في البصرة فتاة بعمر الخمس سنوات تُغتصب و يُهشم رأسها بحجر كبير, فتاة صغيرة اخرى في النجف تُغتصب و يقوم اهل الجاني برفع دعوة قضائية ضد اهل الفتاة مع تهديدهم عشائرياً. امور مثل هذه حدثت في الآونة الاخيرة, هل سمعتم بها؟!
اشك في ذلك!
ربما احداث مثل هذه لو حدثت في اوربا او في بقية بلدان العالم المتحضر لرأيت أن الرأي العام هناك سينقلب رأساً على عقب, سيستقيل بعض من اصحاب البزات الرسمية, الاعلام لن يهدأ لوقت طويل, منظمات مجتمع مدني ترفع حالة الاستنفار, ربما مظاهرات و اعتصامات هنا و هناك, لجان ستشكل لدراسة الحالات بشكل علمي و دقيق و ايجاد الحلول لها.
اذاً ما بالنا نتعامل بفتور و لامبالاة مع هكذا جرائم وحشية و مروعة تهز اركان المجتمع و تشكك في انسانيته و تجره من خانة البشر الى خانة الزومبيز, و تمر مرور الكرام دون أن تلفت انتباه الاعلام و نشطاء المجتمع المدني و المختصين.
فالحين بس نتظاهر و نهوس على فلم سخيف اُنتج بيومين, او من هو الاحق بخلافة فيفي عبدة؟ لوسي لو دينا, لو ديناصورات الثقافة اللي ساكنة ابراج الچينكو المزنجرة و ملتهية بنقد الحداثة و الهايكو و الواقعية السحلية. اما السياسيون فمهما رددنا عبارة “كس خواتهم” سيبقون على صلافتهم و قذارتهم و لن يزيدهم الا رقاعة و قلة حياء.
طبعاً كتبت هذي الاسطر لأن قبل قليل سمعت أن فتاة اخرى بالقرب من بيتي اُختطفت بالأمس, عادي اذا تنقتل, ما راح يفرق بشي!
