7 أبريل، 2024 8:38 ص
Search
Close this search box.

هنا ينحني قلمي لك ….. ايها المواطن المصري

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما يكون المشهد ثوريا فأن لشعب مصر البصمة في تكوينه فالمصريون من اقدم شعوب هذه الأرض وحملة نسل الفراعنة هذه الحضارة التي ما زالت تكشف عن خفاياها واسرارها لحد يومنا هذا فدائما كانت مصر حاضرة في كافة المحافل الادب والفن والابداع والثقافة والثورة ……
فمما لاشك فيه إن المصريين هم اثقف شعوب العالم وليس شعوب العرب وهذا واقع وحقيقة اثبتها التأريخ بقوة القلم والحرف فلطالما كانوا في الصف الاول عبر مراحل الحضارة والانسانية فتكون لكلمتهم الصدى الواسع الي ينتشر الى امم الأرض ……مصر وهل هنالك غير القلم يعطي لشعبها العظيم حقه في صفحات التأريخ فهم الاوائل في كل شيء ثقافة وعلما ومعرفة حتى في الفقر والجوع يحضر يحمل المشهد المصري ثورة ……
لهذا كانت مصر دائما في مواجهة الخطر من معظم دول العالم بسبب تفكيرها المنطقي والمنهجي في رؤيتها للقضايا العالمية والاقليمية فمنذ بزوغ فجر الثورة في المنطقة العربية كانت لمصر كلمتها وصرختها التي نقشت بها بيارق الحرية والكرامة والتضحية في سبيل إن تحيا هذه الامة العظيمة بمجدها وكبرياءها ونجحت وبجدارة في اكتساب احترام الشعوب من خلال ثورتها ضد الظلم والطغيان وهذا إن دل على شيء فهو إن المواطن المصري يحمل في ثنايا عقله ثورة الوعي والادراك ……
فمشاهد وفصول واحداث المصريين مع رحلة الحياة والحضارة كثيرة لكنها تدخل وتخرج من ذات الخانة المؤجلة عند الكثير من الشعوب والامم الا وهي خانة الوعي والادراك فالشعب المصري عندما ينهض من صمته يكتسح الاضواء ويكون الحدث شاهدا على التأريخ الإنساني وعندما تسكن نهضة المصريين في دروب العمل والابداع والانتاج حينها تكتسح الاضواء مجددا فهي تعلم البشرية كيف تبني اجيالا تلو اجيال تستطيع احياء مجد حضارة الفراعنة …….
فكل المصريين مثقفين وهل يوجد فرد في مصر لا يحمل كتابا وجريدة في يده وقلما في جيبه حتى المواطن المصري سائق التوك توك او خريج التوك توك كان يحمل الكتاب والجريدة والقلم لكن في عقله الذي ظهر كنجم ثائر على شاشات التلفزة قال ما لم يقله شعراء وادباء عاشوا فصول وامجاد البشرية ورحلوا عنها ولم تبقى من ابداعاتهم سوى كومة من التراب في احدى زوايا التأريخ …..فسائق التوك توك ظهر من خلف الكواليس حاملا معه هموم واعباء امة بأكملها وتكلم بالنيابة عن امم الأرض وشعوبها كلها وليس عن مصر فالمعاناة واحدة والجوع والفقر واحد لا حدود للعرق واللون واللغة في ما قاله واعلنه امام الملأ واعين الملايين عبر شاشاة التلفزة …..لذا فمصر تعيش نهايات عصر اخر من الهزيمة والالم وستنهض من جديد وتعلن ثورة جديدة لأن المصريون بقدر ما يحملون صفات سلمية لكنهم في ذات الوقت شعب جبار عظيم صامد ثائر لا يقبل الاهانة والعار وما هذا الا دليل على الوعي والادراك فالشعوب التي لا تملك ثقافة الحرية والمطالبة بالحقوق لن تخرج من قوقعة هزائمها وستبقى تدفع ثمن اخطائها جيلا تلو الجيل بينما الشعوب التي تمضي بخطى ثابتة مؤمنة بالقيم والمبادىء الإنسانية فهي تبحث عن الحرية والخبز والكرامة فما من امة في العالم وعبر مراحل الحضارة تركت خلفها الجهل والتخلف الا وحكمت بقبضة الحرية والخبز تأريخها ……
لهذا لا ثورة من بعد ثورة شعب مصر ولا صرخة تنادي الحرية تخرج الا وكانت مصر قد صنعتها فثورة الجياع ستنهض منها لأن شعبها شعب مثقف واعي ثوري يعرف واجباته ويعرف حقوقه ويتصدى لمن يتجرأ ويتلاعب بلقمة عيشه ويقف احتراما لمن يناضل ويكافح في سبيل عزته وشموخه ومجده …….
 فسائق التوك توك هز مصر والبشرية بما قاله في وقت يعجز قلم الشعراء والكتاب في كل اصقاع الأرض عن البوح بالظلم بالطغيان بألم البطون الفارغة بجوع الاجساد المريضة بأهانة كرامة الإنسان بخلو العقل من العلم ببقاء الجهل عنوانا للبقاء فطوبى لك يا صوت الكادحين يا صرخة الجائعين فهنا ……
ينحني قلمي لك

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب