23 ديسمبر، 2024 10:13 ص

هَاتوا برهَانَكم إِن كنتم صادقِين ……  

هَاتوا برهَانَكم إِن كنتم صادقِين ……  

قرأت خبراً يوم أمس السبت 9 تموز 2016م وكان المصرح فيه مصدر مجهول (قيادي في الحشد) وقد كتب بصيغة إنشائية، يتحدث هذا الخبر عن شبهات فساد مالي وإداري لقائد فرقة العباس عليه السلام القتالية الشيخ ميثم الزيدي ويؤكد أن الأخير يستغل قربة من السيد أحمد الصافي في هذا الشأن،  كما أن الزيدي هو صاحب فكرة تنفيذ المشروع السعودي لتفكيك الحشد والتمييز بين ما يسمى بـ”الحشد الايراني” والحشد النجفي وزارع بذور الفتنة بين قيادات الحشد وممثل المرجعية السيد احمد الصافي ويسوق اعلاميا لهذا الموضوع !!! كما أكد الخبر أن   سبب سكوت قيادات الحشد الشعبي عن الزيدي رغم تورطه بعمليات فساد كبيرة هو لتجنب الدخول في أزمة مع ممثل المرجعية في كربلاء السيد احمد الصافي !!!!.
لا أستغرب هذا الحديث في هذا الوقت بالذات فهو حلقة من سلسلة الهجوم المنظم الذي  تشنه بعض الجهات على مرجعية النجف الأشرف، محاولين تضليل الرأي العام، وهذا الهجوم متوقع جداً بعد مواقف المرجعية التي يشهد لها كل أنسان شريف، ووقوفها بوجه مخطط كبير أراد تغيير طبوغرافية المنطقة ككل، أما الاستهداف للشيخ ميثم هذه المرة كونه تحدث بصراحة عن وجود خلل في إدارة الملف الأمني وكذلك وجود خلل في إدارة هيأة الحشد الشعبي لا تصب في مصلحة العراق وطالب بأن يصحح هذا النهج خدمة للعراق.
أما الكلام في الخبر ينطبق عليه المثل القائل(حدث العاقل بما لا يعقل فأن صدق لا عقل له) ببساطة جداً ووفق سلسلة منطقية يمكن أن نتوصل إلى شخصية الشيخ ميثم، نبدئها من المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف والتي لا غبار على  نهجها وسياستها النزيهة والمعتدلة، وهذه المرجعية وضعت ثقتها بجناب السيد أحمد الصافي وقد أوكلت إليه مهمه المشاركة في كتابة الدستور العراقي وإمامة خطبة الجمعة في الحرم الحسيني ليكون الناطق باسمها ويتحدث عن لسانها والكثير من الأمور، آخرها أجازت له رواية الحديث، كما أن جناب السيد  كان أمين عام للعتبة العباسية المقدسة وبحكته وداريته ومساعد العاملين وصلت العتبة المقدسة إلى ما عليه الآن، ثم تولى منصب المتولي الشرعي لها، وجناب السيد أحمد بدورة وضع ثقته بهذا الرجل الشيخ ميثم وبدليل أنه عضو مجلس إدارة في العتبة العباسية المقدسة لأكثر من (8) سنوات رغم تغيير إدارة العتبة المقدسة، فهل يعقل أن يكون متورط بقضايا فساد لهذا الحد ولم يتخذ السيد أحمد أي أجراء بحقه؟؟؟!!!، وهل السيد أحمد الصافي هذا الرجل الذي يشهد له العالم بحكمته، يدعوا ويروج إعلامياً إلى مشروع سعودي والمرجعية تغض البصر عنه؟؟!!! لا أدري كيف يحكمون.
فالذي يعرف الشيخ ميثم عن قرب يمكن أن يلمس بساطة هذا الرجل في التعامل ناهيك عن أخلاقة، علاوة على هذا أنه تحدث بصراحة عن وسائل الإعلام عن تقصير هيأة الحشد الشعبي وأكد أن هذا التصريح جاء بعد أن بحت الأصوات في المطالبة بالحقوق، فلم لم يرد رد رسمي وينسب الخبر إلى مصدر مجهول؟؟!!!
كما جاء في الخبر أيضاً (واشار القيادي الى ان الزيدي غالبا ما يكذب بشان مشاركة قواته في المعارك فهو لم يشارك سوى في الاسناد بمعركة البشير التي حررها الحشد التركماني وكل المعارك التي ذهب اليها ذهب لالتقاط الصور فقط ليقول انه هنا ).
