19 ديسمبر، 2024 10:18 ص

هو منطق إنتقام و ليس تحرير

هو منطق إنتقام و ليس تحرير

کما کانت التوقعات و التکهنات تدور بشأن ماستقوم به قوات الحشد الشعبي في حالة مشارکتها في القتال في تکريت و المناطق المحيطة بها، فقد تناقلت التقارير الممارسات الانتقامية المشبعة بالحقد الطائفي الاعمى لقوات الحشد الشعبي ضد الاهالي خصوصا بعد أن تم إستهداف أطفال و تم قتلهم بسبب اسمائهم او إنتماءاتهم المذهبية و العشائرية، ويبدو ان هذه التقارير و الانباء ستثير خوفا و فزعا بين أهالي تلك المناطق و توتر الاجواء أکثر من أي وقت سابق خصوصا وان قاسم سليماني قائد فيلق القدس و ضباط إيرانيون آخرون يتواجدون هناك ولهم دور کبير في نهج و سياق سير المعارك.

أجواء الاحتقان و الحقد الطائفي کما يظهر، تهيمن على مجريات الامور و سير الاحداث في المناطق التي تدور فيها المعارك الطاحنة، ومع اننا نمنح أهمية کبيرة لجريمة سبايکر المدانة جملة و تفصيلا و نجد في ملاحقة مرتکبيها و المتسببين فيها مهمة وطنية ملحة، لکننا في نفس الوقت نرى أن رفعها کقميص عثمان للإقتصاص من أهالي المناطق المحررة، بمثابة کلمة حق يراد بها باطل.

طوال ثمانية أعوام من حکمه الفاشل و المشبع بالفساد و العمالة المفضوحة لإيران، فإن نوري المالکي رئيس الوزراء السابق قد ساهم في نشر و ترسيخ الافکار و الممارسات الطائفية و جعلها جزءا و جانبا اساسيا في نشاطاته و تحرکاته، وان الذي جرى من أحداث دموية مختلفة لحد الان انما على علاقة و إرتباط وثيقين مع تلك الافکار و المفاهيم الطائفية التي زرعها المالکي على قدم و ساق في العراق، وان العراق الان ليس بحاجة أبدا لعمليات الشحن الطائفي و إثارة الاحقاد و الاصرار على ثقافة الموت و الانتقام بل بهو بأمس الحاجة لمنطق ا.لتهدئة و التسامح و اللين و السعي لطوي الصفحات السوداء التي تجعل الدماء تغلي في العروق، لأنه حتى وان تم طرد تنظيم داعش الارهابي(وهو أمر حتمي و لامناص منه)، فإن أساس و جوهر المشکلة ستبقى في العراق.

الجرائم و المجازر ذات المنحى الطائفي التي دارت في ديالى و تدور الان في تکريت و ضواحيها، لها علاقة جدلية ملفتة للنظر بالحضور المشبوه لقوات الحرس الثوري الايراني التي ليس لها من دور و مهام سوى نشر التطرف الديني و الممارسات الطائفية في دول المنطقة، والانکى من ذلك ان العديد من التقارير الدولية و الاقليمية قد أشارت الى أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس، يقوم بنفسه بالاشراف على عمليات التطهير الطائفي في العراق، وان تواجده في تکريت مع آخرين من رهطه المشبوهين، له أثر من علاقة بتلك الجرائم التي حدثت و ماقد يحدث بعدها، وان الذي جرى في مناطق ديالى والتي أدت الى طرد داعش منها او الذي يجري حاليا في تکريت، لايمکن أبدا وصفه بأنه عمليات

تحرير مناطق من براثن تنظيم إرهابي وانما يمکن وصفها بعلميات تصفية حسابات و إنتقام طائفي مکشوف، لأن الذي سير و يسير الاحداث و الامور فيها انما هو منطق إنتقام أعمى و ليس منطق تحرير و خلاص أناس من مخمصة وقعوا فيها دونما خيار او إختيار منهم!

 [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات