18 ديسمبر، 2024 5:12 م

كثر الحديث اليوم عن هيبة الدولة بعد الاعتداءات المتكررة على رجال المرور من قبل صديقات المسؤولين او ابنائهم ، فوزير الداخلية انتفض ويريد تجهيزهم بسلاح والناس تطالب باجراء ، والدولة تنشئ فوجا عسكريا للتدخل الاضطراري ، وكل هذا من أجل استعادة هيبة الدولة!
اخي هيبة الدولة لا تاتي من القرارات البوليسية او الافواج العسكرية التي ستطلق ايدي رجال منفلتين اكثر يقمعون التاس بحجة حماية النظام ، هيبة الدولة تأتي من طريقة تقديم الخدمات واحساس المواطن ان لديه دولة بشارع نظيف واشارة مرور ودوائر سلسة وشرطي منضبط غير المرتشي الذي نراه يلعب بالقوانين بمزاجه ولا رقيب عليه ولا حسيب ،
تاتي هيبة الدولة من وجود سلطة مستقلة بقرارها وقيادتها لا يتاجر مسؤولوها بالمخدرات ولا يعتاشون على اماكن الدعارة والقمار ولا ينهبون اموال الناس ، وعندما يشعر المواطن ان حقه مضمون ولا يمكن لأحد ان يمس كرامته دون ذنب ، كما ان واجبه محدد بقانون لا سبيل للتحايل عليه.
عندها يهاب هذه الدولة ويفكر الف مرة قبل ان يحاول مس هيبتها عن طريق الاساءة لرموزها إما لجهة فخره واعتزازه او لجهة خوفه من عواقب القانون الذي شعر انه يحميه فعلا من تجاوزات الاخرين فلا بد ان يحمي الآخرين من تجاوزاته ،
هكذا تتكون او تستعاد هيبة الدولة ، اما انشاء مزيد من الافواج والعسكرة فهذه تسمى “هيبة المليشيات”