السؤال هنا هل وصل أحدٌ من قيادات الحشد الشعبي أو القيادات الأمنية العراقية إلى قرية البشير التي كانت مغتصبة من قبل داعش لأكثر من سنة ونصف ؟؟!!! هل وصل أحد من هذه القيادات إلى مدينة تازة التي قصفت بالمواد الكيمياوية؟؟؟!!!! لا أدري كيف عرف أن الفرقة شاركت بالأسناد فقط ولم نسمع ولم نرى أي قيادي  أمني حشدي تواجد هناك؟؟؟!! إضافة إلى هذا هل يعلم بالإمكانيات العسكرية للحشد التركماني الذي لم يوفق لثلاث مرات بتحرير البشير؟؟؟!!! فهم قد أعلنوا وبصريح العبارة أنهم يفتقرون إلى التسليح والأعتدة ويشكون من إهمال هيأة الحشد لهم،  وهذا سمعته بأذني لم ينقل لي أحد هذا الخبر .
كما أن الفرقة خصوصية من الناحية العسكرية قد يغفل عنها البعض وهي : أن الفرقة تمسك بالمناطق التالية:
1-  قضاء النخيب أو الأصح ناحية النخيب ومنطقة الهبارية
2-  تتواجد قواتها على حدود محافظة كربلاء المقدسة في منطقة الرحالية وبحيرة الرزازة
3-  لديها قوات في قضاء بلد والدجيل
4-  لديها قوات في سامراء وهي تمسك قاطع كبير في الجهة الشرقية للمدينة
5-  لديها قوات في منطقة البشير  
فهل يملك فصيل آخر هذا الكم من القواطع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مسك الأرض أصعب بكثير من معركة تحرير المناطق (فهو أشبه بمن يمرر يده بالنار ومن يسمك جمرة)، وهذا الأمر قطعاً ينعكس على قدرة الفرقة أن أرادت أن تشترك بمعركة، فهي تشترك بعدد يتناسب وإمكانياتها بالنظر لتواجد قطعاتها في المناطق أعلاه، أما باقي الفصائل كلواء علي الأكبر مثلا فهو يتحرك بكل قواته للمشاركة في المعركة معينة كما حدث في معركة الفلوجة فقد انسحب من قاطع مكحول، كما أن الفرقة تفتقر إلى قناة تلفزيونية وهذا الأمر جعلها أقل حظوة من الناحية الإعلامية في تسليط الأضواء عليها، فكان من المؤمل أن قناة كربلاء تعطيها نفس استحقاق لواء علي الأكبر.. 
كما تطرق الخبر إلى أسباب قطع هيئة الحشد الشعبي لرواتب فرقة العباس عليه السلام وقد أوجزها بأربعة نقاط وسأجيب عليها رغم أني لم أبقى في الفرقة سوى بضعة شهور 
1-    عدم امتثاله للأوامر والتعليمات ودائما ما يصرح انه مستقل في ادارة الفرقة وفي اتخاذ القرارات وبالتالي فهو لا يأتمر بأمرة الحشد ويريد رواتب ونثريات وتجهيزات من الحشد .
الرد: الفرقة تتبع إداريا إلى وزارة الدفاع العراقية، وهذا الامر جعلها تحصل على عدد من الأسلحة والأعتدة والدروع والدبابات والمدفعية كما أن هذا الإتباع جاء كامتثال لتوجيهات المرجعية الدينية العليا في أن ينخرط المتطوعون ضمن الأجهزة الأمنية كما أنها لا تقوم بأي عمل عسكري لما لم يتكون هناك تنسيق مع قيادات العلميات، وإنها  تمتثل لأوامر الهيأة أن وجدت هذا الأمر يصب في مصلحة الوضع العام ولا تخالفه، لكن على سبيل المثال وجهت الهيأة بأن تسحب قوات الفرقة من النخيب في حين أن العلميات المشتركة والقائد العام للقوات المسحل أكد على ضرورة بقاء قوات الفرقة في النخيب، فلمن تستمع؟ ولمن تطيع؟ العقل والمنطق يقول للقائد العام ولقيادة العلميات المشتركة كونهم المعنيين بالملف الأمني وكذلك خصوصية قضاء النخيب وتأثيره على محافظة كربلاء.
