منذ ان بدأت الحملة المضادة للنيل من السيدة هيفاء الأمين وانا اترقب التحليل ولوائح الدفاع والطروحات المضادة وقسوة الصراع … وقد أحزنني مناشدة الأخ مثال الالوسي وقيادات الحزب الشيوعي والكثير من الشخصيات الوطنية لمخاطبتهم السلطة المحلية التنفيذية في المحافظة لكبح جماح الهجمة الشرسة على هيفاء الأمين .. وبذلك يسجل الجميع خللا في قراءة واقع الحال لمدينة الناصرية وكيف تدار الحياة من قبل منظومة احزاب الاسلام السياسي حتى بات مهاجمة الخصوم المدنيين والعلمانيين بمبدأ ميكافيلي يجيز استخدامهم كافة الأدوات اللاخلاقية خارج سياق ثوابت العمل السياسي.
اعود لهيفاء الأمين …
كان أباها صديقا عزيزا دافئا لم يفارق زيارة مكتبي للمحاماة سنين على الرغم من فارق العمر والتعليم .. كان لطيفا حين يحدثني بشغف عن رفعة ابنته هيفاء متباهيًا بها وبانتمائها الى الحزب الشيوعي وعن ثقافتها ودربها النضالي وامومتها وحياتها في البلد الإسكندنافي البعيد ورغم قساوة الغربة والبعاد لا يشغلها شاغل عن تفقدها لعائلتها.
اما الهجمة الشرسة التي طالت هيفاء الأمين بواسطة أدوات احزاب السلطة واستخدام شخصا من عائلتها دون وعي لما يقوم به وتحت مؤثرات سحر عباءة الأفيون المقدس لاحزاب الاسلام السياسي من تأثير وحبكّ المؤامرات لجميع القيادات الرائدة حملة بيرق المشروع المدني للعراق .. دعونا نذّكر لمن لم يسعفه الحظ في قراءة تاريخ الناصرية جيدا.. ان من وقف عام ١٩٦٣ في الجوامع والحسينيات لمدينة الناصرية يؤلب الراي العام لابناء المدينة تحت شعار “الشيوعية كفر والحاد” ويدفع أبنائها بالترغيب والترهيب الديني للانتماء للحرس القومي … هم امتداد لتلك الخلية التي تلاحق هيفاء الأمين وكل النواة النقية الطيبة من الوسط النخبوي وتفتك بالخصوم بطرق شتى لتوفر الارضيّة لسلالتها تولي المناصب والمسؤوليات بلا منازع.
اقول للجميع .. اذا كان عفاف هيفاء الأمين لديكم مخدوشا لعدم ارتدائها الحجاب .. فأنا أتشرف بهيفاء الأمين أختا وبنت اخ طاب ثراه .. حيث لسيرتها وتاريخها النضالي المشرف ترفع الجباه .. ويبتسم “عكد الهوى” لهيفاء شرفا لصباها وزهوا لرجوعها وهي تحمل وجع الغربة والاغتراب وتشمر عن ساعداها في بناء وطن صادرته مافيا الوجوه الكالحة تحت عباءة المقدس.
*[email protected]