18 ديسمبر، 2024 8:15 م

هو أکثر من سيف ديموقليس

هو أکثر من سيف ديموقليس

ليس هناك من قضية أو مسألة تٶرق نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تقض مضجعه تشکل له کابوسا کما هو الحال مع قضية مجزرة صيف عام 1988 التي راح ضحيتها أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، ذلك إنه و بعد مضي قرابة 29 عاما على تلك الجريمة فإن آثارها و تبعاتها و تداعياتها لازالت ليس تزعج القادة و المسٶولين الايرانيين فقط وانما أيضا تلاحقهم کظلالهم.
هذه المجزرة التي طالت سجناء سياسيين کانوا يقضون فترة محکومياتهم بموجب أحکام قضائية صادرة من جانب المحاکم الايرانية وکانت هناك أحکام کثيرة تقل أحکامها عن العام او العامين، لکن وفجأة و بسبب فتوى جائرة من قبل المرشد المٶسس للنظام، فقد تم تبديل تلك الاحکام کلها الى أحکام الاعدام ودونما إعتبار الى أي تبعات قانونية أو إهتمام و إکتراث لأية موازين انسانية أو حتى سماوية، لکن لم تمر هذه الجريمة التي تقشعر منها الابدان لهولها مرور الکرام و لم يتمکن النظام من وضعها على رفوف النسيان خصوصا وإن منظمة العفو الدولية قد إعتبرتها بمثابة جريمة ضد الانسانية و يجب محاسبة مرتکبيها و المتورطين فيها، والاهم من ذلك إن الشعب الايراني وخصوصا أهالي و أقارب و معارف الضحايا لايزالون يتابعون هذه القضية على الرغم من تحذيرات الاجهزة الامنية و تهديداتها، بل وإن الذي أربك النظام أکثر هو إنها في طريقها لکي تصبح قضية رأي عام دولي بعد أن توالت المٶتمرات و الاجتماعات الخاصة ببحث هذه المجزرة و الدعوة لمحاسبة مرتکبيها على الصعيد الدولي دونما توقف وخصوصا بعد الکشف عن التسجيل الصوتي لآية المنتظري الذي کان في حينها نائبا للخميني حيث يعترف بإرتکاب النظام للمجزرة بحضور لجنة الموت التي نفذت فتوى الخميني.
هذه القضية ببعديها الداخلي و الخارجي، صارت تشکل ليس قلقا وانما خوفا کبيرا للأوساط السياسية في طهران ويکفي أن نشير الى قوة حضورها أثناء الانتخابات الرئاسية الاخيرة و التي کان ابراهيم رئيسي أحد أعضاء لجنة الموت من مرشحيها، وقد جوبه ليس برفض وانما بإستهجان شعبي واسع النطاق ذلك إنه وفي الوقت الذي کان يجب أن يقف فيه رئيسي و بقية رهطه المتورطين في إرتکاب المجزرة، فإن النظام کان في طريقه لکي يکافأه بترشيحه لمنصب الرئاسة، وهذا ماأکد مدى إستخفاف و إستهانة طهران بکل القيم و المعايير الانسانية و تحديه لإرادة المجتمع الدولي.
قضية صيف عام 1988، ليست بمثابة سيف ديموقليس مسلطا على رقبة قادة و مسٶولي النظام بل إنه أکثر من ذلك فهو بمثابة البرکان الذي يغلي منذ 29 عاما وإذا ماإنفجر فإنه لن يبقي على النظام من شئ ولايذر!