23 ديسمبر، 2024 1:06 ص

ينسب الجاهلون والمبغضون لأهل البيت عليهم السلام، هوية مدينة بغداد الى بعض الاشخاص المجرمين، واهل الشرك، لإبعاد مدينة بغداد عن إنتسابها الحقيقي، وتشويه مدينة الامامين الجوادين عليهما السلام.

مدينة بغداد هي من المدن العراقية، التي تأسست في زمن العباسيين، حيث كان ظلم بني العباس وعدائهم لأهل البيت عليهم السلام، لانهم يعلمون بأن العلم والدين الحقيقي لدى المعصومين، فقام هارون العباسي عليه لعنة الله، بسجن مولانا الامام الكاظم عليه السلام خوفاً منه، وبعد فترة قام بدس السم له، وكان السبب لقتل الامام عليه السلام، هو نفس السبب الذي حدا بسائر الامويين والعباسيين، لقتل الائمة المعصومين عليهم السلام بالسيف، او بالسم من الحقد والحسد وما اشبه.

تعتبر بغداد الان من أهم المدن الشيعية، المناصرة لأهل البيت عليهم السلام، رغم كل المحاولات من الأعداء والمنافقين، والمبغضين للأئمة عليهم السلام، حيث في الزيارة الأخيرة قبل عدة ايام، في ذكرى استشهاد الأمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، وصل اعداد الزائرين الى أكثر من إثني عشر مليون زائراً، من المحبين والموالين والمناصرين للمعصومين، من هذا المنطلق نعلم الهوية الحقيقة لبغداد، هي مدينة الامامين الجوادين عليهما افضل الصلاة والسلام.

الإمام الكاظم عليه السلام كان له في بغداد، كثير من الناس الذين اهتدوا على يده، مثل بشر الحافي حيث روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه اجتازَ على دارٍ بِبغدادَ ، فَسَمِعَ المَلاهي وأصواتَ الغِناءِ والقَصبِ تَخْرجُ مِنْ تِلكَ الدّارِ، فَخرجَتْ جارِيَةٌ وبِيَدِها قُمامةٌ البَقْلِ، فَرَمَتْ بِها في الدَّرْبِ: فقالَ لَها: يا جارِيَةُ! صاحِبُ هذِهِ الدّارِ حُرٌّ أم عَبْد؟ فَقالَتْ: بَلْ حُرٌّ، فَقالَ: صَدَقْتِ، لَو كانَ عَبْدًا خافَ مِنْ مَولاه! فَلَمّا دَخَلَتْ قالَ مَولاها وهُوَ على مائِدَةِ السُّكْرِ: ما أبطَأكِ عَلَينا؟ فَقالَتْ: حَدَّثَني رَجُلٌ بِكَذا وكَذا، فَخَرَجَ حافِيًا حَتّى لَقِيَ مَولانا الكاظِمَ عَليهِ السَّلامُ فَتابَ عَلى يَدِهِ، فقد ايقظ الإمام (عليه السلام) فطرة بشر الحافي بكلمةٍ قدسية خرجت من قلبه المُخلص لله.

بقي الإمام عليه السلام في بغداد، حتى سجن فيها وإستشهد في سجنها، وعلى يد اشر خلق الله وكان سببًا في خلاص الغافلين من سجن الدنيا، فمن أراد أنْ يستمر بمهمة الأنبياء عليهم السلام عليهِ أن يتبع أساليبهم في الدعوة، موطنًا قلبه على خشية الله سبحانه، قال تعالى {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيخْشَوْنَهُ وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكفى‏ بِاللَّهِ حَسِيباً} فالخشية من الله سبحانه وحده هي سر الثابتين في العمل الرسالي؛ لأنه يحصنهم من أي تردد، ويُنير لهم ظُلمة الظروف، ويجعلهم يشعرون بعظمة التشريف وحجم التكليف، ويُبصرهم بالطريق حسب المكان والزمان ومن هو معني لهدايته، لذلك هم مجاهدون، ومن جاهد في الله عز وجل دله الطريق وهداه السبيل ، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} .

يطلق الان على مدينة بغداد اسم مدينة الجوادين عليهم السلام، نسبة الى الامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام، فنرى منطقة الكاظمية، التي دفن بها الإمامان الطاهران عليهما السلام، في كل يوم مزدحمة من كثرة الزائرين، المخلصين للمعصومين، ونجد مواكب العزاء والخدمات متوفرة طيلة ايام السنة، فقد زال الطغاة من بني العباس، وبقيت اسماء اهل البيت عليهم السلام، خالدة تتناقلها الاجيال.