19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

هکذا کان وسيبقى النظام الايراني

هکذا کان وسيبقى النظام الايراني

منذ الايام الاولى لتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه، فقد أصبح هذا النظام مصدر خطر وتهديد على أمن وإستقرار المنطقة وقد إتضحت مدى خطورة هذا النظام أکثر فأکثر عندما صار معلوما ومعروفا بممارساته القمعية ضد الشعب الايراني وبلجوئه الى تنفيذ حملات الاعدامات وکذلك الاعتقالات التعسفية وعمليات التعذيب ضد السجناء ولاسيما السياسيين منهم، ولم يکف هذا النظام عن نهجه العدواني الشرير هذا بل وإستمر عليه لأن مرتکزه الاساسي هو نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية التي تٶمن بسياسة الحديد والنار وبتصدير التطرف والارهاب، ولذلك فقد بدرت وتبدر عن هذا النظام أ‌مورا وقضايا لم يسبق للعالم أن وجد نظيرا لها ولاسيما من حيث تصفية معارضيه إذ أن واحدا من أهم سمات ومميزات هذا النظام إنه يرفض الآخر جملة وتفصيلا بل ويعتبر کل من يقف بوجهه محاربا ضد الله ويجب قتله!
لئن حاول البعض من الذين لهم علاقات مشبوهة مع النظام الايراني أو إنهم أساسا تابعين له بتصوير هذا النظام بأنه متقبل للآخر ومن إنه يٶمن بالحرية والديمقراطية وسعوا بطرق واساليب مختلفة من أجل تجميل صورته القبيحة، لکن ذلك لايجدي نفعا إذ أن أقوال وأفعال هذا النظام هي التي حددت وتحدد ماهية ومعدن هذا النظام وليس ماتزعمه وتدعيه أصوات وأبواق مشبوهة أو مأجورة، ومن هذا المنطلق وبعد أن أبلت منظمة مجاهدي خلق بلائا حسنا في مواجهتها وصراعها الدامي ضد هذا النظام ولاسيما الدور الکبير الذي لعبته في فضح الانتخابات الاخيرة وکشف الحقيقة الاجرامية للرئيس الجديد الذي تم تنصيبه، خصوصا وإن النظام لايزال يعاني أساسا من آثار ونتائج ماجرى لعصابته الارهابية التي الحکم على أعضائها بفترات تزيد عن العشرين عاما، فقد أعلنت قوات الحرس الثوري في وكالة الأنباء الخاضعة لسيطرتها، يوم الثلاثاء 22 يونيو/حزيران، بعد ثلاثة أيام من الانتخابات المشکوك في أرمها وتعيين رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 في رئاسة الجمهورية، مسؤوليتها عن اختطاف معارضين خارج إيران وهددت مجاهدي خلق بأعمال إرهابية ضدها!
وکالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري قامت بتوجيه تحذيرات جدية” لـ “الدول الأوروبية” و “تكاليف باهظة” لدعم مجاهدي خلق وتذكير المعارضة بـ “نقلهم إلى إيران الواحدة تلو الأخرى من قبل” أجهزة المخابرات الإيرانية في الداخل والخارج وتسليمهم للعدالة لمحاكمتهم “، وكتبت: “لولا الصبر الإستراتيجي وما تقتضيه المصلحة من مراعاة بعض القضايا من قبل الأجهزة الأمنية في الدولة، لقد تلقوا ضربات قاضية من حيث لا يستطيعون حتى تخيله، ومن حيث لم يفكروا أبدا، وبالطبع هذه الفرص ما زالت متاحة لإيران”. ولو تمعننا ودققنا في هذه التهديدات لوجدنا إن النظام الايراني يتصرف بأسلوب ومنطق البلطجية وکأنه لاوجود للقوانين بل وحتى إنه يستخف بسيادات الدول وبإستقلالها عندما يصدر هکذا تهديدات ليست وقحة فقط بل وحتى إنها أکثر من صلفة، ومن دون شك فإن ذلك يدل على حقيقتين مهمتين يجب علينا أن لاننساهما وهما؛ إن دور ونشاط مجاهدي خلق صار يٶثر کثيرا على النظام ويهدد مستقبله. أما الحقيقة الثانية، فهي إن هذا النظام قد کان هکذا دائما وسيبقى ويجب على العالم کله ولاسيما الدول الاوربية أن تفهم ذلك وتتصرف على أساس منه.