تراكمت الخبرة العملية لهوشيار زيباري، على مدى عقود تعاقبت من العمل السياسي المحفوف بالذكاء الفائق، تحلى خلاله بقوة السياسي المحنك والإداري الرصين؛ لأنه وريث البرزانيين.. قادة الحرية، تشبع ببطولات الأسد مصطفى، عبر شبله مسعود، وعمل وزيراً لأخطر وزارتين سياديتين.. المالية والخارجية، بعد 9 نيسان 2003، متواصلاً مع حزبه الديمقراطي الكوردستاني، من دون إنقطاع عن هموم شعبه العراقي، بألوان طيفه كافة.. عرب وكورد ومسيحيون وصابئة وآشوريون وأيزيديون.. أما المسلمون النابض قلبهم بالتشظي.. متوزعين بين سنة وشيعة، فإن هوشيار زيباري، يعد واحداً ممن عملوا وما زال يعمل على لملمة الجرح الطائفي ريثما يندمل متعافياً ويرأب الصدع!
لمس المراقبون هماً عراقياً شاملاً، يقلق زيباري، وليس كوردياً؛ لذلك فهو يحظى بإحترام الجميع؛ لأنه حامل رسالة وطنية تضم فئات وولاءات متعددة، تنصهر في رؤى هوشيار، لتشكل عراقاً ينهض من خراب الحرب والإرهاب والطائفية والفساد، ليحلق عنقاءً في فضاءات الحضارة.
تشبع هوشيار بالفكر الثوري للملا مصطفى البرزاني، في الكفاح المسلح الذي تستوجبه مرحلته النضالية، ليبلوره زيباري في رؤى دبلوماسية من بنات العصر الراهن وفق المتطلبات العملية للواقع.. هنا والآن.
وهوشيار محمود محمد زيباري، البالغ من العمر ثمانية وستين عاماً.. تولد سنة 1953عقرة، نال بكلوريوس السياسة من الجامعة الأردنية وماجستير علم الاجتماع والتنمية في جامعة إسكس.. المملكة المتحدة.
هذا على صعيد التحصيل الأكاديمي.. جامعياً، أما على مستوى الأداء الميداني، فهو وزير خارجية ومالية وشخصية سياسية شغلت مناصب دولية في العالم.
بعد هذه السيرة الحافلة بالمنجزات، هل يرتقي إله منافس على رئاسة الجمهورية؟ التي يحتاجه العراق لها، وهو غني عنها شخصياً، فإن جاء فقدومه لخدمة الشعب وحماية المنصب من المتطفلين النفعيين.
*مؤرخ من العمارة