هو الذي رأى كل شئ فغني بذكره يابلادي ..
عندما عقد كلكامش العزم مع صديقهِ وخِلهِ أنكيدو على محاربة خمبابا (الدولة العميقة) خط الانحراف والظلم في ذلك الزمان الغابر والذي يسكن غابة الأرز والذي “زمجرته كأنها عباب الطوفان وتنبعث من فمه شواظ النيران ونفسه الموت الزؤآم” (وهو كناية عن طاغوتية خمبابا حارس الغابة)..
اقول عندما عقد كلكامش ملك أورك او الوركاء على قتل حارس الدولة العميقة خمبابا “إله التحطيم والمحارب العظيم” (بمعنى أنه يمتلك أسلحة سماوية ومليشيات وقحة وقوة جبارة وهيئة اقتصادية وسياسية مرعبة) ، تسلح بأسلحة زنتها ((عشرة وزنات)) مع أنكيدو ليمسح الشر كله عن وجه الأرض ..
الوزنة بالقياس البابلي تعادل(60) مناً ..
المن الواحد يعادل (نصف كليوغرام) ..
بمعنى أن الوزنة الواحدة تعادل (30) كيلوغرام ..
الأسلحة التي كان يحملها كلكامش و أنكيدو هي سيوف وفؤوس ، زنة السيف الواحد تعادل (90) كيلوغرام وزنة الفأس الواحد تعادل أيضا (90) كيلوغرام كما في نص الملحمة ..
النص في الملحمة ذكر أن كلكامش وأنكيدو تسلحوا بأسلحة وزنها (عشرة وزنات) أي أنها تعادل (300) كيلوغرام ..
فتخيل معي تلك القوة الجسمانية التي كان يتمتع بها كلا البطلين كلكامش وأنكيدو ، فكلكامش على سبيل المثال كان يحمل بيده سيفا وزنه (90) كيلوغرام وباليد الاخرى فأساً وزنه (90) كيلوغرام ويضع على ظهره أسلحة أخرى لم تذكرها الملحمة ولربما تكون سيوف صغيرة او فؤوس او رمحا او سهاما او درعاً وغيرها ..
علما أن الرباع الروسي (أليكسي لوفتشيف) قد حقق المديالية الذهبية في فئة وزن (105) كيلوغرام في بطولة العالم لرفع الأثقال ، حيث قام هذا الرباع برفع (211) كيلوغرام خطفا و (264) كيلوغرام نترا ..
ونحن نعلم أن عملية رفع الأثقال تتم بشق الانفس وصاحبنا كلكامش كان عندما يدخل ميدان القتال يرفع سيفا بيده وزنه (90) كغ وفي اليد الأخرى فأسا وزنه (90) كغ ، فتخيل معي عزيزي القارئ ..
لم يقرر كلكامش أن يدخل غابة الأرز المخيفة (الدولة العميقة) وحيدا ، بل اتخذ معاوناً له وهو أنكيدو ليكون معه في محاربة الشر ” هيا نمسح الشر كله عن وجه الأرض” ..
وفي هذا دلالة واضحة على أن نهج الاصلاح يحتاج إلى معاونين مجاهدين مقاتلين حتى يستطيع راعي الاصلاح من تحقيق أهدافه” هيا نمسح الشر كله عن وجه الأرض” وإلا لن تستطيع إرادة الاصلاح من تحقيق إرادتها ولو نظرنا نظرة سطحية الى تاريخ المصلحين الربانيين فإننا سنجد المعاونين لهولاء المصلحين كحواريي عيسى عليه السلام والجن والريح لسليمان عليه السلام وسلمان المحمدي وأبا ذر وعمار بن ياسر وغيرهم ممن ضحى لأجل مسيرة الإصلاح ..
“تقدم لا تخف
فأن أصاب مهجتي التلف
أكون قد دونت لي اسما خالدا
وسوف يذكرون عني قائلين أبدا :
لقد قضى جلجامش في نزال خمبابا المريد”
.
.
((بين الأقواس الصغيرة النص الاصلي للملحمة))
.