23 نوفمبر، 2024 5:25 ص
Search
Close this search box.

وأخيرا نطق الصمـت … فكانت البشـرى سيئـة

وأخيرا نطق الصمـت … فكانت البشـرى سيئـة

كاد الوقت أن يدنو من الظهيرة ، والشمس تنزل كعادتها لتقبل جبين الكادحين ولتزيدهم صبرا الى صبرهم الجميل ، الطيور خلدت الى أعشاشها وأحتظنت فراخا انهكها تعب الأنتظار لتحظى بقطرة ماء مــن فم الأب المشغول بشريكتـه وهي تكابد حرا لم تألفه بغداد من قبل ، رن جرس الهاتف معلنا وصول صـوت مـن بعيـد ليزف لي بشرى لطالما إنتظرهـا قلبــي المبتلى بكيد النســــاء وحسنهن ! لقد كلمتني مـن عشقتهـا مجـددا .. عشقا يضاف الى فشـل كثير أحاطني منذ عقدين عجاف لـم يرهـا ( الملـك ) في منـامه ليفسره معبرو الرؤى

بانتظار صدِيق كيوسف ليحمل عنهم وزرا لم يحملوه قسرا ! هي حبيبتي ، إنها بضعـة مني ، لأني بدونها ( خردة ) انتفــت الحاجـة منهـــا ثـم رميـت في وكالة البلـح تنتظـــر مـن يجلوهـا مـن جديـد !! إطمئني يا حياتي انا أهـــيم بـك هياما لايوصـف ، سـواء أتصلتي أم لـم تتصلي ، فصوتـك يـدور فـي رأسي نزولا ليستقـر فـي حشاشتي ولـــن يغادر حتـى لو شهروا السلاح ضـده .. أقسم إني أحبــــك سـجليهــا عني وأعلنيها للمـلأ في زماننـا والأزمنـة القادمة .. انا رجـل فقـد عقلـه فـي محراب جمالك الباهر وروحـك الطاهرة النقيـة وثغرك البسـام دومـا رغـم معاناة قرأت عنهـا الكثير وبكيــت لأجلها وندبت حظي كوني لم احبك من قبل !! لقد خلقت لك وانت لي فليشطب الباقون أسماءهـم من سجــل العاشقين فهم ما زالوا تلاميذا ينتظرون المعلم !! هـل عرفتم من هـي حبيبتي الجميلة ؟ إنهـا هـي ولسوف أبقى أحبها ويبقى أسمها سرا يدفن معي في عالم البـرزخ ! سأبقى على عهدي معها وأستمر بالأدمان عـل حبها وأظل احبها كي انـال رضاهـا … حزنهـا يقتلنـي … ضحكتها تحيينـي … إبتسامتها تعــود بأيامي الـى ذكريات فقدتها وانا طفل صغــير .. يا سيدتي المرأة – أينمـا كنت – انـا من أنصارك بقلمي وأتحـدى الكـون بك … فأنتن لاتشبهن حبيبتي لأنها أجمل منكن جميعا .. وستبقـون جميلات رغمـا عني !! حبيبتي دعـي الغيرة جانبا فأنا ان خاطبت نساءا سواك فليس بقصد ذي بال . اما انت فحبيبتي ! . نعم انت كذلك وأقسم بحبك انا من كنت تنتظرين ، فبدوني سيحبس عنك ماء الحياة ولن تستطيعين شراءه بأموال قارون ، ويح أيام قـد خلت دون أن احبك ، سأقاضيها بعيد الحب القادم ، عندي من الأدلة ما يثبت إنك تشبهين دمعي حيـن يجـري على صحن خدي ، وهناك من رآك تمسحينه بمنديل ما زلت أحتفظ به دون علمك !.. لن ينقصني شئ سـوى الأجتماع بك تحت قبة المأذون فهل تقبليني شريكا أزليا مشاغبا غيورا شغوفا ولوها مستدام الدمع والعبرات ها أنا أدعوك فلا ترفضي دعوتي فتكوني جرحـا يضاف الى جروحي ومـا أكثرهن سيدتي ، فأنا لاأملك مـــالا لأشتري لك قصورا فوق شواطئ البحر ولا أملك جاها يخولني إصدار الأوامـر أنما أنـا رجل فقير الحـال لكني غني بعفاف نفسي ؛ سابقى عاشقا يردد الشعر وينظم القوافي تغزلا بك : ( من لصب متيم مستهام .. دنـف ذي صبابة وغرام ، لامه اللائمون بالحب جهلا .. وهو في معزل عن اللوام ).. أرجوكم دعوني وشأني ، فلا شأ لكم بي ؛ انا راحل الى بلدها البعيد وليكن بعدهـا ما يكون .. فما عاد يهمني .. مـن كان خبيرا بالحب فليدلني على حب أكبر من حبي وعن دمع أسخن من دمعي ، وعن هيام يفوق هيامي ، وعن شغف يطال ربع شغفي وعن لوعة تعدل معشار لوعتي ، وعن الم قاتل كألمي وجنون يقارب جنوني بفاتنة في الحي شيمتها الحسن !
فسأشكره من صميم وجداني وأعلقه وساما على صدري ، وأظل مدانا امام مطرقة عدله وأسيرا لعطفه وحلمه فعشقي لهـا سيشلني ويصيبني بدوار البحور السبعة ويذهب بعافيتي حيث يرقد غيري على سرير العافية الموهومة ، والعبرة المكلومة ، والنفس المهمومة ؛ وبخلافه فالسكوت أولى كونه ذهبا نفيسا يطوق عنقي وسط عالم مراهق غشيم لايجيد سوى الثرثرة .. حبيبتي أرجوك كفي عن ترديد أغنية تذبحني ذبحا بسكين عمياء دون رحمـة ( ليـه خليتني أحبـك ) فانا احبك رغما عنك ، هذا هو قدرك ، فهل تتمكنين من الهروب ؟ وإن أستطعت فإلى أين ؟ لأني سأكون على أثرك !! …ألا يمكن أن ترددي : ( أطاوع في هواك قلبي وأنسى الكل علشانك ) . حبيبتي الجميلة ، ترددت أخبار حملت معها حزنا وقلقا الفرس قادمون بخيلهم وخيلائهم يحملون سيوفا معقوفات كوجوههم ويضعون لحى كلحى التيوس الشاردات ، ويملأون رؤوسهم بجنجلوتيات أبي لؤلؤة ويدبرون امرا كانوا يعدون له منذ فقدوا سوار جدهم ومنح غصبا عنهم الى ( سراقة ) .. فلنترك الغزل بشكل مؤقت ولنتوجـه صوب الشرق لنكون حرسا يحمل القلب على الدرع بدلا من حراس هربوا من ( حس الصفير ) وبدلا من حشد غبي جاء به معمم أخرس بليــــــــــــــد ، فهلمي معي فليس هناك من يقوم معنا لأنهم هاجروا الى نساء غريبات يرتدين ملابسا شفافة ويتبرجن لكل قادم شبق ولهوف … أيها الغافون بأحضان النساء : لقد قتلوا عليا وولديه وصهرهما وصاحبهما ذو النورين ، فهل لوقفة جريئة من سبيل ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات