22 أكتوبر، 2024 4:38 م
Search
Close this search box.

هکذا سيحررون القدس

هکذا سيحررون القدس

أهم إنجازات الثورة الايرانية هو تصديرها الى الدول العربية التي تعاني من الدکتاتوريات منذ عقود طويلة، والدول الافريقية الفقيرة التي يتم إستغلال ثرواتها من خلال الشرکات الغربية و الامريکية. هذا ماذکره اللواء محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري في کلمة له ألقاها بمحافظة أصفهان، والتي قال فيها أيضا بأن إيران سوف تدخل في حرب شاملة مع الدول العربية التي سماها بالدول المعادية للثورة الاسلامية الايرانية في المنطقة.

ماذکره اللواء جعفري، ليس بمفاجئ و لابغريب على المتابع و المختص بالشأن الايراني و بالنهج و المخططات السياسية للنظام، ذلك أن هذا النظام الذي قدم نفسه في بداية أمره على أنه نصير و حليف اساسي للعرب و المسلمين، يبدو واضحا بأنه يستخدمهم وبشکل مکشوف کوسيلة لبلوغ أهدافه و غاياته، جعفري الذي تباهى في کلمته المشارة إليه آنفا بتصدير نظامه للتطرف الى البلدان العربية التي وصفها بالدکتاتورية في تأکيد ضمني على ديمقراطية نظامه، ذهب أبعد مما قد يتصور البعض من أولئك الذين لايزالون يراهنون على هذا النظام و نصرته للقضايا العربية و الاسلامية، إذ قال أيضا:”إن تجربة الحرس الثوري الايراني و قوات البسيج(التعبئة) تم إستنساخها في الکثير من المناطق و الدول بالمنطقة، وأصبحت تطبق اليوم في سوريا و العراق و لبنان و استطعنا أن ننقل تجارب الحرس الثوري الايراني الناجحة الى هذه الدول العربية الحليفة”! ولانعتقد بأن ماجاء في کلام جعفري هذا يحتاج الى تعليق او توضيح فهو غني عن البيان و يکشف عن ماهية و معدن و جوهر هذا النظام من دون لف او دوران.

جعفري، ومن ورائه نظامه، يصف الدول التي تستنسخ تجربة نظامه و تخضع لهيمنته و نفوذه نظير سوريا و العراق و لبنان، بالحليفة لهم، لکنه يصف البلدان العربية التي تحافظ على إستقلاليتها و سيادتها الوطنية حيال السياسات المشبوهة لهذا النظام، بالدول المعادية لهم و يتوقع بأن يدخل نظامه في حرب معها، وهذا مايؤکد بکل وضوح حقيقة النوايا العدوانية لهذا النظام و تصميمه على تنفيذ مشروعه بإقامة مايمکن بوصفه بالامبراطورية الدينية التي تمتد و تتوسع على حساب دول المنطقة، ولذلك فمن السذاجة و القصور في الفهم السياسي للأمور الاستمرار في تلقي مايبدر عن هذا النظام بأنه لايعادي السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، واننا نجد أن أفضل مانختتم به مقالتنا هذه مقولة مهمة ذات صلة قوية بالموضوع للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية حيث تقول فيها: لايمکن للسلام و الامن و الاستقرار أن يستتب في المنطقة من دون قطع دابر النظام الايراني کاملا عنها.

*[email protected]

أحدث المقالات