بعد ان احترقت اوارق المبعوث المخضرم للإدارة الأمريكية في التصريح والتحرك في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية خدمة لإسرائيل وهو وزير خارجيتها انتوني بلينكن والذي لم يعد احد من العرب المخلصين لقضايا امتهم الجوهرية وفي المقدمة منها قضية فلسطين يصدق اكاذيبه الدبلوماسية ومراوغاته السياسية ولم تعد كل تلك الأكاذيب والمناورات الخادعة تنطلي على احد 0لا منهم ولا من غيرهم 0
وخاصة اصحاب القضية المحورية اليوم وهي قضية (قطاع غزة) وهم حركة حماس والفصائل الإسلامية يعيرون اية اهمية لما يحمل من حلول لقضيتهم وما يطرح من مقترحات لها والتي باتت جميعها نسخ متكرر لمواقف الإدارة الأمريكية الداعمة لأسرائيل بالمال والسلاح والذخيرة والفيتو في مجلس الأمن 0
والعمل على اطالة امد الحرب في غزة من اجل توفير الوقت الكافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق اهدافه من الحرب من اجل حفظ ولو قطرة من ماء وجهه في جزئية بسيطة من تلك الأهداف مثل خداع المقاومة باستخدام شاحنة مواد للمساعدات الإنسانية في تحرير بعض الرهائن والتي استهجنا المجتمع الإقليمي والدولي غير أنَّها كانت تصب في مجرى مصلحة المقاومة الفلسطينية لأنه لم يعد امام اسرائيل بعد انهيار معنويات جنودها ويأسها من تحقيق اهدافها المتوخاة عبر استخدام قواعد الإشتباك الأصولية واساليب الحرب العسكرية الصحيحة غير اسلوب الغدر والفجور 0
وبلغ تطورالأمورالإنعكاسي السلبي تجاه مصالح واهداف اسرائيل من الحرب يشكل ضربة قاصمة مخيفة لأهداف المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية رغم تجنيد الإدارة الأمريكية ثقلها السياسي والدبلوماسي والمالي الى جانب دعمها العسكري لأسرائيل 0
فقد بات مؤشر عقارب الساعة يدور بالاتجاه الذي يضر في خدمة الأمن القومي الإسرائيلي ولم يتم تحقيق أي هدف ايجابي لإسرائيل من جولات وزير الخارجية انتوني بلينكن والذي بلغ عدد جولاته الى المنطقة منذ انطلاقة عملية طوفان الأقصى في العام الماضي لحد الآن الى ثمانية جولات 0
وتأسيسا عليه يبدو ان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تغيرت نظرته الى وزير خارجيته بلينكن من نظرة تفائل وثقة الى نظرة عدم الأهلية وقلة الكفاء وضعف تراكم الخبرة والكسل في الوصول ولو الى تقليص حدة التوتر وخفض التصعيد في المنطقة وعلى الأخص بين جزب الله واسرائيل لذلك نحَّاه جانبا واستبدله بمبعوث آخر 0
وهو عاموس هوكشتاين أو (آموس هوكشتاين) وتقول المصادر للتعريف به :- ولد هوكشتاين في 4 كانون الثاني 1973 هو “اسرائيلي” من ابوين يهوديين امركيين مهاجرين، خدم في جيش كيان الإحتلال “الإسرائيلي” ولعب ادورا لمصلحة الكيان وكان مستشارا لرئيس وزراء الأحتلال السابق شيمون بيريز0
وله زيارات متكرر وقديمة للمنطقة من زمن جيل الحكام العرب الراحلين مثل الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الليبي معمر القذافي حيث كان مبعوثا قديما في وزارة الخارجية الأمريكية0
فقد سافر إلى العراق في زمن صدام حسين وشارك في المناقشات الدبلوماسية الأمريكية لاحتمالية رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية مقابل توطين محتمل لعدة آلاف من اللاجئين الفلسطينيين في وسط العراق0
