بنت الناصرية والعضو في الحزب الشيوعي العراقي منذ سبعينات القرن الماضي , شاركت بالكفاح المسلح وهي في صفوف الأنصار الشيوعيين في كردستان العراق , وحملت السلاح ضد نظام الدكتاتوري الظالم في زمن الخوف والموت , وخرجت من بلادها مجبره بسبب الظروف التي كانت قد تعرضت لها في ذالك الوقت من ملاحقات أمنية وقمع للحريات , وبعد سقوط نظام الطاغية صدام المجرم عادت إلى العراق إلى مدينتها الناصرية , من اجل المساهمة في بناء المجتمع والمرأة بصوره خاصة ,
ساهمت في إعمال ودورات في التنمية الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات النسويه , حيث كان جل اهتمامها على بناء الفرد والاسره , وهذا البناء ينتج مجتمعاً صالحاً قوي بالقيم الفكرية والأخلاقية والثقافية التي يملكها , على العكس من بعض الذين عادو من الخارج , رجعوا لسرقة أموال البلاد ونهب ثرواته مثلما كان الطاغية يفعل في السابق , وانشغال الجميع بالمناصب وكيفية الحصول على الثروات والمقاولات في هذه المحافظة المحرومة , تحت عباءة الدين والمذهب برعاية الطائفية السياسية التي سهلت لهم السرقة ونهب الأموال وقطع الأراضي . والست هيفاء مرشحة التحالف المدني الديمقراطي هي الوحيدة التي نزلت إلى الشارع , لتقوم بتوزيع منشوراتها الدعائية الصغيرة والبسيطة على المارة في شوارع مدينة الناصرية , وذهبت إلى المقاهي والمحال التجارية والكافيتريات لكي تشرح مشروعها الانتخابي وتحث الناس على المشاركة بالتغيير , وزارت الأمين أقضية ونواحي المحافظة مرات عديده , وتكلمت معا أبنائها وجهاً لوجه , بدون حمايات أو سيارات مصفحة ومظلله تحجب أشعة الشمس , وأيضا قابلت العاملين في الحي الصناعي وتكلمت معهم , الحي الصناعي الذي لم يزوره مرشح أو مسؤول بالحكومة المحلية , لنهم يعتبرون هؤلاء الكادحين دون مستواهم , وان هذه الأماكن لا تناسب مكانتهم الاجتماعية , لكن إنسانية هيفاء الأمين وأخلاقها التي لا تعرف التمييز بين شريحة من المجتمع وأخرى , هي التي جعلتها تزور جميع الأماكن في المحافظة من اجل الاطلاع على أحوال المواطنين والاستماع لأرائهم وماذا يريدون من المرشحة من مطالب . يقول قائل إلا توجد مرشحة أخرى غير هيفاء الأمين في هذه المحافظة الكبيرة !؟ نعم توجد مرشحات بائسات ترى على وجوههن الغبرة , مرشحات ترشحهم قوائمهم السياسية فقط من اجل الحصول على كرسي إضافي والاستفادة من ألكوته النسائية , وإذا فازن في الانتخابات يكون اهتمامهن الأساسي بعمليات التجميل , وشراء العقارات والسفرات السياحية خارج البلد , أو النعيق على شاشات القنوات الفضائية , ومن الامثله البسيطة عن مرشحات القوائم الأخرى , توجد مرشحه عندما انتهت من بناء بيتها وضعت على واجهة البيت أباريق أبلاستيكية زرقاء (تستخدم في المرافق الصحية) , لأنها تعتبر هذا الإبريق نوع من التعويذات لطرد الأرواح الشريرة وعيون الحاسدين , كيف لي إن انتخبها وهي بهذا المستوى من الجهل والغباء , والأخرى قامت بالسيطرة على بورصة التعيينات بالمحافظة ولم يبقى احد من عائلتها وأقاربها دون تعيين , والطامة الكبرى إن هناك مرشحة وضعت صورة زوجها بدلاً عن صورتها بالدعايات الانتخابية الموجودة في الشوارع , ياترى إذا فازت بالانتخابات لا سامح الله وذهبت إلى البرلمان , من يجلس هناك ويطالب بحقوقي هي أم زوجها , أو ربما تذهب عمتها للدوام في المجلس بدلاً عنها . الأمين التي التزمت بموعد الدعاية الانتخابية التي حددتها المفوضية العليا أللانتخابات , على الرغم من إن المرشحين بدؤا قبل أسبوع من هذا الموعد بالترويج لقوائمهم الانتخابية وشراء الأصوات والضمائر , من خلال إقامة الولائم على شرف المرشح الفلاني , والبعض قام بتسجيل أسماء الشباب العاطلين عن العمل والخريجين وإطلاق الوعود بالتعيينات لهم بعد الانتخابات , والكثير من هذه الأساليب الرخيصة التي تنم عن جهل هذا المرشح وتفاهة هذه القوائم والمرشحين الموجودين فيها , لكن استطاعت الست هيفاء البطلة وبجهود متواضعه مع مجموعة من الشباب البعيدين عن الطائفية والحزبية , بوضع اللبنة الأساسية لمشروع الدولة المدنية في المحافظة التي أنهكتها الحروب والعسكرة التي طغت عليها , بعدما أصبحت عبارة إننا مهد الحضارات ومنبع القصيدة التي نتعكز عليها في المحافل والمهرجانات غير ذات أهمية , لأن الحضارات لانتخب الأغبياء , والقصيدة الحرة الشريفة لانتخب الفاسدين المتخلفين , والزقوره لانتخب من يجعل الناس تسكن في بيوت الصفيح , والحبوبي لايرضى لابناء المحافظة الفقراء يستجدون في التقاطعات المرورية , في محافظة تعوم على بحر من النفط .
هاهي هيفاء الأمين لم تخسر بل فازت عليهم جميعاً , انتصرت على جهلهم وخداعهم للناس البسطاء , انتصرت بالورد والحب والنزاهة والأصوات النقية