أنظمة الحكم الجائرة التي تسلطت على مصير الناس , مأواها الهوان وبئس المصير , وما شذ نظام حكم عن متوالية النهايات المريرة الدامية القاسية.
وجميعها نالت الجزاء على مظالمها وقهرها للمواطنين , وإن ربك بالمرصاد , وهو الذي يمهلهم ولا يهملهم , وعلتهم أنهم لا يتعظون , وفي محراب الكراسي يتعبدون , ولآيات الفساد يرتلون , وعلى عباد الله يتجبرون , وبه يستعينون على آثامهم وخطاياهم.
و”إن الله لا يظلم مثقال ذرة” , لكنهم يتهمونه بما يفعلونه , ويتوهمون بأنهم يترجمون إرادته , لأنهم جاؤوا من الحضيض , فأصابهم الوهم المبيد.
وبموجب الدوران في دائرة مفرغة من المظالم والمآثم , كل فترة يحصل فيها بناء , تجتاحها فترة خراب , وهكذا دواليك , حتى إنتهينا إلى عقود الفساد والإضطراب وسحق العباد , وبيع البلاد , والتحالف مع مَن يعاديها ويفترسها كالذئاب.
فالبناء لا يليه بناء , والمسير متقطع وإشارات المرور لا وجود لها , والحطام سيد ومرام , والقائد الفتاك مقدام , وحريص على مصالح سيده الهمام.
ولن يتعظ اللاحق من السابق , بل الوقائع تتكرر , والفاعل نفسه وإن ظهر بزي جديد , فالبلاد مملوكة للآخرين , وهم الذين ينصبون مَن يحقق مصالحهم وينفذ أوامرهم , ولا وجود للمواطنين , والتغييب المطلوب للإنسان ومصادرة حقوقه وإنتفاء قيمته من أجندات الكراسي المكسورة , الممهورة بالتبعية والتقليد والتمجيد لإرادة المفترسين.
و”إن الله لا يحب الخائنين”!!
وما أكثرهم في بلاد الويلات والأنين , فالخيانة تاج وفخر ومن الوطنية أن تخون البلاد والعباد , وتستحوذ على ثرواتهم , فهم الغنيمة التي أهداها إليك رب العالمين.
و“لا تظلمن إذا ما كنت مفتدرا
فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم”
والسطوة والجاه لمن “يعبي بالسلة رقي” , ودعنا مما سلف , فكأننا أبناء يوم عجيب , للخرافات مجيب!!
فما زهق الحق وساد الباطل , والتدافع بينهما فاعل , وتلك سنة كونية , وإرادة بقائية , ذات عيون إدراكية!!