22 ديسمبر، 2024 11:14 م

هيرمان هسه بحافلة ببغداد

هيرمان هسه بحافلة ببغداد

 

“التاريخ عباره عن مجموعة من الاكاذيب المتفق عليها ”
نابليون بونابرت
١
مثل بضع حصى تعترض مجرى النهر هكذا كان رحيل والده المفاجئ حين اعترض طموحاته وحمله لتركة ثقيلة هم اهله اذ ببوادر يفاعته تلبسه الشعر متأثراً بالشاعر العراقي بدر شاكر السياب هو الان في الحافل يفكر بتفاصيل الحياة اليومية الصعبة وحديثه الهامس مع هيرمان هسه ( بحياة راكدة عليك أن تجرب المستحيل لتصل إلى الممكن ) حين غادر تيقن انه نسى قصيدته فوق مقعده اذا ما العمل ؟؟ ردد حانقاً انفصل عما حوله كان شاغله كيف ينعش الذاكرة ليعيد الحياة لنص مُبتكر نساه بالحافلة ازاد من اصراره مقولة لمحدثه السري هرمان هسة اكون شاعرا او لا اكون ما دمت املك ناصية حُلمي سأواصل لأجله وما دام في كل عام تحل مواسم المطر.
٢
لزكية واخواتها
كان طريقهم لبيتنا مُعبّد بشرخ حدد مصائر حياتنا
حين طرقوا الباب بقسوة انخلعت له قلوبنا كنا اطفال ضائعين بعالم فوضوي أخذنا نحيط بوالدي كنعاج تُساق للذبح والدي الذي القى قصيدة بحضرته دس فيها ( بعض او ظلال من رفض لحرب خاسرة ) ما رد لنا الوعي الا حين اطبق والدي على كف امي مطمئناً وبشكيمة رجولية وامي تتمتم بقصار السّور أستمدينا انا واخواتي بعض عزمه عبثوا بمقتنيات الدار واوراق ابي عبثوا بسلام العائلة كانوا مدججين بالسلاح كبرت ولم يغيب عني المشهد لم يكن والدي جباناً ولكنهم حين غادروا بكىً قصائد ممزقه وحرية شاعر وآمان وطن بعنجهية يُساق للمحرقة.
٣
وهذا شاعر اخر
لطالما كره الطغيان وما يخلفه من طغاة كان بحلم بعالم اكثر عدالة هكذا تولد الصراع داخله بين الرفض والتمرد يسأل نفسه دائما اذا الموتى لا يعودون للحياة من سيدلي بشهادة حق لمن قتلوا غيلة او بهتاناً ؟ حين نواجه الحياة بمفردنا ندرك ذلك، ثمة اختبارات ثمة انتهاز للفرص ووجوه تتقن ارتداء الأقنعة ثمة نجاح وثمةَ وفشل وثمةً من يُحاذر ان يعثر بالحجر مرتين ليتهم بالغباء ثمة مفاجآت وامور لا تسر غاية الأمر ان نستمر.
*هيرمان هيسه: كاتب كوني وشاعر بأسلوب شاعري متميز وعبقرية ادبية خالدة وهو القائل اكون شاعرا او لا اكون.
مر ما يزيد على خمسين سنة على وفاة الكاتب الألماني الشهير هرمان هيسه، لكن إنتاجه الأدبي مازال حاضرا وبكل اللغات الحية.