17 نوفمبر، 2024 11:26 م
Search
Close this search box.

هواء في شبك تموتين ما البّسج خزّامه

هواء في شبك تموتين ما البّسج خزّامه

وهذه كناية عن يأس المخاطب مما يؤمل به، والخزم في اللغة النظم، يقال خزم البعير، اذ جعل في جانب منخره الخزّامة، وكان العراقيون يلبسون نساءهم الخزّامة، وهي حلية من الذهب ذات حلقة تعلق في طرف احد المنخرين، وهناك حلية اخرى تعلق في الحاجز بين المنخرين، تسمى العران، والعران عود يوضع في انف البعير، وفي هذا قال الشاعر:

مية هله ابحبيبي الجاني ازعلان….. طابج ورده وخزامه وبالوسطه اعرانْ

وقد اورد هذه الكناية نوري السعيد رئيس وزراء العراق في العهد الملكي ، اوردها في المجلس النيابي، وكان قد ابرمه الشيخ احمد الداوود، احد المعارضين، وشدد النكير على الوزارة، وكان نوري السعيد يتهمه بان معارضته لم تكن لوجه الله، وانما لانه حرم من كرسي الوزارة، وفي احدى الجلسات، هاجم الشيخ احمد الداوود الوزارة مهاجمة عنيفة، فاشتد غيظ رئيس الوزراء منه فقال له: تموتين ما البّسج الخزامة، يريد انك مهما عارضت وناقشت وشاغبت، فاني لا اختارك وزيرا، نحن الشعب العراقي سنستعير هذه الكناية، لنقولها لبعض الكتل التي رشحت للبرلمان، تموتين مالبّسج الخزامهْ، لاننا بعد احد عشر عاما رأيناهم جميعا على حقيقتهم، ولو اتيح لنا ان نكشف الحسابات اظهر العجب العجاب ولولينا منهم هربا، احد عشر عاما بموازنات انفجارية، احد عشر عاما صاروا هم الاثرياء، واقلهم من ابتنى بيتا بعشرات المليارات، وبدون خجل يدافع عن نفسه ويعتبر ذاته من الشرفاء.

للاسف خياراتنا قليلة والا فهذه الجماعة لاينفع معها سوى ان تقتادهم الى دجلة وترميهم فيها، حتى يصدق عليهم المثل القائل: مال اللبن للبن ومال المي للمي،بعض الاحيان احتار ماذا اقول فكل الكلمات قاصرة عن وصف اعمال البعض، اكلوا وشربوا وشبعوا سفرات واموال وارصدة، ونساء حلالا وحراما، فالدين لديهم متحرك يتبع جيوبهم وخصاهم العفنة، المقرف في الامر اننا وبعد هذه التجربة المريرة سنضطر الى اختيارهم، وسنبقى هكذا كل سنة وكل عام وهذه الكتل ذاتها، لنصبح اسارى ديكتاتورية الكتل والاحزاب، رحم الله نوري سعيد لقد تبرم من معترض نائب واحد لاينتمي الى كتلة تزعل لزعله وتفرح لفرحه، وتغادر مجلس النواب اذا غادر، فكيف به اذا رأى بني قشير التي تغضب فيغضب معها اكثر النواب، ولم يكتف البعض باعتراضات الكتلة الواحدة، وانما سحب الامر الى

تحالفات الكتل، فصارت الكتلة الفلانية والكتلة العلانية تغادر البرلمان فترفع الجلسة، وكما قال الشاعر:

اذا غضبت عليك بنو قشير….. رأيت الناس كلهم غضابا

ومتى ما انتهينا من نظام الانتخابات المختل، وتركنا التحزبات وصار الترشيح فرديا، حين ذاك نستطيع ان نقول اننا تعافينا، الفرد المفرد تستطيع ان تنتقده، وتحاسبه اما حين يكون كتلة، فانه يتقوى بكتلته ونعود الى نظام القبيلة، ما اعني ان هناك كتلا صارت من القوة والرهبة حتى ان الاعلام لايستطيع ان يتناولها بالنقد، ليصب جام غضبه على الكتل البسيطة، وهذا الخوف والتوجس الاعلامي لم يكن ناتجا من فراغ، وانما جاء نتيجة لتجارب ابتدأها (كم مسكين) واتحارش بالاسد فصار ضحية وعبرة لمن يعتبر، هذه الديمقراطية الكسيحة المغلفة باعمال القتل والارهاب، ليست سوى طريقة لتدمير البلد وسلبه كل مقومات نجاحه بعد ان سقطت فيه الديكتاتورية، وهي لعبة لعبتها اميركا وانطلت على الكثيرين، بشرفكم اكو واحد يكدر ايكول حلك السبع جايف، او هل يستطيع احد منكم ان يدخل عرينه، هذه الديمقراطية مبنية على دعوات الظفر والناب ونحن الفقراء ليست لنا عيشة مع هؤلاء، سوى ان نحزم امتعتنا ونترك البلد لهل البلد، حتى وان قلنا: تموتين ما لبسج الخزامة، فسوف تلبسها برغم ارادتنا.

أحدث المقالات