ميسمي ورد يلفهما السواد…علامة نصر للنبل في الاصل و النور في النور….. يرسما اصبعيهما نصرا وتفتنني الاشارة بأصبعيها الذابلين وكأنها تقول ها أنذا اجمل النساء ، اتحدى فينوس وجميلات التاريخ ، حط بي الرحال بينكم مصفوفة الكترونية ، تثير جنوني المختزنة في ثنايا عقلي العميق بعبقها وميسمها الرشيق….تلفني رائحتها الزكية وتتجه بي نحو دهاليز المجهول اقف امام ابي فراس الحمداني مرة و(اقول وقد ناحت بقربي حمامة….) واخرى مع نزار قبانى و( في عشقك اتخذت قراري….) وهي خلف اصبعي كبسة زر وتتبع ما اقول….. حين توقع نهاياتي بميسميها الجميلتين وكأنها تمضغني علكا وتتناولني رطبا اقدمه لها بيدي من باسقة برحية في فنائي ، حروفها قطع من حلوى فردوسية المذاق فهي حصتي منها وانا احب كل ضروب حلوياتها ….احير في امرها….غرابة وعجب ، مهارة وادب…سألت مرة احد مياسمها الذابلين:
– من انتم..!”
ضحك الميسم وقال:
– الا تعرف الملوك…؟: قلت
– ” كلا والله…..! ” قال :
– “ملوك الجان…. أتعرفهم…!”
وابتسم وانصرف ودق في عقلي مسمارا من علامات الاستفهام والتعجب….حورية في القول ملكة في العقل….تلفها الحكمة والغرابة من كل جانب الا جهتي اراها شمسا تضيء ايامي وتقلب دفاتري وتقلب مساوئي محاسنا…ملاكا في همسها الرقمي زمنا بعيدا… يرن صوتها الصامت في اذني اهوالا من ذكر….امواجا من عبق ….صور من بلاط…صمت من كلام وكلام من صمت…جمال شامي لم اراه ابدا بل قرأت عنه وسمعت فقط….واظن انها اجمل النساء ، وحتى الملوك والامراء فهي منهم……. رسمت برقة ملهوف رقمي غيري ، ربما هام بها ، فوق قرطاس ابيض…..انثى ثلجية تعرف تاريخ طوروس وحكاية الاقزام السبعة والسندريلا وحذاءها العجيب….وحكايات شهرزاد …. وقع عقدها مرة في نهر العاصي فوجدوه في جوف سمكة …. من اكلت منها طاف حولها طوق من جمال رباني يسير معها ظلا وترفع اصبعها ميسم يشير بالنصر ويلفه السواد……اخذتها تراثا للجمال ، فعينتني حارسا بباب كنوزها…..كبلني سحرها بتعويذة الجبال وهمس المطر….أيعلم احد ما في القلب….؟…قلب شدة وجدي ، فاشتعل سطح عقلي بياضا …..تدفعني بعيدا نحو فضاء مجهول… انتظر ملك الفناء في طابور العشق ، احس بدقات قلبها في صدري تقترب مني تتلقفني عقدا مكسورا يزين جيدها الثلجي….
اعود واتذكر جدتي شبعاد ، اشكو همي وجفاءها لي ونار الفرقة والبعاد …..
تسألني جدتي شبعاد:
” قلي من هي حتى اسأل فينوس وعشتار عنها …؟
اشير لها في طرف قلمي المكسور واقول:
” هنا تسكن قلبي ، ميسما رقميا… زهرا حقيقيا “
انظر من فتحات باب سجني بين قضبان ميسميها و اعود منكسرا صفرا رقميا بين طيات حجابها ، فانا لا اعلم ان كانت محجبة……..