17 نوفمبر، 2024 1:40 م
Search
Close this search box.

وأقولها اليوم..سألوني تكراراً عن عشيرتي

وأقولها اليوم..سألوني تكراراً عن عشيرتي

من ياعشيرة انتِ؟ فأجيب قائلة برَّد لطيف ترافقه الإبتسامة: لماذا؟ يتفاجأ السائل ثم يخبرني أنه لايهتم للأمر، بعد اضافة مختزلة لإجابتي السابقة وهي: لا أحب العنصرية وامقت الإنتماء العشائري والطائفي فنحن مسلمين.. والله ما قال أو ذكر اننا يجب أن نتعامل وفق الانتماء القبلي أو نفرق فيما بيننا بل العكس، فالإنتماء الطائفي والعنصري لن يفعل لنا شيء .. إما الانتماء الإنساني يفعل أشياء.. واختم قولي… الإنسانية قبل كل شيء .
اتذكر هنا مقولة رائعة للمرحوم نجيب محفوظ قال فيها: الإنسانية صلاة لها حسناتها وهي افضل من عبادة المنافقين، بالتأكيد فهي عبادة كاملة… ومايبقى للإنسان من غير إنسانيته؟
إن مثل تلك التخندقات والانحسارات الفكرية تحطمنا وتحط من قدرنا وتُفشلنا، بل وتنقلنا وترمي بنا الى وحل التخلف .. الم يصدق المرحوم علي الوردي عندما قال : اننا بشر بقشر حضاري ولب بدوي .. فالحقيقة ونحن بالقرن الواحد والعشرين نرتدي الماركات ونرتاد المولات، لكن مازلنا في عصر البداوة وتحكمنا وتقيدنا العادات وأحكام بدائية جاهلة .
ذكر أحد الأصدقاء بالفيسبوك في صفحته الشخصية قائلاً: إن منظمة دولية طلبت تعاونه في العمل معهم لمشاركتهم في العمل المدني، وكذلك مدهم بالأفكار والتطوير … لكن مع كل الأسف تعرض هذا الصديق لصدمة كبيرة جداً بعد أن سألته الممثلة عن المنظمة: هل أنت سني أم شيعي؟ فأجابها الشاب بكل وعي واحترام: إن العمل ليس له علاقة بالمذهب فأنا استطيع ان اخدم المجتمع دون ان يعرف اذا كنت سنياً أو شيعي.
اجابته دون اعتبار لكلامه: لن نستطيع العمل معك الا اذا اجبت يجب أن نعرف طائفتك لأننا نريد فريقاً متماسكاً !!! ، وهنا انا تعجبت فمثل هؤلاء منظمة دولية مدنية كيف لها ان تخدم المجتمعات وهي بهذه العقليات والأفكار الضيقة والمتطرفة الخاوية؟ مثل هؤلاء لايعرفون معنى المدنية ولم يصلوا ابداً إلى السور الذي يحيط بيها، فكيف يكونوا مدنيين؟ واضح إنهم يعملون على مبدأ عنصري متخلف، ولكن كيف سيقدمون مساعداتهم للناس الذين هم من مختلف الطوائف والمعتقدات والانتماءات ؟ .
نحن في القرن الواحد والعشرين ومع كل هذه التطورات التي تحيط بنا.. مازلنا نحط من أنفسنا ونفسد من عقولنا عندما تكون لدينا رغبة أو مشروع بنشر الأحقاد والتفرقة فيما بيننا .
واخيراً أقول أن اليد التي تمسكك والقلب الذي يهتم بك والروح التي تحتويك والحضن الذي يأويك والذراع الذي يحميك وأكثر من كل ماذكرت، قد يكون موجوداً في من هو ليس من طائفتك أو مذهبك.
يا صديقي (إنهم لا يريدون معرفة مذهبك يريدون أن يذهبون بك الى ماوراء الوراء) .

أحدث المقالات