آخر صيحات الموضة المتعلقة بموضوع تشكيل الحكومات في العراق لعام 2018 هو وجوب اتباع توجيهات وإرشادات المرجعية الدينية فيما يتعلق بإختيار وزراء الكابينة الحكومية الجديدة ، وكأن الحكومات الثلاث السابقة التي شكلتها وقادتها أحزاب إسلامية كانت حكومات ملحدة لا تعترف بوجود الله ولا برجال الدين ، او كأن المرجعية الدينية هكذا يراد لنا ان نفهم لم يكن لها أية علاقة بما كان يشهده البلد في تلك السنوات من مشاكل أمنية واقتصادية نجمت عن خلافات سياسية ، مثل هكذا توجه لا يفسر سوى كونه عملية تستر وخلط للأوراق من أجل تمرير فشل الأحزاب في قيادة الدولة العراقية ، ودفع المواطن باتجاه إلقاء اللائمة حصرا على المرجعية دون غيرها ، وتوجيه التهم لها في حال فشلت الحكومة الجديدة على الإيفاء بوعودها ، ولا احسبها ستختلف كثيرا عن الثلاث السابقات في حال بقي رئيس الوزراء مقيدا بسلاسل المحاصصة والمنافع الحزبية ، و بقي الفاسدون أحرارا يحلقون في سماء العملية السياسية من دون حسيب أو رقيب .