خلال الايام الاخيرة إنطلقت موجة جديدة من العداء صوب الدكتور اياد علاوي ، ركبتها كالعادة وجوه مقنعة بشتى ملامح الحرص والعتب والوطنية والكراهية ، لتأدية ادوار رسمت بعناية رافقها الكثير من الخروج على النص كما هي عادة الكومبارس عندما يؤدون ادوارا لايفقهونها .
بالنسبة لنا ، السياسة تتلاقى مع قوانين الطبيعة في الكثير من المحطات ، فالاشجار ترمى بالحجارة عندما تكون مثمرة ، والرامي بحجر لايأبه بحال الشجر إنما يريد ثمرا ، وهكذا كنا نتوقع ، وقد اعتدنا الحال المتكررة ، ان السهام وضعت في منازع الاقواس واننا هدف لوابلها الذي سيمطرنا بنباله المسمومة ، اذ في برهة زمنية لاتعدو الايام صوروا اياد علاوي بالمتعدي على المال العام مطالبين اياه باعادة الطائرة الحكومية التي لم تكن موجودة الا في مخيلاتهم المنحرفة ، وعندما خاب كذبهم ، لم يلبثوا حتى وضعوا الرجل على طريق الموت فنقلوه بوحي تمنياتهم الكريهة الى مستشفيات لندن في اللحظة التي كان يمارس عمله ويستقبل ضيوفه الرسميين في مكتبه الحكومي ببغداد ، وقبلها رددوا معزوفتهم البالية : علاوي رجل السعودية لا لسبب الا لانه سهل ابتعاث الفي حاج خارج حصة العراق الرسمية الى بيت الله الحرام وليس الى دورات في التدريب على القتل والتخريب كما يفعل البعض .
وآخر ماتفتقت عنه هذه العبقريات المجبولة على التآمر والشر والخداع اتهام علاوي بالطائفية ، ولعمري ( كما تقول العرب ) انها قمة التعري في الكوميديا السوداء التي يؤلفها البعض دون وازع من ضمير ولا رادع من ناموس او خلق ، فعلاوي الذي شكلت ( المساواة بين جميع العراقيين ) جمجمة مشروعه الوطني مُؤْثِراً بلوغ
هذا الهدف على كل المغريات ، ومقدما قوافل الشهداء من رفاق نضاله واعضاء حركته وجماهيره ومعرضا حياته للخطر لايمكن ان يحني رأسه امام ريح الطائفية بعد ان تَوّجَها بإكليل من محبة شعبه وعُلِّقَتْ فيها ابصار المهمشين والمحرومين من الحرية .
مايحصل من استهداف لعلاوي كان ومازال ينطلق من ارضية الطائفية السياسية ( الشيعية والسنية على حد سواء ) ، من اؤلئك الذين رهنوا انفسهم لشيطان الفتنة والخراب . قال تعالى ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لهُ سُوءُ عملِهِ فرآهُ حَسَناً فإنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يشاءُ ويَهدي مَن يشاء .. ) . اؤلئك زينت لهم شياطينهم سوء اعمالهم في بث الفرقة والاحتراب فغمسوا لقمة عيشهم بالدم والسحت والحرام والفساد والافساد ، لعنهم الله سيدحرون يوما بوعد الله الحق ( كلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله ) .
التسونامي الجديد ضد علاوي مرده الاحراج الذي يستشعره الطائفيون وهم يحشرون في زاوية الفضيحة بعد تآمرهم على مشروع المصالحة ، فالنجاح الذي يتوهمونه بعرقلة المصالحة ينعكس فَشَلاً على سياساتهم التي جرت البلد نحو قاع الهاوية ، وَنَجاحاً لعلاوي على الصعيدين المحلي والدولي بعد انكشاف صحة مشروعه كحل ناجع للصراع الطائفي لا في العراق حسب ، بل والمنطقة ايضا ، وان العالم الذي بات عرضة للارهاب العابر للحدود والمتغذي على الطائفية السياسية لايمكن له الاستمرار بمجاراة الحماقات السياسية لبعض الاطراف المتنازعة على حساب امنه واستقراره . هذه الحقيقة من الوعي والادراك الوطني والاقليمي والدولي وراء رفسات الاحتضار المكابرة لقوى الطائفية السياسية والتي عادة ماتتوجه صوب علاوي قبل غيره .
لكن .. يبقى علاوي مع الخيرين من العراقيين بكل اطيافهم ، وهم جل الشعب ، حاملين لحلم الوحدة والعدالة والمساواة والحرية ، التي تجسدها دولة المواطنة ، الدولة المدنية الديمقراطية ، وعاملين على تحقيقها مهما كلف الثمن ، وسيجدون انصارا كثرا في العمق العربي والاسلامي والدولي ، من اعداء العبودية والظلامية ، لمواجهة قوى الارهاب والتطرف والتخلف والفساد .
ورحم الله محمود درويش :
” سنكون يوما مانريد .. لا الرحلة ابتدأت ولا الدرب انتهى ” .