قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))،
قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» .
قال اللغوي ابن منظور: «الرويبضة: هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لُِربُوضِه في بيته، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة».
الرسول يبين أموراً ستحصل في مستقبل الأيام وهي حاصلة في واقعنا المعاصر، منها: أن يتمكن التافه من الكلام، وكأن الأصل أن لا يتكلم إلا العاقل الحكيم،
ومما يزيد المشكلة عمقاً ومساحة أن يكون هذا وأمثاله ممن يتناول أمور الناس ومصير الأوطان فيساهم في تضليل الرأي العام، وتوجيه العامة إلى مستوى طرحه كتافه قاعد متقاعس، أو على ضعفهم فوُسِّد أمرهم لرويبضة.
كما أن النبي يصف الزمن الذي يصول فيه الرويبضة بالسنوات الخدّاعات، ذلك لأن الأمور تسير خلاف القاعدة وتنقلب فيه الموازين رأسا على عقب، فالصادق يُكذَب والكاذب يُصدَّق، والأمين يُخَون والخائن يُؤتًمن، والصالح يُكمَّم والتافِهُ الرويبضة يُمكن.
وعلى ضوء ما تقدم نتحدث عن رويبضة العراق الذين ساقوا العراق وشعبه من سيء إلى أسوأ، فهم وعلى مدى أربعة عشر عاماً وبعد أن كانوا غارقين في سباتهم وصمتهم نطقوا كفراً وظلاماً وتطرفاً وقتلاً وفساداً…
فقد باركوا وشرعنوا الإحتلال وما رشح عنه من قبح وفساد وظلم ودمار
صوتوا بنعم على دستور الحاكم الأميركي بريمر
انتخبوا القوائم الفاسدة 169 و555 التي دمرت وخربت العراق وقتلت شعبه وجوعته وهجرته وتسبب في احتلال داعش لثلث مساحة العراق وغيرها من المآسي والويلات والكوارث التي يطول المقال بذكرها، وكل ذلك جرى باسم الدين والمذهب وقد سخروا الشعائر الحسينية كمنابر للترويج لإنتخاب الفاسدين والسارقين والطائفيين….
وطيلة هذا الفترة والرويبضة في صمت وسبات بل كانوا يهوسون للفاسد :علي وياك علي….، ولا ننسى سكوتهم عن الفضائح الأخلاقية التي ارتكبها الوكلاء والمعممين وطلبة الحوزة وفي طليعتها فضيحة وكيل المرجعية مناف الناجي
اليوم نطق الرويبضة وكعادتهم نطقوا كفراً وبهتاناً وظلماً وزوراً وجهلاً وتعصباً في حملة همجية بربرية على الشعائر الدينية المعتدلة المتمثلة بمجالس الشور والبندرية المشروعة التي تقيمها مكاتب المرجع الصرخي والتي هي من جملة العلاجات الناجعة التي تحصن الشباب من الانحراف العقائدي والأخلاقي من الإطروحات الإلحادية والمتطرفة والميولات الإباحية والإنحلال الأخلاقي التي فتكت بأخلاق الشباب حتى صار مجتمعنا العربي والإسلامي متهما بالانحلال الأخلاقي،
فهي التوعية التربوية الصحيحة المبنية على أسس شرعية أخلاقية وعلمية معتدلة لإنتشال الشباب من الضياع، وأسمى عمل تربوي ممكن أن نوصله إلى شبابنا هو المنبر الحسيني ومجالس آل البيت الأطهار ما دام الشباب معتقدين بالقضية الحسينية فلابد من أن نهيئ ونعد لهم برامج تربوية وقاعدة علمية تتصف بالاعتدال والوسطية خاصة فيما يخص القصيدة الحسينية وأطوارها المتعارف عليها ومنها الشور والبندرية مع انحياز الشباب الفطري إليها في استحضار مصائب أهل البيت عليهم السلام ليدخلوا في عالم تربية آل البيت الأطهار الأخلاقية المعتدلة الوسطية من أوسع أبوابها…
بقلم
احمد الدراجي