كما أن الفرقة ارتبطت بهيأة الحشد في التخصيص المالي وذلك لأن هناك أموال من الميزانية العراقية خصصت لهذا الغرض وتسلم لهيأة الحشد، أما الشيخ ميثم أكد مرارا من خلال وسائل الإعلام أن لا يوجد هناك أي تقاطع عسكري في تنفيذ الواجبات مع هيأة الحشد.
2-    تسبب باستشهاد واصابة العديد من المجاهدين بسبب خوضها معارك بمفرده خصوصا في منطقة البشير فقد اعلن عن بدء عملية تحرير المنطقة ثلاث مرات وقد اخفق في ذلك وقد اعتمد بالهجوم على الاستخارة بالمسبحة.
الرد: بعد أن تخلت جميع قيادات الحشد الشعبي والقيادات الأمنية العراقية عن نصرة البشير المظلومة اضطرت الفرقة لأن تأخذ هذا الواجب على عاتقها لذا فإن علمية البشير حالها حال كل العمليات العسكرية فقد مرت بعدة مراحل العلمية
الأولى: تحرير تل أحمد الاستراتيجي، الهدف منها قطع خطوط الإمداد من الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية للبشير(دون خسائر بشرية)
العملية الثانية: تحرير الجانب الغربي لقرية البشير، الهدف منها قطع خطوط الإمداد من الجهة الغربية والغربية الجنوبية (دون خسائر بشرية)
العلمية الثالثة: هي الاندفاع خلف خطوط العدو وهذه التي سقط فيها 17 شهيداً، وهذا لو أردنا مقارنته بأي علمية عسكرية فلن يشكل نسبة
المرحلة الرابعة: الالتفاف حول البشير وتطويقها ومن ثم اقتحامها (شهيد واحد فقط أستشهد بقذيفة هاون)
3-    ميثم الزيدي غير مؤهل للإدارة العسكرية وقد طالبت قيادة الحشد لأكثر من مرة بتغييره علما ان قانون رئاسة الوزراء ينص على ان جميع التشكيلات تأتمر بأمر اللواء وهو بذلك مخالف للضوابط والتعليمات فليس هنالك منصب مشرف عام بالإضافة هو شخصيا غير مؤهل لأنه رجل دين وليس قائد عسكري .
الرد: مَن مِن قادة الفصائل أو تشكيلات الحشد الشعبي هو ضابط بالجيش إلا ما ندر هذا أولا، ثانيا الشيخ ميثم عنوانه الرسمي مشرف فرقة العباس عليه السلام وليس قائد فهو يتولى الأشراف وإدارة الأمور العامة وإصدار قرارات بعد التشاور مع ضباط الفرقة الذين هم من خريجي الكلية العسكرية، فلا يوجد هناك ضابط في الفرقة لا يمتلك خط خدمة عسكرية ولديه رقم إحصائي، فالأمور العسكرية للفرقة تدار من قبل رئيس الأركان وهو لواء متقاعد، ولكن منصب المشرف على الفرقة ومشرف اللواء وغيرها هو منصب جاء لضمان سير العمل دون خروقات لأن الفرقة تشكلت من قبل العتبة العباسية المقدسة.
4-    يمتنع عن استقبال اي لجنة تفتيشية لجرد اعداد الفرقة الحقيقية او متابعة كيفية صرف المبالغ المتوفرة لديه .
الرد: لم تمنع أي جهة مختصة من القيام بجولات تفتيشية في قواطع الفرقة بل أن هيأة أركان الحشد الشعبي في الفرات الأوسط كان لها زيارات لعدد من قواطع الفرقة وقد أوعز بأن توفر لهم كل الإمكانيات لتسهيل مهمتهم، أما صرف المبالغ فهي وفق جداول حسابية خاصة بقسم المالية في الفرقة والذي يشرف على هذا القسم قسم المالية في العتبة المقدسة.
وفي ختام الخبر (طالب القيادي بايصال صوته للمرجعية العليا التي لا تفرق بين فصيل واخر وتنظر الى الامر برعاية أبوية وتعتبر جميع المجاهدين أبناءها دون تمييز من اجل ابعاد العناصر غير الكفوءة التي تسيء للحشد) لم لا تعد لائحة موثقة بالأدلة لهذه الخروقات وتقدم إلى رئيس الوزراء أو المرجعية أو إلى وسائل الإعلام ولتنسب إلى مجهول، شرط أن تكون أدلة حقيقة ليأخذ الزيدي جزائه إن كنتم صادقين؟؟؟!!!.