ان تمزق أرضه ونسيج مجتمعاته المتتالية عبر العصور، ولكن بقي هو العراق، عصي على الغزاة، عصي على التقسيم، رافضا للتخلف، ناهضا بعد كبوته، ولكن اليوم هو ضحية لمأرب العملاء  ويحارب بدل العالم و ليس ببعيد عن ما يجري في المنطقة التي تشهد انحداراً قوياً في مفاصل العديد من دولها مما يعني وجود مؤامرة عالمية وراء الكثير من الصراعات الدائرة حتى بين مكونات اوطانها .وما عملت  الايدي التي تسعى في اطالة امد الحرب ضد داعش.

       لذا قال نائب وزيرة الخارجية الأمريكي توني بلينكن في باريس رؤيته للمجهود الحربي قائلاً: ستكون حرباً طويلة، ولكن يتم اعتماد الاستراتيجية الصحيحة، كما ستقوم واشنطن بـ “مضاعفة جهودنا”. وتقديم الدعم إلا محدود وتغيير مواقفها باستمرار لصالح السياسيين الداعمين له وابقاء الصراعات كما هي وتطوير الازمات السياسية والدينية والمذهبية لزيادة الثغرات والفجوات بين الشيعة والسنة والكورد والعرب .

     من هذا المنطلق يقدم رئيس اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ الامريكي النائب ماك ثورنبيري مشروعه الانقسامي يطلب فيه توجه حكومة بغداد برئاسة الدكتور حيدر العبادي لاعطاء الطوائف دوراً اكبر في الحكم لتكون المقترحات التي طلبها لدعم العراق رهينة الشروط العسكرية الامريكية ..

     امريكا وبعد سنة من سقوط الموصل بيد داعش اعلنت بكل وضوح وعلى لسان الرئيس اوباما في مؤتمر الدول السبع الكبار في المانيا بعدم وجود استراتيجية حالياً لديهم لمحاربة الارهاب لكي تتكامل سيناريوهات اسقاط العدد الاكبر من شيوخ الانبار في احضانها والتي تتعمد توريطهم لاختيارات لاتخدم امن العراق ومستقبلة وانهاء التعايش الاخوي بين طوائفه. 

     كما ان هناك وثيقة قد تسربت من وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” معدة لرفعها إلى الكونغرس كشفت أن الولايات المتحدة تعتزم شراء أسلحة لرجال العشائرالموالين لهم  في العراق للمساعدة في دعمهم في معركتهم ( ضد تنظيم داعش ) في محافظة الأنباروفتح معسكرات لغرض تدريب العناصر الموالية لهم .

     وسط المخاوف من الدعم اللوجستي والاستشاري الكبير الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية في الوقوف ضد العصابات التكفيرية والتي ساعدت القوات العراقية والحشد الشعبي في الانتصارات الاخيرة التي حققتها في جبهات القتال والذي اغاض الغرب .

     ما راته الولايات المتحدة فرصة سانحة لكسب الجانب السني الى جانبها مع تدخل المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر لدعم وتدريب مقاتلي العشائر وتسليحهم والسعي من اجل توحيد صفوفهم على الباطل،

  وهو انتهاك للقوانين الدولية وحتى القرارات الاخيرة التي تطلب التعامل مع الحكومة المركزية العراقية حصراً .ومن هنا لايمكن من ان ننزه البيت الابيض وننظف يديه من التلوث في اراقة دماء الشعوب المكتوية بنار الارهاب.

     في ظل غياب الالتزام الأمريكي الذي لا يمكن إنكاره بالمواثيق . ستستمر الولايات المتحدة تقديم عروضها في شن هجمات غير مفيدة بطائرات من دون طيار نحو الأهداف والتطبيل الاعلامي من قبل بعض القنوات الفضائية المؤجورة ، من دون أن تلوح في الأفق نهاية للوضع الحالي .

     الاحداث تسير وفق ما خطط لها في دوائر الاستخبارات الامريكية – الصهيونية .لقد ترشح ذلك من السلوك الامريكي والغربي في موضوع الحرب ضد داعش ، ما يؤكد بلاشك على ابقاء ساحات الصراعات مفتوحةً على جميع الاحتمالات وعلى جديتها العالية في التخطيط والتنفيذ وصولاً الى الاهداف المرسومة في الدوائرالغربية وخاصة واشنطن التي تدير طرفي الصراع والتي تريد نهاية سريعة لصالحها ومن هنا فهي مستمرة في تأليب الشارع واشعال الفتن والازمات لتضعيف اللحمة الوطنية ولتبقى هكذا ولازالت الكثيرة من الخيوط مخبة تحت الطاولة وفي دهاليز الاستخبارات العالمية وفي عواصمها .

     على الامة ان تنهض من غفوتها…کل شیء یهدّد وحدة شعبها، ویفرقهم علی أساس من القومیه أو الطائفیه أو الدينية، فهو لیس من الاخلاق فی شیء. والمفروض أن تذوب کل هذه التقسیمات من خلال وحده الشعوب العربية و الإسلامية العظیمة،الاسلام الذی یری کل البشر  سواسیه، وأنهم أخوة تتکافأ دماؤهم. فقد قال سبحانه وتعالی:

(( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّهً وَاحِدَهً وَأَنَا رَبُّکُمْ فَاتَّقُونِ ))