وقد جادل عاموس هوكشتاين بأنه يجب الإبقاء على العقوبات الاقتصادية على العراق مع الإعتراف بضرورة “إضفاء الطابع الإنساني” على تلك العقوبات وذلك لأن التقارير ذات الطابع الإنساني للمبعوثين الذين زاروا العراق لتقييم آثارالحصار الإقتصادي اكدت بأن الحصار لم يلحق أي ضرر بالنظام الحاكم لا على مستوى الحاكمية ولا على مستوى الطاقم الحاكم كشخاص ولا على اسرهم بل هو بالغ الضررعلى الشعب العراقي غير ان امريكا رفضت التخفيف من حدة الضغوط الإقتصادية فالمهم عندها مصالها ونفوذها في المنطقة وليذهب الشعب العراقي الى الجحيم 0
وبالمجمل فإن هوكشتاين خبير في الممارسات العسكرية وعلومها من خلال خدمته في الجيش الإسرائيلي وهو خبير في العمل الجيو السياسي من خلال ممارسته لهذا العمل في حزب بايدن وهو الحزب الديمقراطي وخبير في الأعمال الإقتصادية لكونه عمل مبعوثا خراجيا للإدارة الإمريكية في مجال الطاقة في زمن بوش الأبن واوباما بين امريكا وبعض الدول الإفريقية ، وفي زمن الرئيس الحالي في مفاوضات الغاز بين لبنان واسرائيل 0
واليوم اختاره الرئيس جو بايدن ليتولى ادارة تداعيات الحرب بين حزب الله اللبناني وبين اسرائيل من اجل تطويق اتساعها ، وهي بالتأكيد ستكون المحادثات الخاصة بها معقدة وشائكة لأن حزب الله ابلغه انه لن يوقف اعماله الحربية ضد إسرائيل حتى تقوم اسرائيل بإيقاف حربها الإبادية ضد غزة وبذلك يشكل رد حزب الله هذا عقبة لا يستهان بها في تذليل الصعوبات التي تقف في طريق الوصول الى حل لوقف اطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى لعدم وجود جدية ومصداقية عند الجانب الإسرائيلي 0
واعتقد ان السيد حسن نصرالله اخذ في نظر الإعتبار والجد التهديدات غير الرسمية التي انطلقت من الداخل الإسرائيلي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي من ان اسرائيل لا بدَّ لها من ان تقوم بما قامت به في غزة ضد لبنان للإنتقام من حزب الله على مكان فعل ويفعل اليوم في مهاجمة الداخل الإسرائيلي من المستوطنات والمطارات ومخازن الأسلحة والذخيرة ومنصات الصواريخ والموانئ وغيرها 0
ومن المرجح في رأي الحدسي ان الحرب في الشمال الأسرائيلي بين المحتل وحزب الله اللبناني واقعة لا محالة وأنه قد تم التخطيط المشترك لها من قبل عسكر امريكا وعسكر اسرائيل منذ زمن والمسالة مسألة وقت لمهاجمة لبنان0
ومن مساعي الرئيس الأمريكي جو بايدن في هذا الصدد هو محاولة القأء اللوم على الحكومة اللبنانية إذا شنت اسرائيل حربها على لبنان من طريق ارسال هوكشتاين هذا كمبعوث الى لبنان والذي التقى برئيس الحكومة اللبنانية ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري في مسعى لتجنيب لبنان تنفيذ التهديد الصهيوني باعادته الى العصور الحجرية علي يد الآلة الحربية الصهيونية والمدعومة امريكيا0
وذلك من اجل ممارسة الضغط من قبل الحكومة والبرلمان على السيد حسن نصر الله لسحب قواته باتجاه شمال نهرالليطاني تمهيدا لتقليم اظافره في قدراته العسكرية فيما بعد0
واعتقد انه فشل في تحقيق هدف زيارته لأن الحل والربط وخاصة الستراتيجي العسكري والجيوسياسي في دولة لبنان بيد الحكومة الموازية التي يقودها السيد حسن نصرالله وفي {أي على لبنان حكومة وشعباالإستعداد لهذه الحرب المقبلة لأن العقيدة الأمريكية الإسرائيلية عقيدة متعالية لا تسمح بالرد عليها من قبل دولة او حزب او فصيل مسلح لأنها لا بد وان تنتقم منه0وما حصل من حزب الله يوم 8/ تشرين الاول /2024م في اتخاذ رئيسه السيد حسن قرار دخول الحرب ضد اسرائيل الى جانب حماس يستدعي من امريكا واسرائيل العقاب والإنتقام 0