18 ديسمبر، 2024 9:36 م

هي نصف للمجتمع ام تكملة عدد ؟

هي نصف للمجتمع ام تكملة عدد ؟

جذبني قول لااحد الوزراء الراونديين ان المجتمع الراوندي استقر وقلت البطالة والجرائم وزاد الدخل العام بنسبة كبيرة منذ ان اصبح تمثيل المرأة في البرلمان الراوندي ٦٠ % حسب مايذكر ان النساء لديهن القدرة على التحمل والعمل ونسبة الانجاز اكثر من الرجال وهو يتحدث بفخر عن انجازات النساء الراونديات ..
رجعت بمخيلتي الى واقع المرأة في العراق بلد الحضارات بلد عشتار وتموز كيف كانت المرأة العراقية وكيف اصبحت ..
العراقية التي كانت وزيرة العدل في ١٩٢٢ وقاضية ومديرةدائرة ولم يكن في حينها منظمات مهتمة بتمكين المرأة ويوم عالمي للمرأة واخر لمناهضة العنف عليها .. لكنها كانت تتمتع بحقوق وكيان مستقل في ذلك الوقت ..
في حين في القرن الماضي تحولت الى ” ماجدة ” كما نعتت النساء العراقيات بالماجدات وكانت صفة الماجدات هن النساء البعثيات حتى اصبحت الماجدة سبة تطلق على المرأة عندما تنتقد النساء لااي سبب يذكر بالعامية ” بعد ماجدات ” وهكذا كان حال الماجدة او كما كان يطلق من تسمية سخرية بالنساء في حين كانت هي ام الشهيد واخته او زوجته وهي من عانى من ويلات الحروب واهوالها مثلها مثل الرجل بل هي ربما اكثر منه لانها في احيان كثيرة كان عليها تدبير امور المنزل الاقتصادية والمعاشية في ظل تلك الظروف الصعبة وعانت ماعانت من صعوبات الحياة وقساوتها ومتغيراتها ..
حتى وصل بها الحال الى عام ٢٠٠٣ وفي ظل متغيرات المشهد السياسي العراقي ومافرضه العم بريمر على سياسينا النجباء يجب ان يكون تمثيل المرأة في حكوماتهم بنسبة ٢٥% اصبحت ” كوتة” وراحت الاحزاب تسعى حثيثا لتنضم” الكوتات ” لهم حتى تمثلهم.. لا بل البعض ذهب الى ابعد من ذلك فقد راح ينادي بتمكينها ويطالب بحقوقها وزيادة نسبة تمثيلها ويصر على ان تكون حاضرة في المشهد السياسي مكملة للصورة مثل اللمسات الاخيرة التي تضاف الى الملابس لتجعلها اجمل او اكثر اناقة وتناسى هي وجودها ليس اضافة او لمسة هو حق وواجب وطني ومجتمعي وهذا ماكانوا يذكره اغلبهم في خطبهم الرنانة هي ليست نصف المجتمع بل المجتمع كله
“فاالزموهم بما الزموا انفسهم به”
فهو واقعا لايعتبر وجودها اساس وانما ” كوتة” تزيد من نسبة تمثيله الحكومي وتضيف له الشرعية ويناغم بها المجتمع الدولي بأنه يمكن المرأة وينادي بتمكينها خلافا لغيره يعني اعلان مدفوع الثمن والسؤال هنا ..
هل هي سلعة للدعاية الاعلامية ؟ وهل تنقصها الخبرة والكفاءة لتكون فقط كوتة اوتكملة عدد؟ وعندما تأتي الفرصة للمفاضلة بينها وبين السادة الرجال يرجع الى عقليته الذكورية ويتناسى الخطب اوالمقالات الرنانة ..
” كمن صلى وصام لاامر كان يدركه فعندما قضي الامر لاصلى ولاصام ”
فها هو يرجع عن ارائه السابقة ويفضل عليها الرجل حتى لو سلبها حقها واعطاه لااخر لانها ببساطة امرأة تكملة عدد وليست نصف المجتمع او المجتمع كله كما كان يدعي ..